مدير استوديو تصميم المجوهرات لدار CHANEL لـ"هي": ابتكار مجموعة مجوهرات تخدم تاريخ "شانيل" هو التحدي الأكبر بالنسبة إلي

تكريما للذكرى المئوية على ابتكار عطر CHANEL N°5 ، تخيل "باتريس لوجيرو" Patrice Leguéreau، مدير استوديو تصميم المجوهرات ب"شانيل" CHANEL، مجموعة Collection N°5 ، أول مجموعة مجوهرات راقية على الإطلاق تُخصص للعطر. وفي حديث حصري لمجلة "هي" خلال تواجده في دبي، كشف لنا "لوجيرو" عن خفايا المجموعة الاستثنائية التي تضم 123 قطعة، والتي تعكس الجوانب المختلفة للعطر الأيقوني، من القارورة إلى الأثر العطري. معه كان هذا الحوار.

chanel

تهانينا على هذه المجموعة الاستثنائية. أنتم تصنعون التاريخ من خلال ابتكار مجموعة مجوهرات راقية مستمدّة من العطر الأيقوني "شانيل نمبر CHANEL 5°N "5. برأيك، كيف يلتقي هذان العالمان، عالم العطور وعالم المجوهرات؟

في البداية، لا يختلف العمل في المراحل الأولى بين العالمين، إذ إنّ المقاربة الإبداعية مطلوبة في كلتا الحالتين. أمّا فيما يخص هذه المجموعة، فقد عدت إلى الجذور لالتقاط الطاقة الإبداعية التي كانت سائدة عند ابتكار هذا العطر عام 1921 ، وعند ابتكار "بيجو دو ديامان" Bijoux De Diamants في عام 1932 . ثمّ عملت على دمج الأمرين معا. أحاول الحفاظ على روحية "شانيل" مع ابتكار شيء جديد. عندما يرى الناس المنتج جديدا، سيعرفون فورا أنّه من تصميم دار "شانيل".

ما مدى صعوبة عملية الابتكار؟ وما التحديات التي واجهتها في هذا السياق؟

التحدي الأبرز كان العمل استنادا إلى عطر "شانيل نمبر Chanel No.5 "5. وبما أنّ "شانيل" هي علامة تجارية أيقونية ومميزة للغاية، شعرت بشيء من الرهبة في بداية الأمر. لقد كان ابتكار مجموعة تخدم تاريخ "شانيل" وتغنيه التحدي الأكبر بالنسبة إليّ. المجموعة ليس صغيرة بتاتا، فهي تحوي 123 قطعة، وهذا عدد كبير من المجوهرات الراقية. صحيح، وأردت من خلال ذلك سرد قصة حول "شانيل 5". لقد شكّل الأمر تحديا كبيرا. في البداية، لم أرد أن أمعن التفكير، لكنني وجدت نفسي أرسم الكثير من التصاميم التي استوحيت منها هذا العدد من القطع.

chanel

هل هذا هو أسلوبك المعتمد في العمل عادة أم أنّه أسلوب اعتمدته خصيصا لهذه المجموعة المستمدّة من عطر؟

لطالما عملت بهذا الشكل. أذكر حين بدأت العمل على هذه المجموعة، كنت أمشي وبيدي زجاجة عطر أشمّها، محاولا الولوج إلى عالم هذا العطر وسبر أغواره. يشبه الأمر رحلة خاصة أجريها داخل هذا العطر. كما أنني ذهبت إلى منطقة غراس الفرنسية لزيارة حقول الياسمين، ومشاهدة عملية حصاد هذه الزهرة، وذلك كي أفهم بدايات هذا العطر ولاستنشاق رائحة الزهرة. أردت أن أدخل إلى أعماق الجانب الإبداعي وأعماق العطر والمجوهرات. وهذا ما فعلته، اتّبعت حدسي.

كيف تفسّر نجاح هذا العطر الذي أنتجته الدار منذ مئة عام، وما زال الناس يستخدمونه حتى يومنا هذا؟

هذا العطر ابتكرته امرأة أرادت وضع عطر خاص للنساء. وهذا ما أحاول الحفاظ عليه في هذه المجموعة بغية اتّباع المقاربة الإبداعية عينها. عند ابتكاره، كان هذا العطر يُشعر المرأة بالثقة وبالقوة. وأنا أحاول فعل الأمر عينه مع المجوهرات. ابتكرت قطعا كي ترتديها النساء.

chanel

أخبرنا المزيد عن هذه المجموعة. ما أبرزُ القطع؟ وأيّها الأكثر مبيعا والأكثر تعقيدا؟

كانت المجموعة بأكملها على قدر من التعقيد. لقد صممت القطع جميعها في الوقت عينه. وبالطبع، فإنّ القلادة 55.55 هي غاية في الروعة. في البداية، كان من الصعب العثور على أحجار مميزة والوصول إلى التصميم الأمثل. لكن بعد مضي أشهر قليلة على العمل، أصبح الأمر غاية في السلاسة، خاصة بعد جمع العناصر مع بعضها، واتّضاح الرؤية لهذه المجموعة.

كم من الوقت استغرق إنهاء المجموعة؟

بدأت العمل على تصميم المجموعة قبل سنتين تقريبا من موعد إطلاقها. استغرق التصميم نحو ستة أشهر قبل الانتقال إلى العمل على القطع مع المشاغل. ثمّ استمر العمل لسنة أو سنة ونصف تقريبا، حيث يجري تطوير التصميم، وتنفيذه بشكل مثالي.

chanel

كيف توفّقون بين استخدام التقنيات الحديثة والحرفية اليدوية التي تشتهر بها المجوهرات العريقة من "شانيل"؟

نظرا إلى أنّ مجوهرات “شانيل” تقليدية وكلاسيكية، نستخدم أحجارا كريمة وفاخرة، كالذهب والبلاتين. فالمواد المستخدمة هي بحدّ ذاتها كلاسيكية. أمّا التكنولوجيا، فنلجأ إليها لتحديد حجم القطعة، ولإضفاء بعض التفاصيل والدقة. نستخدم التكنولوجيا لتعزيز راحة الزبائن.

هل من ألوان أو أحجار معيّنة تفضّلها في عملك؟

أحبّ الأحجار الكريمة كلّها. في دار "شانيل"، نحبّ الألماس الأبيض والأسود. جرى ابتكار "بيجو دو ديامان" باستخدام الألماس الأبيض بشكل أساسي. الألماس الأبيض هو مرجعيّتنا. كما أنني أفضّل أيضا الصفير الأزرق والياقوت الأحمر.

chanel

لقد استوحيت مجموعتك السابقة من قماش التويد. ما الأصعب برأيك، العمل على مجموعة مستوحاة من عطر أو من قماش؟

لكلّ مجموعة صعوبتها، ذلك أنني أحبّ أن أذهب إلى أقصى الحدود. إنّه لتحدٍّ أن تبدأ من لا شيء وتبتكر شيئا جديدا. كان العمل بقماش التويد بمنزلة تحدٍّ، لأنّها كانت المرة الأولى التي أبتكر فيها شيئا من القماش. أمّا مع العطر، فكان التحدي أن يأتي الابتكار بما يناسب هذا العطر المميّز، خاصة في ظلّ تعدّد التفسيرات والترجمات لابتكار المجوهرات.

مرّ على عملك مع "شانيل" 12 عاما. هل يمكنك القول إنّ عام 2021 كان الأكثر صعوبة في ظل كورونا؟ وكيف أثّر الوباء في إبداعك؟

لم يتأثر الإبداع من جراء الوباء. اختلف فقط التنظيم مع فريق العمل والعمل مع المشاغل في ظل كورونا. تعلّمنا أن نعمل بشكل مختلف وبوتيرة مغايرة، لكن مستوى الإبداع لم يتغيّر.

chanel

ما الإرث الذي تودّ أن تتركه؟

أودّ أن أترك إرثا يحاكي أسلوب "شانيل"، وأن أبتكر مجموعات قوية وراسخة تكون كفيلة بسرد قصة "شانيل" ومستوحاة من عالم "شانيل".

هل كان ابتكار هذه المجموعة قرارك الشخصي؟

نعم، كان ذلك قراري الخاص. كنت أعلم أنّ المئوية الأولى للعطر ستحلّ في عام 2021 ، وأردت أن أصمم مجموعة لهذه المناسبة. كان الأمر صعبا في البداية، إذ كان عليّ إقناع فريق العمل بفكرة الدمج بين العطر والمجوهرات. لكننا نجحنا في نهاية الأمر.