
الرئيسة التنفيذية لجمعية الحرف المهنية مشاعل الفقيه تكتب لـ"هي": لقاء الحِرفة بالتصميم العالمي بروح محلية معاصرة
في عدد مجلة "هي" تعاونت جمعية الحرف المهنية مع جمعية الأزياء المهنية في ربط وترشيح نخبة من أبرز الحرفيين ومصممي الأزياء في المملكة، بالشراكة مع العلامة العالمية Bvlgari، وذلك احتفاء باليوم الوطني السعودي الـ95. هذه المبادرة تُعد مثالا حيويا على كيف يمكن أن تلتقي الحِرفة بالتصميم العالمي بروح محلية معاصرة، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الإبداعي داخل المملكة وخارجها.
يُعد عام 2025 عاما مفصليا في مسيرة الحرف السعودية، الذي خصصته وزارة الثقافة ليكون عاما للحرف، احتفاء بالإرث الحِرفي المتنوع في المملكة، وفرصة حقيقية لتمكين الحرفيين وإبراز مهاراتهم الفريدة على المستويين المحلي والعالمي.
لقد أثبت الحرفيون في المملكة مهارات استثنائية في التطريز، والنسيج، وصناعة الإكسسوارات، والخزف، وغيرها من الحِرف التي تحمل كل منها بصمة المكان والإنسان. ومع تنامي الاهتمام بالهُوية المحلية، أصبح من الضروري إعادة ربط المصممين السعوديين بالحرفيين، وتمكين هذا التعاون ليكون منظما، وعادلا، ومستداما. فهذا التكامل لا يُنتج فقط قطعا فريدة، بل يصنع أيضا سردية ثقافية تنقل قصة السعودية بأسلوب معاصر، وتجعل من الأزياء وسيلة لتجذير القيم الجمالية والتراثية في الحياة اليومية.
نشهد اليوم حراكا متزايدا في هذا المجال، حيث بدأ بعض المصممين المحليين بالاعتماد على الحرفيين لتطوير تفاصيل يدوية خاصة في تصاميمهم، سواء كانت تطريزات تقليدية أو صبغات نباتية أو تقنيات نسيج قديمة. هذه الشراكات لا تزال في بداياتها، لكنها تمهّد الطريق لبناء اقتصاد إبداعي تشاركي يشمل الحرفيين والمصممين على حد سواء.
ولتحقيق نقلة نوعية في هذا التعاون، لا بد من توفير آليات دعم واضحة، تشمل التدريب المشترك، ومنصات عرض موحدة، ونماذج عمل تحفظ الحقوق وتنظّم العلاقة بين الطرفين. فبناء جسور التواصل بين الحرفيين والمصممين لا يعتمد فقط على الشغف، بل على منظومة تدعم الاستمرارية والتطوير، وتكافئ الابتكار الجماعي.
العالم بدأ يستوعب هذه القوة منذ سنوات. فدار "ديور" Dior تعاونت مع حرفيين في إفريقيا والهند في مجموعات أزياء استثنائية أبرزت براعتهم على منصات عالمية. كما نشهد اتجاها متناميا بين بيوت الأزياء العالمية، لتسليط الضوء على الحرف المحلية واليدوية من مختلف الثقافات، بوصفها مصدر إلهام غنيا يعكس عمق المجتمعات، ويمنح التصاميم فرادة لا تُقلّد.
في عدد مجلة "هي" لهذا الشهر، تعاونت جمعية الحرف المهنية مع جمعية الأزياء المهنية في ربط وترشيح نخبة من أبرز الحرفيين ومصممي الأزياء في المملكة، بالشراكة مع العلامة العالمية "بولغري" Bvlgari، وذلك احتفاء باليوم الوطني السعودي الـ95. هذه المبادرة تُعد مثالا حيويا على كيف يمكن أن تلتقي الحِرفة بالتصميم العالمي بروح محلية معاصرة، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الإبداعي داخل المملكة وخارجها.
عام الحرف هو الفرصة الذهبية لتأسيس هذا التكامل، وبناء نظام يربط الحرفيين بالمصممين والعلامات التجارية، ويحوّل الحِرفة من موروث صامت إلى اقتصاد حيّ يُحكى عنه في العالم أجمع.