صحة المرأة – الدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية

للنساء من جبل زد: إليكِ دليل فهم دورتكِ الشهرية وصحتكِ الهرمونية

جمانة الصباغ

تُعدَ صحة الجهاز التناسلي الأنثوي من الركائز الأساسية للصحة العامة لدى المرأة، وتشمل هذه الصحة الجوانب الهرمونية، التشريحية، والوظيفية. تمرَ المرأة بمراحل فسيولوجية مختلفة خلال حياتها، بدءًا من سن البلوغ، مرورًا بالحمل والولادة، وحتى سن الإياس. وخلال هذه الفترات، قد تواجه المرأة اضطراباتٍ تؤثر بشكلٍ مباشر على نوعية حياتها الجسدية والنفسية، وعلى خصوبتها.

من هذه المراحل المهمة، مرحلة نزول الدورة الشهرية واستمرارها لسنواتٍ طويلة قبل انقطاعها في مرحلة ما يُعرف ب "سن اليأس" أو "سن الأياس". الدورة الشهرية ليست مجرد فترةً شهرية تمرَ بها النساء بالعموم، بل هي توازنٌ دقيق لهرموناتٍ تؤثر على كل شيء؛ من مستويات الطاقة والمزاج إلى الرغبة في تناول الطعام والأداء البدني. وفهم مراحلها الدقيقة ومعرفة كيفية دعم الجسم في كل مرحلة، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الصحة العامة.

للتعمق أكثر في فيسيولوجية الدورة الشهرية واضطراباتها، وصحة الجهاز التناسلي الأنثوي بالعموم؛ تحدثنا إلى كلَ من الدكتورة كبرى ألتنتاش، دكتورة أمراض النساء التجميلية والوظيفية في عيادة التجميل التابعة لمستشفى كينغز كوليدج لندن- دبي، والدكتورة لمى الرز؛ أخصائية التوليد وأمراض النساء – البورد الألماني، من المستشفى السعودي الألماني – عجمان. لتجمع هذه المقالة بين معلومات المختصيتين في مجال أمراض النساء، بما يخدم رسالة "هي" التوعوية والتثقيفية للنساء المتابعات لموقعنا.

البداية مع الدكتورة ألتنتاش، التي تُخبرنا أكثر عن الدورة الشهرية ومراحلها، وكيفية التعامل مع المتغيَرات التي تصاحب تلك المراحل؛ في محاولةٍ منها لتعليم النساء من جيل زد كيفية الاستفادة من قوة دورتهنَ الشهرية.

ما المراحل الأساسية للدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية التي تحدث في كل منها؟

بالحقيقة هناك أربع مراحل تُصاحب الدورة الشهرية، تبدأ قبل نزولها وتنتهي مع تخلص جسمها من بطانة الرحم غير المُخصَبة؛ وتتكرر هذه المراحل كل شهر منذ البلوغ ولحين انقطاع الطمث.

المراحل الأربع هذه يمكن تلخيصها بالآتي:

1.     مرحلة الحيض (الدورة): وفيها يتخلص الجسم من بطانة الرحم.

2.     المرحلة الجُريبية (اليوم 1–13): خلالها يستعد الجسم لإطلاق بويضة، وتبدأ مستويات الإستروجين في الارتفاع.

3.     مرحلة الإباضة (حوالي اليوم 14): يتم فيها إطلاق البويضة – وهي الفترة التي تكونين فيها أكثر احتماليةً للحمل.

4.     المرحلة الأصفرية (اليوم 15–28): وفيها ترتفع الهرمونات استعدادًا لاحتمال حدوث حمل، وإذا لم يحدث الحمل تنخفض الهرمونات وتبدأ الدورة من جديد.

تمرَ النساء خلال هذه المراحل، بالعديد من التغيرات والأعراض التي قد يكون بعضها طبيعيًا، وقد يكون بعضها الآخر مُنذرًا بنوعٍ من الاضطراب ينبغي علاجه.

الأعراض الجسدية التي تستدعي زيارة الطبيب تشمل:

•       حدوث تقلصاتٍ شديدة جدًا في البطن

•       نزيفٌ غزير (تغيير الفوطة أو التامبون كل ساعة)

•       انقطاع الدورة دون سببٍ واضح

•       تغيَراتٍ مفاجئة في الدورة.

لماذا يجب التعامل بجديةٍ أكبر مع الأعراض المزعجة مثل النزيف الغزير أو الألم الشديد؟

قد تكون هذه الأعراض ناتجةً عن خللٍ هرموني، أو وجود أليافٍ رحمية، أو حالاتٍ صحية مثل بطانة الرحم المهاجرة. الكمادات الدافئة، المغنيسيوم، أو الحركة الخفيفة قد تساعد؛ لكن إذا كانت الحالة شديدةٌ، عليكِ مراجعة الطبيب.

ماذا عن التغيَرات العاطفية الشائعة التي قد تمرَ بها النساء خلال هذه المراحل المختلفة؟

النساء عاطفيات بالغريزة، ولكن الدورة الشهرية قد تعصف بهنَ في مجموعةٍ من التغيرات العاطفية الشديدة التي تحتاج المرأة - ومثلها الرجل - معرفتها وتفهمَها كي لا تُسبَب المشكلات خصوصًا بين الزوجين. وهذه التغيرات هي:

•       قبل الدورة: قد تشعرين بالتوتر، الحزن أو الحساسية الزائدة.

•       أثناء الدورة: قد تشعرين بالتعب أو تحتاجين للمزيد من الراحة.

•       بعد الدورة: تشعر كثير من النساء بطاقةٍ أكبر ومزاجٍ إيجابي.

متى تصبح تقلبات المزاج المرتبطة بالدورة سببًا للقلق؟

إذا كنتِ تشعرين بحزن، غضب، أو قلقٍ شديد كل شهر ويؤثر ذلك على حياتكِ؛ فقد تكونين مصابةً بـ اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD). لذا من المهم التحدث مع طبيب في هذه الحالة واستكشاف خيارات العلاج.

تحدو النساء رغبةً شديدة في تناول أطعمة معينة خلال مراحل الدورة المختلفة، كما هو الحال مع فترة الحمل؛ ما الأسباب الفسيولوجية وراء هذه الرغبة؟

تغيَر الهرمونات، خصوصًا قبل الدورة، يمكن أن يُسبَب الرغبة القوية في أطعمةٍ معينة مثل السكريات أو الكربوهيدرات؛ لأن المزاج والطاقة ينخفضان. هذه الرغبة هي طريقة الجسم لرفع مستوى السيروتونين – وهو ناقلٌ عصبي يساعد على الشعور بالتحسن.

الدكتورة كبرى ألتنتاش دكتورة أمراض النساء التجميلية والوظيفية في عيادة التجميل التابعة لمستشفى كينغز كوليدج لندن- دبي
الدكتورة كبرى ألتنتاش دكتورة أمراض النساء التجميلية والوظيفية في عيادة التجميل التابعة لمستشفى كينغز كوليدج لندن- دبي

كيف تؤثر التغذية عمومًا على انتظام وصحة الدورة الشهرية؟

بالتأكيد أن التغذية الجيدة تساعد على توازن الهرمونات. لذا فإن الإفراط في تناول السكر، تخطي الوجبات، أو نقص العناصر الغذائية يمكن أن يؤدي إلى دوراتٍ غير منتظمة، مؤلمة، أو حتى منقطعة.

لذا من الأفضل لقارئات "هي" العزيزات وغيرهنَ من النساء خاصةً من جيل اليوم، تخفيف أو تجنب الأطعمة التالية خلال مراحل الدورة الشهرية:

•       الكافيين والسكريات: لأنها قد تزيد من التقلصات أو تقلَب المزاج.

•       الأطعمة المالحة: لأنها تزيد من الانتفاخ.

هل ثمة توصياتٍ غذائية مُحددة أو أطعمة، تساعد في تخفيف الأعراض الشائعة خلال مراحل الدورة؟

طبعًا؛ كما أسلفنا، يمكن للغذاء الصحي أن يُوازن هرمونات الجسم، كما يعمل على تقليل أعراض الدورة الشهرية. على سبيل المثال:

•       للانتفاخ: قلَلي من الأطعمة المالحة واشربي المزيد من الماء.

•       للتعب: تناولي أطعمة غنية بالحديد مثل السبانخ، العدس أو اللحوم الخالية من الدهون.

•       لتقلَب المزاج: الحبوب الكاملة، الموز، والشوكولاتة الداكنة تدعم المواد الكيميائية الدماغية التي تحسن المزاج.

بجانب الناحية الغذائية؛ كيف تؤثر الدورة الشهرية على مستويات الطاقة والأداء البدني؟ وهل يُفضل تعديل روتين التمارين في مراحل معينة؟

نعم. يمكنكِ متابعة التمرين حتى خلال الدورة، بشرط اختيار نوع التمارين المناسبة حسب كل مرحلة:

•       في النصف الأول (قبل الإباضة): قد تشعرين بطاقةٍ ونشاط أكثر – لذا فإنه توقيتٌ مثالي للتمارين.

•       في النصف الثاني (قبل الدورة): قد تشعرين بالتعب أو الانتفاخ – لذا يُفضل المشي الخفيف، اليوغا، أو التمدّد.

هل ثمة استراتيجيات للرعاية الذاتية أو آليات فعالة للتعامل مع الجوانب الجسدية والعاطفية للدورة؟

•       تتَبعي دورتكِ: معرفة المرحلة التي تمرين بها، تساعدكِ على التهيؤ لما قد تشعرين به.

•       النوم والوجبات المنتظمة: يساعدان في تقليل تقلَب المزاج، التعب، والرغبة في الأكل.

•       تهدئة الجسم والعقل: جرَبي الحمامات الدافئة، التدوين، التمدَد، أو المشي الهادئ.

•       اطلبي الدعم: التحدث مع شخصٍ تثقين به، مفيدٌ جدًا إذا شعرتِ بالضغط أو الانزعاج.

ما الجوانب التي غالبًا ما تُهمل في الدورة الشهرية والتي يجب أن تكون النساء على درايةً بها؟

•       الدورة مؤشرٌ حيوي: والتغيرات فيها قد تعكس الإجهاد، الالتهاب، أو نقص التغذية.

•       الإباضة مهمة: حتى إن لم تكن المرأة تخطط للحمل، فهي ضروريةٌ لإنتاج الهرمونات الأساسية.

•       هرمون البروجسترون بعد الإباضة: ضروريٌ للهدوء، النوم الجيد، وتنظيم عملية الأيض.

ما أكثر الخرافات شيوعًا التي تسمعينها عن الدورة الشهرية - لتوعية قارئات مجلة "هي"؟

•       "متلازمة ما قبل الدورة شيءٌ طبيعي": شائعة لكنها ليست صحية – وقد تشير إلى خللٍ ما.

•       "لا يمكن الحمل أثناء الدورة": نادر لكنه ممكن.

•       "حبوب منع الحمل تُنظَم الدورة": في الواقع، هي تمنع الإباضة وتُسبَب نزيفًا انسحابيًا وليس دورةً حقيقية.

•       "التقلصات دائمًا طبيعية": الألم الخفيف طبيعي – أما الشديد فليس كذلك.

تلعب التغذية دورًا أساسيًا في تحسين الصحة الهرمونية للنساء
تلعب التغذية دورًا أساسيًا في تحسين الصحة الهرمونية للنساء

صحة الجهاز التناسلي الأنثوي واضطرابات الدورة الشهرية

في نظرةٍ طبية شاملة على متلازمة تكيس المبايض، بطانة الرحم الهاجرة، وأسس النظافة الشخصية أثناء الحيض؛ تُحدثنا الدكتورة لمى الرز..

اضطراباتٌ عديدة يمكن أن تعصف بالنساء من جيل زد وتؤثر على الدورة الشهرية، أبرزها:

•       متلازمة تكيَس المبايض PCOS

•       بطانة الرحم المهاجرة Endometriosis

•       مشاكل مرتبطة بالنظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية.

وتُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يزيد عن 500 مليون امرأة وفتاة في العالم، يعانينَ من تحدياتٍ تتعلق بإدارة الدورة الشهرية، سواء بسبب نقص المنتجات الصحية أو غياب الوعي الكافي، مما ينعكس سلباً على جودة الحياة والصحة الإنجابية لديهنَ.

•       متلازمة تكيَس المبايض: التعريف والمُسببات

هي اضطرابٌ شائع في الغدد الصماء، يصيب النساء في سن الإنجاب، ويتميز بثلاثة عناصر رئيسية:

1.     اضطراب أو غياب التبويض

2.     فرط الإندروجين (سريري أو مخبري)

3.     وجود مبيض متعدد الكيسات في التصوير بالموجات فوق الصوتية.

يُستخدم تشخيص روتردام Rotterdam Criteria كمرجعٍ أساسي، ويُشترط وجود إثنين من هذه الأعراض الثلاثة لتأكيد التشخيص:

1.     دورات شهرية غير منتظمة أو انقطاع الطمث.

2.     زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه.

3.     حب الشباب وزيادة نمو الشعر في مناطق غير معتادة.

4.     تساقط الشعر النمطي الذكوري. 

5.     صعوبات في الحمل.

بحسب تقديراتٍ حديثة، تصيب متلازمة تكيَس المبايض ما يقارب 8 – 13% من النساء في سن الإنجاب عالميًا، وهي السبب الأول للعقم الناتج عن انعدام أو اضطراب الإباضة. لهذه المشكلة مضاعفاتٌ طويلة الأمد منها مقاومة الإنسولين وارتفاع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني؛ ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الدهون؛ متلازمة التمثيل الغذائي؛ اضطراباتٌ نفسية مثل القلق والاكتئاب؛ وزيادة خطر سرطان بطانة الرحم في حال انقطاع الطمث لفتراتٍ طويلة.

وفق توصيات الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ACOG، وضمن التوجيهات العلاجية؛ يُنصح باتباع النصائح الحياتية الآتية:

1.     تعديل نمط الحياة: الخط الأول في العلاج.

2.     خسارة الوزن بنسبة %10–5 تؤدي لتحسنٍ كبير في التبويض.

3.     الحمية الغذائية المتوازنة وممارسة النشاط البدني المنتظم.

مع الالتزام بالعلاج الدوائي الموصوف من الأطباء المختصين والذي قد يشمل:

1.     حبوب المنع المُركَبة: لتنظيم الدورة وتقليل الأعراض الجلدية (COCs).

2.     الميتفورمين: لتحسين حساسية الإنسولين، خاصةً للنساء ذوات مؤشر كتلة جسم مرتفع.

3.     مُثبطات SGLT2 والإنوسيتول: تُظهر نتائج واعدة في الدراسات الحديثة.

ولا ننسى بالطبع الدعم النفسي؛ خاصةً عند وجود مشاكل تتعلق بالصورة الذاتية أو العقم.

•       بطانة الرحم الهاجرة

أو المهاجرة، هي اضطرابٌ مُزمن؛ حيث تنمو أنسجةٌ شبيهة ببطانة الرحم في أماكن غير طبيعية، مثل المبايض، قناة فالوب، المثانة، وحتى الأمعاء أو الجدار الحوضي.

وتتسبب هذه المشكلة بالأعراض التالية:

1.     آلام حوضية مُزمنة، خصوصًا قبل وأثناء الحيض

2.     عسر الجماع (Dyspareunia)

3.     عسر الطمث (Dysmenorrhea)

4.     صعوبات في الحمل

5.     اضطرابات معوية أو بولية.

يتم تشخيص هذه الحالة عن طريق: تتَبع التاريخ الطبي للمريضة؛ الفحص السريري؛ والتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي. فيما يبقى تنظير البطن المعيار الذهبي للتشخيص النهائي.

تشير الدراسات إلى أن حوالي %10 من النساء في سن الإنجاب، يُعانينَ من بطانة الرحم الهاجرة، وترتفع النسبة بين 30 – 50% بين النساء اللاتي يُعانينَ من العقم أو آلامٍ حوضية مزمنة.

الدكتورة لمى الرز أخصائية التوليد وأمراض النساء –  من المستشفى السعودي الألماني – عجمان
الدكتورة لمى الرز أخصائية التوليد وأمراض النساء –  من المستشفى السعودي الألماني – عجمان

بالتأكيد يمكن لهذه الحالة التأثير بشكلٍ كبير على الحياة اليومية للنساء؛ وغالبًا ما تُشخَص للأسف بعد سنواتٍ من بدء الأعراض بسبب تشابهها مع أمراض أخرى. يتطلب علاجها نهجًا متعدد التخصصات، يشمل أطباء نسائية؛ أخصائيون في الألم المزمن والدعم النفسي.

أما فيما يخص العلاج، فهناك:

1.     العلاج التحفَظي: مثل مُسكَنات الألم؛ العلاجات الهرمونية (كحبوب منع الحمل).

2.     العلاج الجراحي: يتضمن الخضوع لجراحةٍ لإزالة بؤر البطانة الهاجرة بالمنظار. وهو علاجٌ مُحبَذ في حالات العقم، أو عند فشل العلاج التحفظي.

تجدر الإشارة إلى أن البحوث الحديثة تشمل تطوير أدويةٍ بيولوجية تستهدف مُستقبلات الالتهاب والإنترلوكينات، وهي تُظهر نتائج أولية واعدة.

•       النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية: أهمية العناية

النظافة الشخصية أثناء الحيض لا تقتصر على الراحة فحسب، بل هي عنصرٌ وقائي لمنع الالتهابات المهبلية والبولية.

في التوصيات الأساسية لتحقيق هذه النظافة الشخصية، ينبغي على السيدة:

1.     تغيير الفوطة الصحية كل 4 - 6 ساعات

2.     غسل المنطقة الحساسة بالماء الدافئ فقط (دون استخدام صابونٍ مُعطر، وتجفيفها جيدًا بعد الغسل.

3.     ارتداء ملابس داخلية قطنية وفضفاضة.

4.     تجنب استخدام السدادات القطنية لفتراتٍ طويلة (لمنع متلازمة الصدمة التسممية).

5.     استخدام المنتجات الحديثة: مثل الفوط القابلة لإعادة الاستخدام washable pads؛ الكؤوس المهبلية (Menstrual Cups)؛ والملابس الداخلية المُخصَصة للدورة Period Underwear.

تُعدَ هذه البدائل اقتصاديةً وصديقة للبيئة؛ لكنها تتطلب وعيًا بالنظافة، وتعقيمًا دوريًا، ما قد لا يكون مناسبًا في بعض المجتمعات.

•       التثقيف المبكر

1.     ضرورة تثقيف الفتيات من سن البلوغ حول الدورة الشهرية بأسلوب علمي وسهل.

2.     كسر الحواجز الثقافية المرتبطة بالخجل.

3.     إشراك الأمهات والمربيات في الحوار.

4.     تقديم المعلومات الصحيحة ضمن برامج الصحة المدرسية.

تُشكل متلازمة تكيس المبايض وبطانة الرحم الهاجرة اثنين من أكثر الاضطرابات النسائية شيوعًا وتأثيرًا على الخصوبة وجودة الحياة. في المقابل، فإن تحسين العناية الذاتية، خاصة خلال فترة الدورة الشهرية، يُعزَز من الصحة الوقائية والراحة النفسية. لهذا تنصح الدكتورة لمى بوجوب اتخاذ التوصيات العامة التالية:

•       الفحص النسائي الدوري، حتى بدون أعراض، للكشف المبكر.

•       إدماج التوعية حول صحة الجهاز التناسلي ضمن الحملات الصحية.

•       تمكين المرأة من اتخاذ قراراتٍ واعية بخصوص صحتها.

•       إشراك الرجال في الحوار المجتمعي لخلق بيئةٍ داعمة.

•       دعم الأبحاث في العلاجات المبتكرة للاضطرابات الهرمونية والوظيفية.

في الختام؛ فصحة النساء من جيل زد بشكلٍ خاص، والنساء بالعموم، ليست فقط مؤشرًا على توازنها الجسدي، بل مرآةً لصحتها النفسية والاجتماعية أيضًا. والرعاية النسائية لا تقتصر على العلاج، بل تبدأ بالوقاية، والوقاية تبدأ بالوعي.

لا يجب أن تشعر أي سيدةٍ بالحرج من مناقشة التغيَرات أو الأعراض التي تواجهها؛ فالجهاز التناسلي جزءٌ طبيعي وأساسي من جسدها، والاهتمام به ليس ترفًا، بل أولوية طبية وحياتية. لذا ندعو بإسم المختصتين وعبر موقعنا كل امرأةٍ إلى الإصغاء لجسدها، وعدم تأجيل طلب الاستشارة الطبية عند ظهور أي تغيَر غير مألوف. فالصحة التناسلية لا تُقاس فقط بالقدرة على الإنجاب، بل بجودة الحياة، والطمأنينة، والشعور بالاتزان. صحتكِ حقٌ لكِ عزيزتي، امنحيها الرعاية التي تستحقها.