
بيلا حديد وجاستن تيمبرليك أبرزهم.. لماذا يُصيب مرض لايم المشاهير؟
مع تزايد الحديث عن إصابة عددٍ من النجوم بمرض "لايم"، باتت التساؤلات تتكرر: لماذا يصيب هذا المرض مشاهير أوروبا وأمريكا تحديدًا؟ وهل يُشكَل خطرًا حقيقيًا على الصحة؟
آخر من أعلن إصابته بهذا المرض، كان النجم الأمريكي جاستن تيمبرليك، لينضم إلى قائمة أخرى من النجوم مثل بيلا حديد، أفريل لافين، وجاستن بيبر، الذين كشفوا عن معاناتهم مع هذا المرض الغامض في أوقاتٍ سابقة.
جاستن تيمبرليك.. عندما يفسّر المرض ما عجزت الكلمات عن شرحه

في يوليو 2024، أعلن النجم العالمي جاستن تيمبرليك عبر حسابه على إنستغرام عن إصابته بمرض لايم، بعد فترة طويلة من الإرهاق غير المبرر أثناء جولاته الغنائية. أوضح أنه كان يشعر بتعب شديد وألم دائم، خصوصًا أثناء العروض الحية، لكنه لم يكن يعرف السبب الحقيقي. بعد التشخيص، أدرك أن ما كان يمر به ليس مجرد إرهاق عمل، بل مرض مزمن يتطلب متابعة دقيقة. تيمبرليك قرر الاستمرار في جولته رغم حالته، لكنه اختار أن يكون صريحًا مع جمهوره حتى لا تُفسر حالته بشكل خاطئ. حديثه كان بمثابة جرس إنذار للكثيرين حول أهمية الاستماع للجسد والتعامل بجدية مع الأعراض المستمرة.
بيلا حديد.. سنوات من الألم في الخفاء

ورغم اختلاف التفاصيل، فإن تجربة تيمبرليك تُشبه إلى حد كبير ما مرت به بيلا حديد، التي كانت من أوائل النجمات اللاتي تحدثن عن معاناتهن مع المرض نفسه. بيلا، عارضة الأزياء الشهيرة، لم تكتشف إصابتها بمرض لايم إلا بعد سنوات من الألم الجسدي والإرهاق المزمن الذي أربك حياتها اليومية والمهنية. في أكثر من لقاء وتصريح، تحدثت عن دوخة مستمرة، اضطرابات نوم، وآلام غير مفسّرة في المفاصل، مما جعل حياتها تبدو وكأنها معركة يومية. وبعد سلسلة من التشخيصات الخاطئة، تبين أنها مصابة بعدوى لايم. اليوم، تُخصص بيلا جزءًا من صوتها ومساحتها الإعلامية لتوعية جمهورها بهذا المرض، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر قد يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة. قصتها – إلى جانب جاستن – تكشف جانبًا خفيًا من مرض صامت قد يغيّر حياة الشخص بالكامل..
أفريل لافين.. حين يتحوّل المرض إلى نقطة تحوّل شخصية
مثل جاستن تيمبرليك وبيلا حديد، واجهت النجمة الكندية أفريل لافين واحدة من أصعب محطات حياتها بعد إصابتها بمرض لايم. لكنها على عكس كثيرين، عاشت فترات طويلة في صمت، قبل أن تكشف الحقيقة لمتابعيها. في عام 2015، قالت أفريل في أكثر من مقابلة إنها كانت طريحة الفراش لأشهر، غير قادرة على الحركة، وتُعاني من تعب شديد جعلها تشعر وكأنها "تغرق". اعتقد البعض حينها أنها ابتعدت عن الساحة الفنية طواعية، لكنها كانت تخوض صراعًا حقيقيًا مع المرض. لاحقًا، تحوّلت قصتها إلى مصدر إلهام، خاصة بعدما أطلقت حملة توعوية ضمن مؤسستها لدعم المصابين بلايم. بالنسبة لأفريل، لم يكن المرض مجرد تجربة صحية عابرة، بل لحظة فارقة غيّرت أولوياتها وطريقتها في الحياة. وحتى اليوم، لا تزال تؤكد أن التعافي من مرض لايم ليس جسديًا فقط، بل أيضًا نفسيًا وروحيًا، ويتطلب دعمًا حقيقيًا من المحيط والمجتمع.
هذه الإصابات المتتالية أثارت مجددًا الاهتمام بالمرض الذي يبدو أكثر شيوعًا بين نجوم الغرب، نظرًا لطبيعة حياتهم المرتبطة بالتخييم والغابات والأنشطة الخارجية، حيث يكثر انتشار القرَاد، وهو الناقل الأساسي للمرض.

ما هو مرض لايم؟
هو عدوى بكتيرية تُنقل عبر لدغة حشرة القرَاد، وتُسببها بكتيريا تُعرف بإسم Borrelia burgdorferi. المثير في هذا المرض أنه يتطور على مراحل، تبدأ غالبًا بأعراضٍ خفيفة تتشابه مع نزلات البرد مثل الصداع والتعب وآلام المفاصل، وقد تظهر بقعةٌ حمراء مكان اللدغة تتسع تدريجيًا.
استشاري يوضح لـ"هي": 3 مراحل مختلفة لعدوى لايم
بحسب ما أفادنا بهالدكتور كمال كريم استشاري أمراض الباطنة، تمر الإصابة بمرض لايم بثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى: تبدأ بعد أيامٍ قليلة من الإصابة، وتظهر على شكل طفحٍ جلدي دائري يتسع تدريجيًا، مع أعراضٍ شبيهة بالإنفلونزا مثل الصداع والإرهاق وارتفاعٍ طفيف في درجة الحرارة.
- المرحلة الثانية: في حال عدم تلقَي العلاج، تزداد الأعراض حدةً؛ مثل زيادة الطفح الجلدي، آلام شديدة في المفاصل، اضطرابات ضربات القلب، ومشاكل في الذاكرة والتركيز.
- المرحلة الثالثة: وهي الأخطر، إذ قد يصاب المريض خلالها بخللٍ في التوازن، آلام عصبية شديدة، تنميل بالأطراف، والتهابات مزمنة في المفاصل.
وأكد الاستشاري كريم أن التشخيص المبكر هو العامل الأهم في العلاج، إذ تساعد الفحوصات الأولية والفحوصات المعملية على تحديد الإصابة بدقة، وبالتالي سرعة بدء العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة.
لماذا يصيب لايم مشاهير أوروبا وأمريكا؟
بحسب دراساتٍ منشورة في "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC"، فإن أكثر من 300 ألف حالة إصابة بمرض لايم تُسجل سنويًا في الولايات المتحدة فقط، ما يجعله من الأمراض الشائعة في تلك المناطق.
ووفقًا لبيانات مجلة "Medical News Today"، فإن نمط الحياة النشط في الهواء الطلق، من التخييم إلى ركوب الخيل، يجعل النجوم أكثر عرضةً للإصابة، خاصةً في المناطق التي ينتشر فيها القرَاد.
كيف يمكن الوقاية من مرض لايم؟
يوصي الخبراء بمجموعةٍ من الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بهذا المرض، أبرزها:
- ارتداء ملابس طويلة أثناء التواجد في المناطق المفتوحة أو الغابات.
- استخدام طارد الحشرات على الجلد والملابس.
- فحص الجسم جيدًا بعد العودة من الخارج، خصوصًا خلف الركبة وتحت الإبط.
- الاهتمام بالحيوانات الأليفة في المنزل، والتأكد من حصولها على تطعيمات الوقاية من القرَاد.
خلاصة القول؛ رغم كونه مرضٌ بكتيري يمكن علاجه، إلا أن تأخر التشخيص في مرض لايم قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ مزمنة ومزعجة تؤثر على جودة الحياة. لذا، فإن الوعي بالأعراض المبكرة والفحص الطبي السريع هو المفتاح لتجنب أي مضاعفات. وما حدث مع جاستن تيمبرليك وغيره من النجوم ما هو إلا تنبيه للجميع بأهمية الانتباه لهذا المرض الصامت.