رئيسة تحرير مجلة "هي" مي بدر تكتب: العالم بعيون الآخرين
الشعور بمعاناة الآخرين، والتعاطف والتآزر، والمشاعر الإنسانية العميقة تقودنا دائما نحو الأفضل، وغالبا ما نشعر بالارتياح والقوة والثقة بالنفس ونحن نشارك الآخرين آلامهم ومشكلاتهم. والمحظوظون من يستطيعون أن يروا العالم بعيون الآخرين، وخاصة أولئك الذين يعانون بصمت، ولعل الذين يعانون من أمراض مزمنة هم أكثر ما يحتاجون إلى تعاطفنا ودعمنا.
خطرت على بالي هذه الكلمات، ونحن نعمل على العدد الذين بين أيديكم، ونتناقش لاختيار العنوان المناسب لقصة الغلاف والقصص الإنسانية التي يحويها، والتي نساند ونكرّم من خلالها النساء اللواتي عانين من السرطان، وواجهن بقوة وصلابة هذا المرض الذي يعتبر الأكثر شيوعا وتأثيرا على مستوى العالم، وخاصة بين النساء. فوفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية WHO، هناك نحو 2.3 مليون امرأة يتم تشخيصهن بسرطان الثدي سنويا حول العالم، وهو أكثر أنواع هذا المرض شيوعا بين النساء. وتشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل 8 نساء حول العالم ستصاب به في حياتها. لكن ما يبشر بالخير أنه وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الإصابة، فإن نسب الشفاء والبقاء على قيد الحياة آخذة في التحسن مع زيادة الفحص المبكر والعلاجات المتقدمة.
اخترنا للغلاف الأم المحاربة "ريتا قهواتي"، وابنتها المساندة "جيسيكا"، وسلطنا الضوء على قصتهما المؤثرة، ووقفتهما معا في وجه هذا المرض، فقد انتصرتا معا ثلاث مرّات قبل أن تبدأ المعركة الرابعة لاحقا والتي أعلنت عنها "جيسيكا" في رسالة مؤثرة حول إصابة والدتها بالمرض للمرة الرابعة في تسع سنوات.
تحية من القلب لـ"ريتا" و"جيسيكا"، ولكل من ساندت وتساند مريضا، ودعواتنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل لكل من تعاني من أي نوع من الأمراض.
حروف جمعها حكماء:
قوة المرأة في قدرتها على الاحتواء، فمهما كانت الظروف صعبة، تستطيع أن تجمع شتات نفسها وتمنح الآخرين الأمل. والمرأة القوية لا تحتاج إلى الاعتراف من أحد، لأن قوتها تنبع من ذاتها ومن إيمانها بنفسها. وهي ليست بحاجة إلى الأسلحة لتقاتل، بل يكفي أن تملك قلبا ثابتا وإرادة لا تنكسر.