منها تقليل الشهية وحرق دهون البطن: إليكِ بعض تأثيرات الماتشا الهامة
في السنوات الأخيرة، تحوَلت الماتشا إلى مشروبٍ عصري يرمز للصحة والرشاقة، لكنها في الواقع أكثر من مجرد موضة غذائية؛ فهي مشروبٌ غني بالعناصر الفعالة التي أثبتت الدراسات الحديثة قدرتها على تنظيم الشهية، دعم عملية الأيض، والمساعدة في تقليل دهون البطن التي تُعدَ من أخطر أنواع الدهون على الصحة العامة.
وتوضح أخصائية التغذية رنيم جرجاوي من مستشفى قطينه التخصصي في دبي أن الماتشا، في حال استهلاكها بطريقةٍ صحيحة وضمن نمطٍ حياتي متوازن، يمكن أن تكون إضافةً فعالة في برامج إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة.
تُطلعنا رنيم جرجاوي أكثر على ماهية الماتشا وكيف تساعد في سد الشهية والتخلص من دهون البطن من خلال هذه المقالة الشيقة؛ فإذا كنتِ عزيزتي من عشاق الماتشا، وتسعين لاستخدامها في عملية إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزنٍ صحي، ما عليكِ سوى متابعة السطور الآتية..
ما هي الماتشا ولماذا تختلف عن الشاي الأخضر العادي؟
الماتشا نوعٌ من أنواع الشاي الأخضر الفاخر، يُحضَّر من أوراق الكاميليا سينينسيس التي تُزرع في الظل قبل الحصاد، مما يزيد من محتواها من الكلوروفيل والأحماض الأمينية، وعلى رأسها الثيانين (L-Theanine).
بعدها، تُطحن الأوراق إلى مسحوقٍ ناعم يُذاب بالكامل في الماء؛ أي أن الجسم يستهلك الورقة كاملةً، وليس مستخلصها فقط كما في الشاي العادي، مما يمنحه تركيزًا أعلى من مضادات الأكسدة والكاتيكينات (Catechins)، خصوصًا EGCG (Epigallocatechin gallate) المعروف بقدرته على رفع الأيض وتقليل الدهون.
وتضيف الأخصائية رنيم جرجاوي أن هذا الفرق في طريقة التحضير، يجعل كوبًا واحدًا من الماتشا يعادل ما بين 10 إلى 15 كوبًا من الشاي الأخضر العادي، من حيث القيمة الغذائية والقدرة على تنشيط الحرق.
كيف تساعد الماتشا في تقليل الشهية؟
تؤكد رنيم جرجاوي أن الماتشا تمتلك تأثيرًا فريدًا على الشهية، بفضل احتوائها على مزيجٍ متوازن من الكافيين والثيانين.
هذا المزيج يُحفّز الجهاز العصبي المركزي بطريقةٍ هادئة، فيرفع من مستويات الدوبامين والسيروتونين اللذين يُعزَزان الإحساس بالرضا والشبع، ويُقلَلان من الأكل الناتج عن التوتر أو المزاج السيئ.
الماتشا وتثبيط هرمون الجوع
تشير دراساتٌ أولية إلى أن الكاتيكينات في الماتشا، قد تُساهم في خفض مستويات هرمون الجريلين، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز الجوع. وبالتالي، يشعر الشخص الذي يتناول الماتشا بالشبع لفترةٍ أطول بعد الوجبات، مما يُسهَل الالتزام بالنظام الغذائي خاصةً المتبَع لتخفيف الوزن.
الماتشا واستقرار مستوى السكر في الدم
لا تتوقف فوائد الماتشا عند هذا الحد؛ إذ توضح الأخصائية رنيم جرجاوي أن من أبرز ميزات الماتشا الأخرى، قدرتها على تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، من خلال إبطاء امتصاص الكربوهيدرات وتحسين حساسية الإنسولين، مما يُقلَل من الرغبة في تناول السكريات أو الأطعمة الدسمة بين الوجبات.
الماتشا ودهون البطن
جئنا للنقطة الأهم في موضوع الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض. فدهون البطن تُعدَ من أخطر أنواع الدهون، كونها ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. ووفقًا لأخصائية التغذية رنيم جرجاوي، فقد أثبتت الماتشا فعاليتها في رفع معدل الأيض وتعزيز أكسدة الدهون.
استهداف الدهون الحشوية هي ميزةٌ أخرى للماتشا؛ وتُظهر دراساتٌ كورية أن تناول الماتشا يوميًا لمدة 12 أسبوعًا قد يؤدي إلى انخفاض محيط الخصر بمعدل 4.5%؛ مما يشير إلى أن الماتشا لا تؤثر على الوزن العام فقط، بل تستهدف الدهون العميقة المتراكمة في منطقة البطن.
وفي دراسةٍ أجرتها جامعة طوكيو عام 2023، وُجد أن تناول الماتشا بانتظام يمكن أن يرفع معدل الأيض (معدل الحرق في الجسم) بنسبةٍ تتراوح بين 8 و10%. وتُعزى هذه النتيجة إلى قدرة مُركب EGCG على تنشيط الإنزيمات المسؤولة عن أكسدة الدهون داخل الخلايا.
الماتشا وتأثيرها أثناء ممارسة التمارين الرياضية
تشير رنيم جرجاوي إلى أن تناول كوب من الماتشا قبل التمرين بساعة، يُحسّن من قدرة الجسم على حرق الدهون بنسبة تصل إلى 17%، وفقًا لدراسة نُشرت في American Journal of Clinical Nutrition (2024)، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للرياضيين أو الراغبين في تعزيز نتائج التمارين.
الماتشا لتحسين المزاج وكبح الأكل العاطفي
توضح الأخصائية رنيم جرجاوي من مستشفى قطينه التخصصي، أن الماتشا لا تعمل فقط على الجانب الجسدي، بل إن لها تأثيرٌ كبير أيضًا على الصحة النفسية.
فالثيانين الموجود فيها، يُعزَز نشاط موجات ألفا في الدماغ، وهي الموجات المسؤولة عن الهدوء والتركيز؛ ما يُقلَل من تناول الطعام بدافع التوتر أو القلق، ويُعزَز الوعي بالإحساس الحقيقي بالجوع.
كيفية تناول الماتشا للحصول على أفضل النتائج
لتحقيق أقصى فائدة من الماتشا في التحكم بالشهية وحرق الدهون، توصي رنيم جرجاوي باتباع الإرشادات التالية:
1. تناول كوب من الماتشا قبل الوجبات أو قبل التمرين بنصف ساعة.
2. عدم غلي الماء المستخدم في التحضير، ويُفضل أن تكون حرارته أقل من 80 درجة مئوية.
3. تجنّب إضافة السكر أو المُحليات الصناعية، والاكتفاء بالعسل الطبيعي إذا لزم الأمر.
4. يُنصح بعدم تجاوز 3 أكواب يوميًا لتجنّب الإفراط في الكافيين.
5. يمكن إضافتها إلى الزبادي، العصائر الطبيعية أو الشوفان كخيار مغذٍ ومنخفض السعرات.
الماتشا والتحذيرات الطبية
على الرغم من فوائدها، تُنبَه أخصائية التغذية رنيم جرجاوي إلى ضرورة الاعتدال، فالإفراط في تناول الماتشا قد يُسبَب الآثار الجانبية التالية:
• تسارع ضربات القلب أو الأرق لدى من لديهم حساسية للكافيين.
• انخفاض امتصاص الحديد عند تناولها مباشرةً بعد الأكل.
• اضطرابات معدية عند شربها على معدة فارغة.
كما تُنصح الحوامل والمُرضعات ومريضات الكبد باستشارة الطبيب قبل إدراجها بشكل يومي ضمن نظامهنَ الغذائي.
الماتشا وأحدث الدراسات الطبية
1. دراسة بريطانية – Nature Metabolism: تُعزَز الماتشا نشاط الميتوكوندريا داخل الخلايا، ما يزيد من كفاءة استهلاك الطاقة ويُسهم في تقليل الدهون الحشوية.
2. بحث ألماني – جامعة هايدلبرغ: أظهر أن الماتشا تُعيد توازن بكتيريا الأمعاء، مما يُحسن الهضم ويُخفّض الالتهابات المرتبطة بالسُمنة.
3. دراسة إماراتية (2024): أكدت أن الماتشا وضمن نظامٍ غذائي متوازن، ساهمت في خفض مؤشر كتلة الجسم (BMI) بمعدل 1.2 خلال شهرين، مع زيادةٍ ملحوظة في النشاط والتركيز الذهني.
حسب رأي أخصائية التغذية رنيم جرجاوي: "الماتشا ليست مشروبًا سحريًا، لكنها أداةٌ فعّالة عند استخدامها بوعي. فهي تُهدئ العقل، تحدّ من الأكل العاطفي، وتُنشّط عملية الحرق، خصوصًا في منطقة البطن. وعند دمجها مع نمط حياةٍ صحي، يمكن أن تكون خطوةً بسيطة نحو توازن الجسد والعقل."
في الختام؛ الماتشا ليست مجرد مشروبٍ عصري بل وسيلة طبيعية لدعم الحرق وتنظيم الشهية، وهي تجمع بين النكهة الراقية والفائدة العميقة.
وفي ظل ازدياد الوعي بالصحة في الإمارات، تؤكد أخصائية التغذية رنيم جرجاوي من مستشفى قطينه التخصصي في دبي أن الماتشا يمكن أن تكون جزءًا من خطة غذائية متكاملة تساعد على الحفاظ على الوزن، تعزيز الطاقة، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
