
مع اقتراب موسم الشتاء.. ما أهمية لقاح الإنفلونزا للوقاية من نزلات البرد؟
مع دخول فصل الشتاء، تبدأ موجات البرد المتكررة في الانتشار ويصبح من الطبيعي أن تسيطر على الأجواء نوبات السعال والعطس والحمى التي قد تتفاقم بسهولة، خاصة لدى كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة. وهنا يظهر دور لقاح الإنفلونزا كوسيلة وقائية لا يمكن تجاهلها.
اللقاح ليس مجرد إجراء احترازي بل هو خطوة استباقية تمنحك أنتِ وعائلتك حصانة ضد المفاجآت الصحية الموسمية. ومن باب حرصنا على تقديم المشورة والتثقيف الصحي على موقع "هي"، نقدم لكِ اليوم عزيزتي كل ما تريدين معرفته عن لقاح الانفلونزا، والذي يكمن في قدرته ليس فقط على تقليل فرص الإصابة، وإنما أيضًا تخفيف حدة الأعراض إن حدثت العدوى بالفعل.

كل ما تريدين معرفته عن لقاح الانفلونزا من وجهة نظر طبية
في لقاء معالدكتور محمد نور – استشاري أمراض الباطنة أحد الاستشاريين المتخصصين، تم الإيضاح أن لقاح الانفلونزا لا يمنع الإصابة بهذا المرض بنسبة 100%؛ لكنه يساهم في تقليل احتمالية العدوى بنسبة تصل إلى 70%. ليس هذا فحسب؛ بل إن المصابين الذين تلقوا اللقاح عادةً ما تظهر عليهم أعراض أخف، ولا يضطرون لدخول المستشفى أو الخضوع لجلسات علاجٍ تنفسي مكثف.
ما يعني أن اللقاح يُعد حاجزًا وقائيًا يقلل من حجم الخطر، ويزيد من فرص تجاوز فصل الشتاء القاسي بأقل قدرٍ ممكن من المضاعفات.
الفئات التي يجب أن تهتم بتلقي لقاح الإنفلونزا
الحديث عن لقاح الانفلونزا، لا بد أن يبدأ من معرفةما إذا كنتِ ضمن الفئات المستهدفة. وبصورةٍ عامة، فإن كبار السن والسيدات الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والسكر وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة، هم الأكثر حاجةًواستفادة من هذا اللقاح.
فهؤلاء الأفراد تحديدًا،هم أكثر عرضةً لتطور الأعراض في حال أصيبوا بعدوى الانفلونزا؛ لذا فإن تلقيهم اللقاح في مرحلةٍ مبكرة يمكن أن يحميهم من حالاتٍ حرجة قد تستدعي الرعاية المركزة بحسب تصريحات الدكتور محمد نور.
كيفية تحديد التوقيت المناسب والمصدر الآمن للقاح
يُعدَ اختيار أو تحديد توقيت تلقي اللقاح، من العوامل الأساسية التي تؤثر في فاعليته. وكل ما تريدين معرفته عن لقاح الانفلونزا يشير إلى ضرورة الحصول عليه سنويًا قبل بداية موسم الشتاء، وتحديدًا في شهري سبتمبر أو أكتوبر؛ما يمنح الجسم وقتًا كافيًا لبناء مناعةٍ فعالة ضد الفيروس، وهو الركيزة الأساسية في حمايتنا من مختلف الأمراض والمشاكل الصحية.
من المهم أيضًا الحصول على اللقاح من جهة موثوقة، سواء كانت صيدلية مرخصة أو مركز طبي معتمد. كما يُنصح باستشارة الطبيب المختص قبل تلقي اللقاح، خاصة لمن يعانون من حالات صحية خاصة.
الجرعات المناسبة حسب كل فئة عمرية
في هذا الخصوص، يقولالدكتور نور :"لا يمكننا أيضًا تجاهل الإشارة إلى أهمية الجرعة المناسبة"؛ فالأطفال الذين يتلقونه لأول مرة ما بين 6 أشهر و8 سنوات يُفضل أن يأخذوه على جرعتين يفصل بينهما شهر. أما من هم فوق 9 سنوات فيكفيهم جرعة واحدة سنويًا.
ويكمل الدكتور محمد بالقول:"يتم تطوير اللقاح سنويًا ليتناسب مع تحورات الفيروس الجديدة، لذلك فإن تلقيه بشكل دوري ضرورة لا يمكن التغاضي عنها."
الأعراض الجانبية المتوقعة بعد التطعيم
لا بد من طمأنتكِ عزيزتي فيما يخص الأعراض الجانبية التي تنتج عن أخذ لقاح الانفلونزا، والتي يشير الدكتور محمد إلى أنها غالبًا ما تكون بسيطة للغاية مثل ارتفاعٍ طفيف في درجة الحرارة أو احمرار في موضع الحقن،لتزول خلال يومين دون الحاجة لأية أدوية.

نمط الحياة الصحي يُكمل فعالية اللقاح
اللقاح وحده لا يكفي إن لم يكن مدعومًا بنمط حياة صحي. فكل ما تحتاجين معرفته عن لقاح الانفلونزا يتقاطع مع أهمية التغذية السليمة والنوم المنتظم.
ويؤكد استشاري أمراض الباطنة الدكتور محمد نور أن تناول الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين سي والمشروبات الدافئة والماء، كلها عوامل حياتيةتُساهم في تقوية المناعة ضد عدوى الانفلونزا.
إحصائيات حول لقاح الإنفلونزا
- تصل فعالية لقاح الإنفلونزا إلى 70% في الوقاية من الإصابة - مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية.
- يُقلَل اللقاح من دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 60% - منظمة الصحة العالمية.
- يُقلل لقاح الإنفلونزا من وفيات كبار السن بنسبة تصل إلى 80% - مركز أبحاث الإنفلونزا الأوروبي.
- الأطفال الذين يتلقون اللقاح بانتظام، تقل لديهم فرص الإصابة الشديدة بنسبة 74% - الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
- يُخفض لقاح الإنفلونزا مدة المرض إلى النصف تقريبًا مقارنة بمن لم يتلقوه - Mayo Clinic.
- أكثر من 50% من سكان الدول المتقدمة يتلقون لقاح الإنفلونزا سنويًا - مجلة لانسيت الطبية.
- نسبة التغطية باللقاح في الشرق الأوسط لا تتجاوز 30% - الجمعية العربية للصحة العامة.
- إن تأخير الحصول على اللقاح يقلل فعاليته بنسبة 40% - CDC.
- لا تظهر الأعراض الجانبية للقاح إلا لدى 10% فقط ممن يتلقونه– WHO.
- يتم تطوير اللقاح سنويًا لمواكبة تحور الفيروسات الموسمية - FDA.
خلاصة القول؛لقاح الإنفلونزا لم يعد رفاهية أو خيارًا ثانويًا بل هو ضرورة حقيقية لحمايتك في كل شتاء. ومع تطور الفيروسات واختلاف شراستها من عام لآخر، تصبح الوقاية هي الأساس. كل ما تريدين معرفته عن لقاح الانفلونزا هو أنه استثمار بسيط يوفّر عليكِ معاناة كبيرة.