
خاص- الدكتور ديفيد روز لـ"هي": طب الأسنان الشمولي يعالج لبَ مشاكل الأسنان.. والالتهاب خطرٌ على صحة الفم
لا يُلغيه تمامًا وإنما يتقاطع معه في نواحي عديدة..
نتحدث هنا عن طب الأسنان الشمولي أو الحيوي Dio Dentistry؛ وهو نهجٌ في طب الأسنان يُركَز على صحة الفم كجزءٍ لا يتجزأ من الصحة العامة للفرد، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الجسدية والعاطفية والروحية. يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية لمشاكل الأسنان، بدلًا من مجرد علاج الأعراض، وغالبًا ما يتضمن علاجاتٍ تكميلية مثل العلاج الطبيعي أو العلاج بالأعشاب أو التوجيه الغذائي.
يعتمد الدكتور ديفيد روز في عياداته Roze Bio Health على الطب الشمولي للأسنان، انطلاقًَا من رغبته الكبيرة في مساعدة المرضى على تحسين صحة الفم والأسنان لديهم. ومنذ افتتاح عيادته الأولى في العام 2000 في دبي، بمساعدة زوجته الدكتورة أغنيس؛ كان لدى الدكتور روز اقتناعٌ كبير بوجوب تقديم خياراتٍ صحية بديلة عن العلاجات التقليدية الموجودة في الأسواق، ومعظمها علامات تجارية. وشرع الزوجان في رحلة بحثٍ واكتشاف، استمرت ثلاث سنوات، إلى جانب علماء عالميين وخبراء في طب الأسنان؛ للخروج بنتيجةٍ موفقة هي عبارة عن مجموعة معجون أسنان ROZE، المُصمَمة بشكلٍ مثالي لدعم الأفراد الذين يتَبعون مسارًا صحيًا عضويًا ومتكاملًا.
تحتوي تركيبته الطبيعية 100% على 15% من هيدروكسيباتيت، وهو معدنٌ طبيعي وبديل للفلورايد، يُبيض الأسنان ويُقويها مع عكس التسوس الأولي. خالٍ تمامًا من السموم والمواد الكيميائية الضارة، يستخدم هذا المنتج الرائع قوة مانجيشتا وبابول لمكافحة نزيف اللثة والتهاب الفم المزمن، وهو متوفرٌ بنكهات النعناع المنعش والفانيليا والبطيخ. كما يتوفر معجون الأسنان هذا مع فرشاة أسنان ROZE البيولوجية المصنوعة من الخيزران ومكشطة اللسان النحاسية.

لمعرفة المزيد عن طب الأسنان الشمولي وكيفية العناية بصحة الفم لتجنب المشكلات الصحية المتعددة؛ كان لنا هذا اللقاء الخاص والحصري مع الدكتور ديفيد روز.
هل يمكنكِ إعطائنا لمحة موجزة عن نفسك؟
بدأتُ مسيرتي المهنية باتبَاع مسار الطب التقليدي، وتلقيتُ تدريبًا شاملًا في طب الأسنان من كبرى المؤسسات الطبية في فرنسا، بما في ذلك درجة البكالوريوس في جراحة الأسنان (بمرتبة الشرف الأولى)، ودرجة الماجستير في العلوم الطبية البيولوجية وعلم الأعصاب من جامعة ليل. كما حصلتُ على درجة ماجستير منفصلة في زراعة الأسنان من جامعة بيير وماري كوري في باريس.
مع ذلك، لم يكن هذا التدريب التقليدي كافيًا بالنسبة لي ولم يُشبع شغفي بالمعرفة، فبحثتُ عن مستوى آخر من التدريب الشخصي من خلال بحثي ودراستي المُكثفة على مر السنين، والتي لا تزال مستمرة وتُشكل الآن جزءًا من فلسفة ROZE.
كيف تُعرّف لقارئات "هي" الفرق بين طب الأسنان التقليدي وطب الأسنان الشمولي أو الحيوي - ولماذا يُعدّ هذا الفرق مهمًا؟
أسهل طريقة لفهم طب الأسنان الشمولي هي أن ننظر إليه كطبيب أسنانٍ عضوي مقابل غير عضوي، طبيعي مقابل كيميائي. وانطلاقًا من فلسفة "أولًا، لا ضرر"، نُعطي الأولوية لسلامة المرضى باستخدام مواد غير سامة في علاجاتنا. على مر السنين، طوّرنا العديد من الابتكارات الجديدة في عيادتنا بدبي، مثل العلاج بالأوزون، والبروتوكول الذكي، وبروتوكول علاج لب الأسنان التجديدي (REP)، لنُعالج مرضانا بأكثر الطرق طبيعيةً وفعالية.
إلى جانب طرق العلاج، هناك فرق جوهري في الفهم - فنحن ملتزمون بمعالجة السبب الجذري للالتهاب والعدوى في الفم، وليس عواقبها. نتَبع نهجًا تمكينيًا يُمكّن المريض من تولي مسؤولية صحته، وهو اتجاهُ متزايد بالحقيقة، مدفوعٌ بتداعيات الجائحة. وقتها كان الجميع يتحدثون عن تعزيز جهاز المناعة، وهو ما نسعى لتعزيزه من خلال الطب الحيوي.
هناك أدلةٌ متزايدة تربط التهاب الفم بالأمراض المُزمنة كالخرف وأمراض القلب وحتى السرطان. هل يمكنكَ شرح كيفية ارتباط صحة الفم بالصحة العامة؟
لفهم هذا المفهوم، علينا أولاً فهم الالتهاب؛ وهو مشكلةٌ عالمية تؤثر على الجسم بأكمله. الالتهاب الحاد، كالحرق مثلًا، غالبًا ما يكون ظاهرًا ويمكن معالجته بسرعة؛ لكن التوتر المُزمن هو المشكلة الأخطر إذا تُرك دون علاج، إذ لا يظهر دائمًا بوضوح، وبالتالي يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. قد نُصاب بالالتهاب بسبب التوتر العاطفي، الناتج عن جدالٍ مثلًا، أو لسببٍ آلي كحشوة الزئبق، التي نعلم أنها تُسبَب توترًا حول موضع الحشوة، وتؤثر على مستويات الزئبق في الدماغ.
نحن ندركُ الأهمية البالغة لمنع هذا التوتر على الجسم واختلال توازنه. في الواقع، يُعرف الالتهاب المزمن على نطاقٍ واسع بأنه عاملٌ مساهم في بدء وتطوَر العديد من أنواع السرطان؛ عندما يتعرض الجسم لتوترٍ التهابي منخفض الدرجة ومستمر، مثل أمراض اللثة، يصبح جهاز المناعة مضطربًا. ويؤدي هذا إلى تلف الحمض النووي والطفرة. لذلك، يقع على عاتقنا إزالة الضغط عن أفواه مرضانا - الناتج عن الالتهاب والعدوى - لاستعادة الانسجام والتوازن والثبات. هذا وتشير مجموعةٌ متزايدة من الأبحاث العلمية إلى أن معظم التهابات الجسم تحدث في الفم.

كيف يؤثر ميكروبيوم الفم والاستجابة الالتهابية للجسم على الصحة على المدى الطويل - وما هي العلامات المبكرة التي يجب ألا نتجاهلها؟
يحتوي فمنا وأمعاؤنا على مجموعتي ميكروب رئيسيتين، ويرتبط كل منهما بالآخر - فإذا اختلَ أحدهما، أُصيب الآخر بالإختلال أيضًا. لدينا 700 نوع من البكتيريا في أفواهنا، منها النافعة ومنها الضارة؛ ولكن كل نوعٍ من البكتيريا يختلف باختلاف موقعه، فما قد يُعتبر "نافعًا" في الفم قد يكون ضارًا في الأمعاء - والعكس صحيح. لذلك، يجب علينا الحفاظ على توازن ميكروبيوم الفم والتحكم فيه.
أسناننا هي الأعضاء الوحيدة التي توجد داخل الجسم وخارجه. لذلك، إذا لم تكن لثتنا سليمة، فقد ينتقل خللٌ في السن عبر قناة الجذر إلى نظامنا الداخلي، ما يُخل بتوازن الجسم ككل. تُطلق البكتيريا أيضًا فضلات تُسمى السموم الداخلية عند موتها، أو عند تعطلَ جدارها الخلوي؛ تُحفز هذه السموم استجابةً مناعية، مما يدفع الجسم إلى إنتاج السيتوكينات، التي تُسبَب التهابًا جهازيًا. وتؤثر هذه العملية على الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي بدورها قد تؤثر على حمضنا النووي وطريقة تواصل الخلايا العصبية بشكلٍ أساسي.
تشمل الأعراض التي أحثّ مرضاي على عدم تجاهلها؛ رائحة الفم الكريهة، تورم أو ثبات الغدد الليمفاوية في الرقبة، الالتهابات العكسية أو المتكررة، أو حتى تغيَر لون الفم أو اللسان. كما نعلم أن الأعراض الطبية غير المُبررة، مثل الصداع النصفي، وضبابية الدماغ، والتعب، وآلام الظهر، قد تكون ناجمةً عن مشكلةٍ في الأسنان؛ لذا نأخذ أي شيء وكل شيء، على محمل الجد في تقييماتنا وفحوصاتنا الأولية.
ما الذي يمكننا فعله بأنفسنا فيما يتعلق بالنظام الغذائي، ومستويات التوتر، وتغييرات نمط الحياة الأخرى لدعم صحة الفم - ما هي نصيحتكَ لقارئات موقعنا؟
فيما يتعلق بصحة الفم، نُشجع مرضانا والجميع من خلال موقعكم الكريم، على اتبَاع العادات الصحية التالية كجزءٍ من روتينهم اليومي:
• استخدام مكشطة اللسان (مهمٌ بقدر أهمية استخدام معجون وفرشاة الأسنان).
• استخدام خيط الأسنان يوميًا.
• تغيير معجون الأسنان إلى معجون أسنان خالٍ من الفلورايد، مثل مجموعة معجون أسنان ROZE التي طرحناها مؤخرًا.
• تجنب الإفراط في استخدام غسول الفم أو الزيوت العطرية؛ ويُفضَل تجربة سحب الزيت.
• تقليل تناول الأطعمة السكرية والحمضية.
• مضغ البروبيوتيك الفموي.
• تناول أطعمة مُخمرة وغنية بالعناصر الغذائية.
• التنفس من الأنف وليس الفم.
• استشارة طبيبكِ المختص دوريًا أو عند الحاجة، لفحص حالتكِ الصحية العامة.
فيما يتعلق بالدعم الصحي الشامل، نُشجع على اتباع الأساليب المُجربة التي تشجع على التمتع بصحةٍ نفسية وجسدية إيجابية ومتوازنة، مثل:
1. ممارسة الرياضة بانتظام.
2. استخدام تقنيات الاسترخاء اليومية مثل التأمل أو كتابة اليوميات.
3. اتبَاع نظامٍ غذائي صحي.
4. شرب كمياتٍ وفيرة من الماء.
5. النوم جيدًا.

إلى أين يتجه مجال الصحة الحيوية والطب التكاملي في الخليج برأيكم؟
يتميز هذا الجزء من العالم بنظرةٍ مستقبلية أكثر من غيره من الأسواق، وهنا نميلُ إلى البحث والاحتفاء بما هو مُبتكر. يستمدَ المجتمع هنا قوته من قيم قادته، المنفتحين والمتسامحين، والذين يسترشدون بالمنطق بما هو منطقي وناجح.
ستكون أبحاث الخلايا الجذعية في طب الأسنان البيولوجي محور الاهتمام خلال السنوات القليلة المقبلة.