الإبداع الإنساني في عصر الذكاء الاصطناعي The Qode... خمسة عشر عاما من التميّز والقيادة النسائية في الصدارة
حوار: Joelle Tamer
في عصر يقوده الذكاء الاصطناعي، ويعيد تشكيل ملامح الأعمال والاتصال، يبقى البعد الإنساني عاملا لا غنى عنه لصناعة الفارق الحقيقي. فبينما تتسارع التقنيات في إعادة تعريف أساليب العمل، تظل القيم الإنسانية، من الشراكة والثقة والإبداع، الركيزة الأساسية لأي نجاح مستدام. ومن هذا المنطلق، تبرز شركة The Qode باعتبارها إحدى أبرز وكالات العلاقات العامة والاتصال في الشرق الأوسط، إذ تحتفل اليوم بمرور 15 عاما على تأسيسها، لتؤكد أن سرّ تميزها لم يكن فقط في مواكبة التغيير، بل في تمكين الجانب الإنساني ليقود الإبداع ويبني شراكات مؤثرة غيّرت مشهد الرفاهية ونمط الحياة والاتصال المؤسسي في المنطقة.

منذ تأسيسها عام 2010، أرست The Qode سمعة قائمة على الإبداع والابتكار وتقديم نتائج ملموسة لعملائها العالميين والإقليميين، مع التركيز على القيادة النسائية منذ البداية، حيث يشغل جميع المناصب القيادية العليا نساء، بما في ذلك ثلاثة نواب للرئيس، ويشكّل النساء 80 في المئة من قوة العمل في الوكالة، و90 في المئة من فريق المملكة العربية السعودية. هذه الروح القيادية النسائية كانت ولا تزال محور نجاح The Qode في توجيه الاتصال الفاخر وبناء روايات العلامات التجارية بعمق وأصالة.
وفي هذا الإطار يقول أيمن فاكوسة الشريك الإداري في The Qode إن "الوصول إلى 15 عاما هو شهادة حقيقية على روح التعاون التي تقود الوكالة. ونهدي هذا الإنجاز إلى عملائنا وشركائنا الذين آمنوا بنا ونموا معنا. ومع تطلعنا إلى المستقبل، يبقى التزامنا قائما على التطور المستمر، بما يتماشى مع احتياجاتهم، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث نرى فرصا غير مسبوقة للنمو والتحول."
وفي استذكار لمسيرة الوكالة، يلفت "ديبيش ديبالا" Dipesh Depala، الشريك المؤسس: "عندما أطلقنا The Qode، لم يكن هدفنا إنشاء وكالة وحسب، بل بناء منصة للشراكات الهادفة والإبداع الاستثنائي. وبعد خمسة عشر عاما، أصبحت العلاقات والتعاونات التي رَعَيناها هي التي تُعرّف قصتنا. هذا الإنجاز هو احتفال بماضينا وبوابة مثيرة نحو المستقبل."
وبعد 15 عاما من الإنجازات، تدخل The Qode فصلها الجديد بإصرار ثابت على الابتكار والتميز، وبالاعتماد على العلاقات التي شكّلت وقود نجاحها حتى اليوم، مع التزام واضح بتوسيع حضورها في المملكة العربية السعودية وتعزيز تأثيرها الثقافي والاستراتيجي في المنطقة. وكان لـ"هي" حوار خاص مع شاهينة عثمان، وستيفاني الزعني، و" لويز توماس" القياديات المُتميزات اللواتي يشكلن قلبThe Qode ، ويجسدن قيمها الإنسانية والإبداعية.
شاهينة عثمان (نائبة الرئيس، العمليات وقيادة مكتب السعودية)
Shaheena Usman (Vice President, Operations & KSA Leadership)

لقد كان لك دور محوري في قيادة توسّع The Qode في المملكة العربية السعودية، ما اللحظة الأبرز في هذه الرحلة حتى الآن؟
العثور على الفريق المناسب كان بالنسبة لي العامل الأهم لنجاحنا ونمونا في السوق. استغرق الأمر وقتا، لكننا اليوم نملك فريقا يجسد قيم The Qode ونزاهتها، إلى جانب الخبرة المحلية التي تُعد مفتاح النجاح.
90 في المئة من فريقك في السعودية نساء، كيف ترين أثر القيادة النسائية في إعادة تشكيل مشهد الاتصالات الفاخرة في المملكة؟
أن يكون 90 في المئة من فريق العمل في السعودية مؤلفا من نساء في أدوار قيادية وتنفيذية هو تأكيد على التزامنا بتمكين المرأة ومنحها مكانها المستحق. في قطاعنا، حيث نمثل العديد من علامات الأزياء والجمال الفاخرة، إنها لميزة كبيرة أن تكون النساء في صدارة الخطاب والاتصال مع جمهور المستهلكات اللواتي يشكلن الأغلبية. هذا يجعل الرسالة أكثر قربا وصدقا، ويترجم إلى نتائج أقوى للعلامات التجارية.
"لقد قدتِ بقوة توسّع The Qode في المملكة العربية السعودية، في ظل التطور المتسارع لدور المرأة هناك. كيف ترين أن القيادة النسائية تسهم في تغيير ليس فقط The Qode، بل المشهد الثقافي الأوسع؟
مع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل بالسعودية، أعتقد أننا أمام بداية عصر تحوّلي سيمتد لسنوات طويلة ويحفّز النساء على استخدام أصواتهن ومواهبهن عبر الأجيال. أشعر بفخر كبير بأن The Qode جزء من هذه المرحلة، وأننا نسهم في إبراز الطاقات النسائية المذهلة في المملكة. هذه المواهب لم تُسهم فقط في نمو The Qode، بل تعكس التزاما حقيقيا بإعادة صياغة المعايير وتغيير المألوف في السوق.
ستيفاني الزعني (نائبة الرئيس، الفعاليات والتجارب)
Stephanie El Zeeny (Vice President, Events & Experiences)

نظّمتِ وأشرفتِ على بعض أبرز الفعاليات الفاخرة في المنطقة. برأيك، ما الذي يجعل الفعالية تتجاوز حدود الإبهار لتترك بصمة ثقافية؟
خلق فعالية تترك بصمة ثقافية حقيقية يتجاوز الجماليات والمشهدية، فهو يرتبط بصياغة قصة يمكن للناس أن يشعروا بها، لا أن يشاهدوها فقط. يتعلق الأمر بالعاطفة، وبما يترك أثرا شخصيا وذا صلة. يجب أن تحرك الفعالية مشاعر الناس وتمنحهم ذكرى ذات مغزى. الثقافة هنا أساسية، ما يلامس جمهور السعودية قد يختلف عما يتفاعل معه جمهور دبي. نحن نولي هذه التفاصيل عناية فائقة، لنضمن أن كل تجربة تحمل أصالتها وسياقها الخاص وتبقى راسخة في الذاكرة. بالنسبة لي، لا يوجد شعور أجمل من رؤية الضيوف يتأثرون عاطفيا بما قدمناه، فهذا دليل على أننا أبدعنا شيئا يستحق.
في مجال تلازمه الضغوط المستمرة، ما فلسفتك في القيادة بهدوء وحزم وتلبية توقعات العملاء؟
الضغط جزء لا يتجزأ من هذه الصناعة، لذا أتعامل معه بذهن صافٍ وعقلية ثابتة. فلسفتي بسيطة: التركيز، والحلول، وعدم الانشغال بالتفاصيل الجانبية. أثق بفريقي وخبراتهم، أثق بمفهومنا، وأثق بقدرتي على التكيف مع التغييرات التي تطرأ. عملاؤنا يتوقعون الأفضل من The Qode، ومن حقهم ذلك. تلبية هذه التوقعات تتطلب قيادة واثقة وقرارات مبنية على هدف واضح، وهذا ما أحرص عليه في كل مشروع.
في مجال ما زال حضور المرأة فيه محدودا في المناصب العليا، ماذا يعني لكِ أن تقودي أحد أقوى أقسام الفعاليات في المنطقة بصفتك نائبة رئيس؟
في القيادة كامرأة على هذا المستوى رسالة واضحة بأن القيادة ليست محصورة بجنس أو جنسية، بل بالقدرة والرؤية. بنيت مصداقيتي بالعمل الجاد والنتائج والمرونة والرؤية الواضحة. وأدرك تماما المسؤولية التي ترافق هذا الدور، من دعم النساء الأخريات، وفتح الأبواب، وإتاحة مقاعد إضافية على الطاولة. فريق القيادة في The Qode أغلبه نساء لسبب واضح: نحن ندمج بين الطموح لتحقيق النجاح وبين التعاطف والرغبة في رعاية فرقنا لتحقيق أفضل النتائج.
لويز توماس (نائبة الرئيس، العلاقات العامة والشراكات الاستراتيجية)
Louise Thomas (Vice President, PR & Strategic Partnerships)

بعد إدارتك لعملاء عالميين في قطاع الرفاهية عبر الأزياء والجمال والعافية، كيف ترين دور The Qode في صياغة رواية العلامات التجارية في الشرق الأوسط مقارنة بأوروبا؟
في أوروبا، غالبا ما يرتكز سرد القصص المتعلقة بالرفاهية على الإرث والتقاليد والهدوء. الجمهور هناك شديد التميّز ويُقدّر السرديات الهادئة والمتحفظة. أما في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من التقدير العميق لمفهوم الرفاهية، فإن المشهد الاستهلاكي يتطور بسرعة، مع فئة شابة منفتحة رقميا وثقافيا. هنا، يجب أن تكون الرواية متوازنة بين الطموح والارتباط الثقافي. ما يميز The Qode هو فهمها العميق لقيم المنطقة وخصوصيتها، وهو ما يتيح لها تكييف قصص العلامات العالمية بطريقة أصيلة، سواء عبر التعاون مع المؤثرين المحليين، أو الاحتفاء بالفن والتصميم، أو الارتباط بمناسبات مثل رمضان والعيد أو فعاليات محلية كـ Sole DXB. تكاملنا بين العلاقات العامة والاستراتيجيات التجريبية يتيح لنا صناعة روايات متعددة الأبعاد تشعر بأنها عالمية وجذورها محلية في الوقت نفسه. هذا النهج المزدوج هو ما يجعلنا متميزين في منطقة تجمع بين الخصوصية والرغبة في التميز.
كقيادية تشرفين أيضا على قسم العمليات، كيف توازنين بين الدقة والإبداع بما يضمن التميّز والابتكار معا؟
أرى أن الدقة والإبداع قوتان متكاملتان، وليستا متعارضتين. أضع أطر عمل واضحة، وجداول زمنية، ومؤشرات أداء، وخطط سير، توفر لفِرق العمل وضوحا واستقرارا. في المقابل، أشجع على الحرية في تحدي المألوف والمخاطرة المحسوبة بعيدا عن النهج الرقابي المفرط. بالنسبة إلي، المسألة تتعلق بخلق ثقافة تدفع فيها المعايير العالية إلى توليد أفكار جريئة، لا أن تحدّ منها.
ما الذي يعنيه لكِ العمل في The Qode، حيث تشكل النساء 80 في المئة من كوادر الشركة؟
الأمر ملهم للغاية أن أكون محاطة بنساء قويات وطموحات، كثيرات منا قائدات، وأمهات، ومبدعات، ومتعددات الأدوار، ويعملن بشغف وحب. أن نكون فريقا يدعم بعضه بعضا، يوازن بين الحياة العملية والشخصية، ويظهر يوميا بطاقة وإصرار، هو مصدر إلهام حقيقي. نحن ملتزمات بتطوير العمل وكسر الحواجز داخل بيئة الشركة وخارجها.The Qode مثال حي على أن المرأة تستطيع أن تقود بثقة، وتربي أسرة، وتبني مسيرة مهنية مؤثرة وملهمة في آن معا.