رئيسة قسم الأحجار الكريمة لدى دار Tiffany & Co لـ"هي": احتضان ماسة تيفاني العريقة للمرة الأولى كانت لحظة استثنائية بالنسبة لي

إلى جانب عملها مع دار "تيفاني آند كو" العريقة لأكثر من 34 عاما، استطاعت "فيكتوريا رينولدز" Victoria Reynolds أن تصنع التاريخ، وتصبح أول امرأة تتولى منصب رئيسة قسم الأحجار الكريمة بعد 184 عاما على تأسيس العلامة. ومن خلال هذا الحوار مع مجلة "هي"، كشفت "فيكتوريا رينولدز" عن شغفها الملهم للمجوهرات والأحجار الكريمة، وتحدثت أكثر عن أحدث مجموعة المجوهرات الفاخرة "بلو بوك 2021" التي عُرضت في مدينة دبي خلال شهر نوفمبر الماضي – بالتحديد قلادة "The World’s Fair Necklace" التي يعود تاريخها إلى عام 1939، حيث كانت مزينة بحجر الزبرجد الأزرق الضخم، 200 قيراط، وأطلت علينا في دبي للمرة الأولى بشكلها الجديد المزين بماسة Empire Diamond الضخمة، 80 قيراطا، بقصتها البيضاوية التي جعلت القلادة أغلى قطعة امتلكتها "تيفاني آند كو" على الإطلاق.

"فيكتوريا رينولدز" Victoria Reynolds

متى بدأ شغفك للمجوهرات؟ وكيف بدأت رحلتك مع "تيفاني آند كو" عام 1987؟

عندما كنت في التاسعة من عمري، ذهبت برفقة أبي إلى متجر "تيفاني آند كو" الضخم في شارع "فيفث آفنيو" في مدينة نيويورك لشراء هدية مميزة لوالدتي. منذ اللحظة الأولى شعرت بأنني أنتمي إلى هذا المكان الساحر ليس فقط بالمجوهرات والماسات، بل بالفن المعماري أيضا. وبعد الانتهاء من دراستي في كلية "رود آيلاند" للتصميم، كنت على يقين بأنني سأعود إلى مدينة مانهاتن في نيويورك لأنضم إلى عائلة "تيفاني"، لأنها كانت في نظري الأفضل من جميع النواحي – من الأحجار الكريمة والتصميم إلى الأصالة والموظفين الرائعين. وبالفعل، بعد سنتين من التخرج، بدأ مشواري مع العلامة، لتكون اليوم منزلي بكل ما للكلمة من معنى. وأتمنى أن تبقى منزلي حتى بعد عشرات السنوات.

بعد أكثر من 34 عاما مع "تيفاني آند كو"، كيف تصفين لحظتك المفضلة مع العلامة؟

مشواري مع العلامة كان مليئا باللحظات السعيدة والممتعة، لكن إذا أردت اختيار لحظة خيالية واحدة كنت في قمة سعادتي بها، لا بد أن أختار اللحظة التي احتضنت بها ماسة "تيفاني" العريقة للمرة الأولى بعدما استلمت منصب رئيسة قسم الأحجار الكريمة منذ نحو سنتين. وأصبحت من بعدها جزءا أساسيا من حياتي اليومية، حيث إنني أسافر أينما تسافر هذه الماسة، وهو شيء عظيم لا يحظى به الجميع.

ماسة "تيفاني" الصفراء الأيقونية

ما شعورك لكونك أول امرأة في تاريخ "تيفاني آند كو" تتولى منصب رئيس قسم الأحجار الكريمة، منذ تأسيس الدار قبل 184 عاما؟

في الحقيقة لا يزال هذا الأمر يؤثر بي كثيرا. انضممت إلى عائلة "تيفاني آند كو" عندما كنت أبلغ من العمر 23 عاما، ولم أتوقع إطلاقا أن أكون في هذا المكان اليوم. إنه مزيج مثالي بين الحلم والواقع وأنا ممتنة للغاية بعد كل سنوات العمل والاجتهاد. هذا شرف كبير بالنسبة لي لعدة أسباب – حبي للعلامة وإيماني بمشاركة هذا الإرث مع جميع الفتيات حول العالم، ليتذكرن أنهن قادرات على فعل كل شيء، وتحقيق أحلامهن، وهذا ما أمثله من خلال عملي لكون العلامة تضم الكثير من الأشخاص الملهمين.

ما الحجر الكريم المفضل لديك؟ ولماذا؟

هذا سؤال صعب للغاية بالنسبة لي، لأنني أحب جميع الأحجار الكريمة حقا. لكن إذا كان علي اختيار حجر واحد لا بد من أن يكون الألماس بسبب تنوعه. هناك أحجار الألماس الشفافة الاستثنائية المميزة بجمالها الخاص والبراق، وهناك الألماس الأصفر بدرجاته الخلابة والمختلفة، والألماس الملون الفاخر والنادر بدرجات الأزرق والوردي والبنفسجي وغيرها، وهي الأحجار التي لا يعرفها معظم الناس، لأن الألماس الأبيض هو الأكثر شهرة بينها.

قلادة The World’s Fair Necklace بشكلها الجديد مع ماسة Empire بعيار 80 قيراط

حدثينا أكثر عن مجموعة المجوهرات الراقية لعام 2021 وعن القطعة المفضلة لديك.

تعبر مجموعة "بلو بوك" Blue Book 2021 Collection عن التصاميم الأكثر ابتكارا، إضافة إلى الأحجار الكريمة النادرة والحرفية الاستثنائية التي تمثلها علامة "تيفاني آند كو" بشكل عام، لكنها تجمع أيضا تصاميم "جان شلمبرجير" Jean Schlumberger المثالية تحت المظلة ذاتها – المصمم العبقري الذي انضم إلى العلامة عام 1956 ليغير عالم المجوهرات إلى الأبد، ويجعل اسم "تيفاني آند كو" فريدا ومختلفا عن الجميع. أما بالنسبة إلى القطعة المفضلة لدي، فهي بلا شك قلادة The World’s Fair Necklace الخاطفة للأنفاس، التي يعود تاريخها إلى 1939، وتم تجديدها مؤخرا بإضافة حجر الألماس الضخم Empire Diamond، 180 قيراطا، المستعدن بطريقة أخلاقية في بوتسوانا. نحن في قمة سعادتنا في هذه اللحظة، لأننا عملنا لفترة طويلة حتى تكون القلادة جاهزة في هذا الوقت، وأن تكون دبي المكان الذي تعرض فيه للمرة الأولى. كما أنه الوقت الأفضل نظرا إلى كل الفعاليات التي تقام في دبي الآن مثل "إكسبو 2020" بالطبع.

ما المعايير المتبعة عند اختيار الأحجار الكريمة التي تدخل في صياغة مجوهراتكم؟

يجب أن تكون مميزة ومختلفة عن الأحجار الكريمة الأخرى، لتليق بمجوهرات "تيفاني آند كو"، سواء كان بلونها أو مواصفاتها، وتجذب علماء الأحجار الكريمة لدى العلامة لاختيارها. أنا مؤمنة بأن لكل حجر كريم نوعا من السحر الذي يجعله يظهر بعد سنوات طويلة من وجوده في الأرض، ليؤخذ وتُزين المجوهرات به، ويصل في النهاية إلى الشخص الذي ينتمي إليه فعلا.

صور من معرض "تيفاني آند كو" في دبي خلال شهر نوفمبر الماضي

أي مجموعة لدى "تيفاني أند كو" تعتبر الأقرب إلى قلبك؟

مجموعة " شلمبرجير" الأقرب إلى قلبي بكل تأكيد. بعد كل هذه السنوات، لا تزال تصاميم "جان شلمبرجير" مبدعة وعصرية، ومناسبة لكل وقت وزمان. حتى الحرفية والعمل على قطع جديدة في هذه المجموعة شيء ملهم ومختلف، لأننا نملك مكتبة كاملة مستوحاة من تصاميمه التي قدمها للعلامة منذ 1956 حتى وفاته عام 1987.

دائما ما تتحدثين عن العثور على حجر الماس المثالي. هل تعتبرين ماسة تيفاني الصفراء الشهيرة الحجر المثالي حقا؟

نعم، بدون أي شك. هذه الماسة ساحرة بكل ما للكلمة من معنى. وهي جزء أساسي من الحمض النووي للعلامة منذ 1877 بعد اكتشافها في جنوب إفريقيا. ويمكن للجميع رؤية سحر قلادة ماسة "تيفاني" الصفراء عندما ترتديها امرأة فاتنة مثل "بيونسيه" أو "ليدي غاغا" أو "أودري هيبورن" بالطبع، لأنها تعكس جمال من يرتديها.

ما الذي يميز مجوهرات "تيفاني آند كو" الفاخرة عن غيرها من العلامات؟

هذا سؤال مهم جدا. إلى جانب الأحجار الفريدة والمجوهرات المثالية، من أبرز مميزات دار "تيفاني آند كو" الفاخرة التركيز على الاستدامة والتعدين المسؤول، لأن العلامة لديها تاريخ عريق بالعمل بطريقة أخلاقية من جميع النواحي. ومنذ نحو 20 عاما بدأنا العمل على بنية تحتية متكاملة تتيح لنا فرصة إخبار عملائنا عن تاريخ كل حجر، ومن أين أتى، وكيفية استخراجه وقطعه وصقله بأسلوب مستدام.

صور من معرض "تيفاني آند كو" في دبي خلال شهر نوفمبر الماضي

ما رأيك في سوق المجوهرات في الشرق الأوسط؟

إنه سوق عملاء ضخم قائم على المعرفة والإرث الباهر بالحرفية والتصميم والابتكار والشغف منذ الأزل، وهو كل ما نمثله ونؤمن به في عائلة "تيفاني آند كو". ووجودي هنا في دبي اليوم يجعلني أدرك المزيج المثالي الذي يجمع العلامة مع سوق الشرق الأوسط.

ما الذي يمكن أن نتوقع رؤيته من "تيفاني آند كو" خلال 2022؟

استمرارية في التصاميم والأحجار المدهشة بالطبع. أتطلع إلى التحدث إليك مرة أخرى في 2022 بعد إطلاق مجموعاتنا الجديدة التي لن أبوح بها اليوم لتبقى مفاجأة للجميع. ولكن ما يمكنني قوله الآن إن عالم المجوهرات سيشهد إرث "جان شلمبرجير" بطريقة لم تظهر من قبل، وأنا متحمسة للغاية للمستقبل.