
بالرغم من طعمه اللاذع: 5 فوائد لليمون تجعله أفضل خيار صحي
سمعنا من قبل، أن النساء يعشقنَ تناول الليمون أكثر من الرجال. لكن الحقيقة العلمية تقول عكس ذلك؛ فما هذه الرغبة الكبيرة لتناول الليمون الحامض إلا نتيجة نقصٍ في فيتامين سي (فيتامين ج) في الجسم.
لكن هذا لم يمنع البعض من الاشتراك في تحدٍ جديد على تيك توك، تجدونه تحت عنوان lemon juice challenge؛ حيث يقوم الشركاء بتناول أكوابٍ صغيرة من عصير الليمون، وما تعابير الوجه التي تصدر عنهم بعد ذلك إلا تصريحٌ صارخ عن الطعم اللاذع الذي يحصلون عليه.
أنا من عشاق الليمون صراحةً، وأحبُ تناوله في معظم الأوقات، خصوصًا مع الملح والكمون. أعلمُ عن فوائده الصحية الكثير، وأواظبُ على شربه مع ملعقة زيت زيتون كل صباح بجانب كوبٍ من الماء الدافئ بناءً لنصيحة خبيرة التغذية. ولأن الليمون أو الحامض كما يُطلق عليه في بلدي لبنان، غني بالفوائد الصحية التي ينبغي الاستمتاع بها طيلة العام، وخاصةً خلال موسمه، إليكِ عزيزتي 5 فوائد لليمون تجعله أفضل خياراتكِ الصحية على الإطلاق.

الحامض أو الليمون: فوائد مذهلة تفوق الخيال
عادةً ما يكون موسم الليمون الرئيسي في الشتاء، حيث تكون هذه الفاكهة في أفضل حالاتها خلال هذه الفترة من ديسمبر إلى مارس تقريبًا. وعلى الرغم من ذلك، تُنتج أشجار الليمون فاكهة على مدار العام في بعض الأصناف، مع وجود فترات ذروة للحصاد في الربيع؛ وبهذا نستمتع بمذاقه وفوائده على مدار السنة.
محتوى الليمون الغذائي يُنافس أي فاكهةٍ أخرى، على الرغم من نكهته اللاذعة وعدم تبوأه مكانةٍ متقدمة في أطباق الفاكهة؛ تقول جوليا زومبانو أخصائية تغذية معتمدة. وينقل عنها موقع كليفلاند كلينك نصائحها حول كيفية دمج الليمون ضمن نظامكِ الغذائي اليومي.
بحسب زومبانو، يحتوي الليمون وعصيره على العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها جسمكِ للحفاظ على صحته، منها فيتامين ج والمركبات النباتية. والمكونات نفسها التي تجعل الليمون حامضًا تُوفر أيضًا فوائد محتملة مهمة، من ضمنها تعزيز صحتكِ المناعية وتقليل الإجهاد التأكسدي إلى خفض خطر الإصابة بحصوات الكلىى.
الليمون فاكهة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، مما يعني أنه لن يتسبب في ارتفاعٍ مفاجئ لنسبة السكر في الدم. ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، تُوفر ليمونة واحدة كبيرة، بدون قشرها، ما يقرب من 24 سعرة حرارية؛ 7.8 جرام من الكربوهيدرات؛ 0.25 جرام من الدهون؛ 2.35 جرام من الألياف؛ 0.92 جرام من البروتين؛ 1.68 مليغرام من الصوديوم و2.1 جرام من السكر.كما تحتوي الليمونة الواحدة على 44.5 مليغرام من فيتامين ج، أي ما يقرب من نصف القيمة اليومية الموصى بها.
بالعودة إلى فوائد هذه الفاكهة الصفراء والمشمسة، تشرحها زومبانو على النحو التالي:
1. الليمون مفيد لصحة القلب: قد يكون لفيتامين ج، الموجودة بكثرة في الليمون، تأثيرٌ وقائي على قلبكِ بحسب الدراسات. إذ قد يُقلل تناول الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين ج - مثل الليمون والحمضيات الأخرى وبعض الخضراوات الورقية - من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي. وتشير زومبانو إلى أن "أمراض القلب شائعةٌ للغاية؛ ولكن يُمكننا تحسين صحة القلب من خلال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الليمون."
2. حماية الخلايا من التلف: يُعد الليمون مصدرًا قويًا لمضادات الأكسدة، التي تحتاجها أجسامنا للحد من الآثار الضارة للإجهاد التأكسدي. وعادةً ما يُلحق الإجهاد التأكسدي الضرر بخلاياكِ وأعضائكِ، ويلعب دورًا في تطور العديد من الأمراض المزمنة، مثل ألزهايمر، السكري، السرطان، أمراض القلب والشيخوخة المبكرة.

وفقًا لزومبانو، فإن اتباع نظامٍ غذائي غني بمضادات الأكسدة، يُسهم بلا شك في الحفاظ على توازن الجذور الحرة الضارة. ومن بين مضادات الأكسدة الموجودة في الليمون، وبكميةٍ كبيرة في القشر الهيسبيريدين؛ وهو مضاد الأكسدة يُساعد في تقوية الأوعية الدموية وتعزيز صحة القلب. هناك أيضًا الفلافونويدات، والتي تُقلل الالتهابات، وتدعم صحة القلب والدماغ، وقد يكون لها خصائص مضادة للسرطان. لا ننسى الكيرسيتين، والموجود في القشر، معروفٌ بفوائده القلبية الوعائية؛ بالإضافة إلى اللوتين والزياكسانثين، ويُمكن العثور على هذه الكاروتينات في عصير الليمون، وتلعب دورًا بارزًا في تعزيز صحة العينين.
3. منع تشكِل حصوات الكلى: والتي تتشكل عادةً عندما تُكوّن المعادن والمواد الأخرى بلورات. وبحسب يقول، فإن حصوات الكلى "قد تكون مؤلمة للغاية أثناء خروجها من الجهاز البولي، وقد تتطلب الحصوات الأكبر حجمًا جراحة. وإذا أُصبتِ بحصوات الكلى مرة، فمن المُرجّح أن تُصابي بها مرةً أخرى."
الخبر الجيد هو ما تحمله بعض الأبحاث، التي أفضت إلى أن تناول الليمون يمكنه المساعدة في الوقاية من حصوات الكلى، بفضل مادتين في هذه الفاكهة هما حمض الستريك وفيتامين ج، واللتين تُغيّران كيمياء البول لمنع تكوّن الحصوات. ويُطلق أطباء المسالك البولية أحيانًا على العلاجات الغذائية لحصوات الكلى اسم "علاج الليموناضة".
4. المساعدة على امتصاص الحديد: لطالما تناول الناس السبانخ والملوخية مع الليمون، دون أن يعلموا أن إضافة عصير الليمون إلى هاتين العشبتين، بعد طهيهما، يُساعد الجسم في امتصاص الحديد منهما بصورةٍ أفضل.
ومعلومٌ أن الحديد مهمٌ لمساعدة الدم والأنسجة في الحصول على كميةٍ كافية من الأكسجين، مما يُعزّز مستويات الطاقة ويُفيد صحة الأعضاء. وهو ما تؤكده زومبانو بدورها، مشيرًا إلى أن الحفاظ على مستويات مقبولة من الحديد يُساعد في الوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وهو اضطرابٌ شائعٌ في الدم. وتُتابع قائلةً: "إن تناول كميةً وفيرة من الحديد لا يعني بالضرورة أن جسمكِ يمتصه ويستهلكه بالكامل. يجب أن تحصلي على ما يكفي من فيتامين سي للاستفادة الكاملة منه".
5. تقوية جهاز المناعة: بفضل محتوى الليمون من فيتامين سي، فإن جهاز المناعة يقوى ويصبح أكثر قدرةً على العمل بفعالية في حال واظبتِ على تناول الليمون، خاصةً خلال موسم البرد والانفلونزا. وقد خلصت دراسةٌ أجريت عام 2016 إلى أن الحصول على كميةٍ كافية من فيتامين سي قد يُقصّر مدة نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.

وفقًا لأخصائية التغذية زومبانو: "عندما تكونين مريضةً، فإنكِ تفقدين فيتامين سي بسرعة نظرًا لتركيزه العالي في خلاياكِ المناعية. لذا يُعدّ شرب الشاي مع الليمون إحدى الطرق لتجديد مخزونكِ منه." كما يُمكن لفيتامين سي ومضادات الأكسدة الموجودة في الليمون أن تُعزز صحة جهازكِ المناعي عن طريق تقليل الالتهابات في جسمكِ.
خلاصة القول؛ لليمون فائدةٌ كبيرة إن أضفناه إلى أطباقنا اليومية، سواء في السلطات أو التتبيلات أو حتى للعصائر والحلويات. يمتاز الليمون بطعمٍ لاذع وغير مستحب للبعض، لكن فوائده العديدة ستجعله بالتأكيد أحد خياراتكِ الصحية التي لا غنى عنها، سواء لتقوية جهازكِ المناعي ضد الأمراض أو ضمان حصولكِ على الحديد من الأطعمة أو تقوية قلبكِ وحماية خلاياكِ من التلف.