
الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين لتعزيز مفاهيم اللياقة البدنية.. كيف ذلك؟
بعد البحث والإطلاع، تأكدت أنالذكاء الاصطناعي لم يكنمجرد روبوتات في أفلام الخيال، لقد دخل إلى صميم حياتنا اليومية، وها هو اليوم يغير مفهوم اللياقة البدنية من جذوره.
لذا انطلقي معنا عبر موقع "هي" في رحلة مذهلة إلى عالم التكنولوجيا المتطورة بجسم الإنسان، لكتابة فصل جديد تمامًا في قصة لياقتكِ وصحتك. هذا ليس خيالًا علميًا بل هو واقع نعيشه اليوم؛ لتكتشفي من خلالها "كيف تقوم الأجهزة الذكية بتحليل كل حركة تقوم بها لتصميم تمارين مصممة لكِ وحدك، أسرار التتبع الذكي الذي يتنبأ بمستوى أدائكِ ويحميك من الإصابات قبل حدوثها، وكيف أصبحت أجهزتكِ القابلة للارتداء عقلًا مدبرًا يفهم احتياجات جسدكِ أكثر مما تتخلين".
هيا نبدأ هذه الرحلة المثيرة؛ حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريككِ الذكي في رحلة لياقتكِ بعد التعرف على التالي:
نبذة عن تطور اللياقة البدنية عبر الزكاء الاصطناعي

لا يزال مجال اللياقة البدنية يشهد تحولًا جذريًا بفضل الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث انتقل من مجرد تسليل النشاط إلى تقديم نظام لياقة شخصي ذكي ومستشعر للمستقبل. إليكِ نبذة عن هذا التطور؛ وذلك على النحو التالي:
المرحلة الألى.. التتبع والمراقبة الأساسية (عصر البيانات الخام)
ركزت المرحلة الأولى على جمع البيانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الأساسية للإحصاء والتعرف على الأنماط من خلال التطبيقات. على سيل المثال:" كانت الأجهزة القابلة للارتداء مثل "متتبع الخطوات الأول الذي يقوم بحساب الخطوات والمسافة والسعرات الحرارية بشكل عام، تقديم رسوم بيانية وحلولبسيطة لعرض البيانات التاريخية". علمًا أنه لم يكن هناك تخصيص حقيقي أو توصيات ذكية.
المرحلة الثانية.. التخصيص الأولي والتوصيات (عصر التطبيقات الذكية)
ركزت هذه المرحلة على تحليل البيانات لتقديم توصيات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة (Machine Learning) لتحليل أنماط المستخدم، من خلال العديد من التطبيقات؛ على سبيل المثال: تستخدم تطبيقات مثل Freeletics و Fitbod сталиالذكاء الاصطناعي لإنشاء تمارين رياضية مخصصة بناءً على أهداف المستخدم، ومستوى لياقته، والمعدات المتاحة، من أجل تحليل أداء المستخدم خلال التمارين لتعديل صعوبة التمرين تلقائيًا، كذلك تقديم توصيات غذائية أولية بناءً على الأهداف (كبناء العضلات أو خسارة الوزن).
المرحلة الثالثة.. التصحيح والتحليل في الوقت الفعلي (عصر المدرب الشخصي الافتراضي)
ركزت هذه المرحلة على التفاعل والتقويم اللحظي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل رؤية الحاسوب (Computer Vision) ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)؛ على سبيل المثال تستخدم تطبيقات Zumba® و Future كاميرا الهاتف لمشاهدة أداء التمارين وتقديم ملاحظات فورية حول الدقة والوضعيةلتقليل خطر الإصابات. كذلك ظهور مرايا ذكية مثل Mirror و Tonal تدمج التدريبات الحية مع تحليل الذكاء الاصطناعي لأداء المستخدم. وأيضًا التفاعل الصوتي مع المساعدين الافتراضيين مثل Amazon Alexa للحصول على نصائح سريعة حول التمارين.
المرحلة الرابعة.. التكامل والتنبؤ الشامل (عصر اللياقة التنبؤية والوقائية)
تركزهذه المرحلة على منع المشاكل وتحسين الصحة الشاملة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم العميق (Deep Learning) والذكاء الاصطناعي التنبئي، من خلال التطبيقات (الحالية والمستقبلية)؛ على سيل المثال: "التحليلات التنبؤية التي توقع مخاطر الإصابات بناءً على نمط الأداء وعدم التوازن العضلي، التكامل مع البيانات الصحية من خلال دمج بيانات اللياقة (معدل ضربات القلب، النوم) مع بيانات صحية أخرى (مستوى الجلوكوز، التحاليل الطبية) لتقديم صورة شاملة عن wellness المستخدم، التكيف الديناميكي لتعديل خطة التدريب تلقائيًا بناءً على مستويات التوتر (Stress) ونوعية النوم التي سجلها المستخدم، والواقع المعزز (AR) لدمج تمارين افتراضية تفاعلية في العالم الحقيقي، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء مسارات للجري الافتراضي أو تمارين القوة في غرفة المعيشة.
التأثيرات الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعيعلى تعزيز مفاهيم اللياقة البدنية

لا يزال يطور الذكاء الاصطناعي اللياقة البدنية من مفهوم عام موحد يناسب الجميع إلى تجربة شديدة التخصيص والتكيف. إذا تحوّل من مجرد "عداد" إلى مدرب شخصي، ومساعد غذائي، ومراقب للصحة يعمل على مدار الساعة. عمومًا، يحمل المستقبلالمزيد من التكامل بين العالمين الرقمي والفيزيائي، مما يجعل اللياقة جزءًا طبيعيًا وسلسًا من حياتنا اليومية، لكن مع الحاجة إلى وعي مستمر بتحديات الخصوصية والتوازن في الاستخدام. أما عن التأثيرات الإيجابية والسلبية فهي كالتالي:
التأثيرات الإيجابية
- تخصيص التجربة الرياضية من خلال تحليل البيانات الشخصية لتقديم تمارين وبرامج غذائية مخصصة لكل فرد.
- تكييف التمارين حسب مستوى اللياقة والتقدم.
- التتبع الدقيق والتغذية الراجعة من خلال مراقبة الأداء الرياضي بدقة عالية عبر الأجهزة الذكية.
- تقديم تحليلات فورية وتصحيحات للحركات الخاطئة
- تحفيز المستخدمين من خلال إنشاء تحديات شخصية وجماعية تفاعلية.
- إنشاء أنظمة مكافآت ذكية تعزز الاستمرارية.
- توفير الوقت والجهد من خلال تمارين فعالة مصممة حسب الوقت المتاح.
- إلغاء الحاجة للانتقال إلى الصالات الرياضية.
التأثيرات السلبية
- الاعتماد المفرط على التكنولوجيا.
- فقدان المهارات الرياضية الأساسية.
- انخفاض الوعي بالجسم وإشاراته الطبيعية.
- جمع كميات هائلة من البيانات الصحية الشخصية
- إمكانية اختراق البيانات أو استخدامها لأغراض تجارية
- ارتفاع تكلفة الأجهزة والاشتراكات الذكية.
- تقليل التفاعل الاجتماعي المباشر في الصالات الرياضية.
- احتمالية تقديم نصائح غير آمنة بسبب قيود الذكاء الاصطناعي.
- عدم مراعاة الفروق الفردية الدقيقة بشكل كامل.
على الهامش.. نصائح مهمة لتحقيق التوازن الأمثل بين الذكاء الاصطناعي واللياقة البدنية

- ينصح لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في اللياقة البدنية مع تجنب سلبياتهبالجمع بينهما واستخدام التكنولوجيا كأداة مساعدة وليس بديلًا كاملًا.
- الحفاظ على النشاط البدني التقليدي والتفاعل الاجتماعي
- مراجعة المحترفين البشريين للتأكد من ملائمة البرامج
- الحرص على حماية البيانات الشخصية وقراءة شروط الخصوصية
وأخيرًا، سيظل الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها دعم عالم اللياقة البدنية، لكن نجاحها يعتمد على كيفية توظيفها بحكمة وبشكل متوازن.