لعلاج الانفصال العاطفي بين الزوجين يجب الاعتراف بالمشكلة أولًا

علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين: خطوات ترميم العلاقة وإحياء الحب

ريهام كامل
2 أغسطس 2025

بعد فترة من الزواج، يمل الزوجان من روتين قاتل ورتابة مميتة تغتال الشغف، وتقتل الكلام على الشفاه، وتحول النظر ليستقر في الفراغ، فلا نظرات، ولا أحاديث، ولا أحاسيس. حينئذٍ يبدأ الشعور بالوحدة، رغم وجود الشريك، ويصبح الصمت لغة الحوار السائدة بين الزوجين. لا شجار ظاهر، ولم يُتخذ قرار بالرحيل بعد، ولكن ثمة ثورة داخلية تسكن في أعماق كلٍ منهما، تعرف بـ "الانفصال العاطفي".

هذه ليست مسرحية ولا سيناريو دراميًا، بل هي حقيقة تعيشها أغلب الزيجات اليوم. فما الحل؟ هل يجب أن يقف كل زوجين يعانيان نفس المعاناة، مكتوفي الأيدي حتى يصلا إلى مفترق الطريق؟ أم أن هناك علاجًا للانفصال العاطفي، وأملًا جديدًا يُحيي الحب في قلوب عصف بها الصمت؟

لإيجاد علاج فعال للانفصال العاطفي، يجب التطرق إلى ماهيته وعلاماته وأسبابه أولًا. تابعوا معي السطور التالية للتعرف على كل منها على حدة.

ما هو الانفصال العاطفي؟

الانفصال العاطفي هو حالة من الجفاء، وجمود في المشاعر تجعل العلاقة بين الزوجين علاقة روتينية خالية من الروح والحميمية والدعم النفسي. تكمن خطورة الانفصال العاطفي في أنه لا يظهر فجأة، بل يتطور ببطء، غالبًا دون أن يشعر به الطرفان إلا بعد فوات الأوان.

لعلاج الانفصال العاطفي بين الزوجين يجب وجود الحافز

ما هي علامات الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

قبل أن نتحدث عن علاج الانفصال العاطفي، من المهم التعرف على العلامات التي تشير إلى وجوده، وهي بحسب داليا شيحة، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، كما يلي:

  • قلة التواصل الحقيقي، إذ يقل التواصل الفعّال بين الزوجين، ذلك التواصل القائم على المودة والرحمة، وفي المقابل تكثر الحوارات السطحية التي تقتصر على الأمور اليومية العادية أو تلك التي تتعلق بالأطفال فقط.
  • انعدام الدفء وجمود المشاعر، لا اهتمام، ولا عناق، وانعدام التقارب الجسدي، حيث تقل الرغبة في التواصل الحميم بين الزوجين.
  • شعور دائم بالوحدة على الرغم من وجود الطرف الآخر، ومشاركته في الكثير من التفاصيل اليومية.
  • التهرب من قضاء الوقت معًا، كل طرف يفضل الانشغال بهاتفه، أو عمله، أو أصدقائه على التواجد مع شريكه.
  • الانتقادات المستمرة اللاذعة.
  • الخرس الزوجي، حيث الصمت القاتل وانعدام الحوار نهائيًا.

ما هي أسباب الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

لا يحدث الانفصال العاطفي فجأة، بل غالبًا ما يكون نتيجة تراكمات عديدة تؤدي إليه في النهاية. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال العاطفي ما يلي:

  • ضغوط الحياة اليومية، كالانغماس في العمل، أو كثرة مشاكل الأطفال، إضافة إلى تراكم المسؤوليات والأعباء التي تجعل التواصل العاطفي آخر ما يمكن التفكير فيه.
  • الإهمال العاطفي، حيث انعدام الدعم، وانعدام التقدير، وتجاهل احتياجات الشريك.
  • عدم التعبير عن المشاعر، قد يكون أحد الطرفين غير معتاد على التعبير، مما يخلق فجوة عاطفية كبيرة مع الوقت.
  • الخيانة بكل أشكالها، وخيانة الثقة لأنها تؤدي إلى الإحساس بعدم الأمان، والنتيجة: انفصال عاطفي.
  • الروتين والملل، غياب التجديد يترك أثرًا عميقًا على العلاقة، ويؤدي إلى الفتور العاطفي.

كيف يمكن علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

يُمكن علاج الانفصال العاطفي، ولكن يتطلب ذلك توافر النية الصادقة والرغبة المشتركة في استعادة العلاقة، ووفق ما ذكرته داليا شيحة، خبيرة العلاقات الزوجية، جاءت الطرق الفعالة التالية:

  • الاعتراف بالمشكلة

الاعتراف بوجود الانفصال العاطفي هو أول خطوة في علاج المشكلة، لذا يجب الاعتراف به وعدم إنكاره.

  • إقامة حوار هادف وبناء

يجب على الزوجين إقامة حوار هادف وبناء، يقوم على الإنصات الجيد والتفاهم، واحترام وجهة نظر الطرف الآخر، وتجنب الاتهامات والانتقادات.

  • إعادة بناء جسور التواصل

يجب إعادة بناء جسور التواصل بين الزوجين، ويمكن ذلك من خلال إرسال رسالة صباحية، وتعزيز التواصل بلمسة حانية، كما أنه لا يجب إهمال التواصل اللفظي، وتحديد وقت مخصص للزوجين بعيدًا عن مشاكل الحياة الزوجية والأطفال، حتى ولو لوقت قصير ولكنه دائم (قليل دائم). فمن شأن ذلك علاج الانفصال العاطفي، وخاصة مع الاستمرارية.

  • تحديد وقت مخصص للزوجين معًا

تحديد وقت مخصص للزوجين بعيدًا عن مشاكل الحياة الزوجية والأطفال، حتى ولو لوقت قصير ولكنه دائم (قليل دائم)، فمن شأن ذلك علاج الانفصال العاطفي، وخاصة مع الاستمرارية.

  • ممارسة نشاطات مشتركة

يجب على الزوجين ممارسة نشاطات مختلفة ومتنوعة معًا، مثل استرجاع الذكريات، صور الرحلات، أو الاستماع إلى أغاني ذات قيمة وذكريات جميلة تجمعهما، لأن إعادة الاتصال بالماضي المشترك يساعد على إحياء المشاعر.

  • تخصيص وقت مشترك

يجب على الزوجين تحديد وقت مخصص لهما، بعيدًا عن مشاكل الحياة الزوجية والأطفال، حتى ولو لوقت قصير ولكنه دائم (قليل دائم). فمن شأن ذلك علاج الانفصال العاطفي، وخاصة مع الاستمرارية.

  • عدم التردد في استشارة المختصين

لا عيب أبدًا في اللجوء إلى استشاري علاقات زوجية، فالمتخصص قد يساعدكما على رؤية الأمور من زاوية مختلفة، واقتراح حلول فعالة لعلاج الانفصال العاطفي.

عدم لعلاج الانفصال العاطفي بين الزوجين يحتم الانفصال

متى يكون الانفصال هو الحل بين الزوجين؟

في بعض الحالات، ورغم كل المحاولات، لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل حدوث الانفصال وزيادة الفجوة بين الزوجين. لذلك، وإذا استمر الوضع لسنوات دون توافر الرغبة المشتركة من الطرفين في الإصلاح، وإذا فشلت كل المحاولات في علاج الانفصال العاطفي، فقد يكون من الحكمة التفكير في قرارات أكثر جدية بعد التأكد من فعل كل ما بالإمكان للحفاظ على كيان الحياة الزوجية.

خلاصة القول

أي علاقة زوجية معرضة للملل والرتابة والروتين، لكن ذلك لا يعني موت الحب، لأنه لا يموت إذا ما وُجدت النية الصادقة والرغبة في الإصلاح. إن علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين ليس مستحيلًا، بل يتطلب شجاعة، وحوارًا صريحًا، والتزامًا حقيقيًا بإعادة بناء العلاقة.

تذكروا: قد يكون الحب ساكنًا في القلوب، لكنه بحاجة إلى إنعاش.