لوبيتا نيونغو تكشف عن إصابتها بالأورام الليفية الرحمية

بعدما روت النجمة لوبيتا نيونغو معاناتها منها: الأورام الليفية الرحمية.. تعرفي على أعراضها وأسبابها

جمانة الصباغ

"في مارس 2014، فزتُ بجائزة الأوسكار. وفي العام نفسه، اكتشفتُ إصابتي بأورامٍ ليفية في الرحم. 30 ورمًا ليفيًا؛ خضعتُ لعمليةٍ جراحية لإزالتها. سألتُ طبيب ما إذا كان بإمكاني منع هذه الأورام من الحدوث من جديد؛ فأجابتني: لا يمكنكِ. إنها مسألة وقتٍ فقط قبل أن يعودوا للنمو من جديد."

هذا ما كشفت عنه لوبيتا نيونغو، نجمة فيلمي Black Panther وUS، في منشورٍ لها على صفحتها على إنستغرام منذ عدة أيام بخصوص معاناتها من الأورام الليفية الرحمية. وشاركت الممثلة البالغة من العمر 42 عامًا، تجربتها مع هذه الحالة الصحية المؤلمة بمناسبة شهر التوعية بالأورام الليفية.

الأورام الليفية الرحمية، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، "هي أورامٌ غير سرطانية تنمو داخل الرحم أو حوله". وتختلف هذه الأورام من حيث الحجم، وتتكون من عضلاتٍ وأنسجة ليفية.

أشارت نيونغو إلى أنه في حين قد لا تظهر أي أعراضٍ على بعض المُصابات بالأورام الليفية، تواجه أخريات "آثارًا جانبية مُنهكة" تشمل "نزيفًا حيضيًا غزيرًا وفقر دم، وآلامًا في الحوض، وكثرة التبول، ومضاعفات الحمل" بحسب ما نقل موقع Independent البريطاني. مضيفةً أن "ثماني من كل عشر نساء سوداوات" و"سبع من كل عشر نساء بيضاوات" يُصبن بالأورام الليفية في مرحلةٍ ما من حياتهن.

لوبيتا نيونغو تكشف عن إصابتها بالأورام الليفية الرحمية - رئيسية واولى
لوبيتا نيونغو تكشف عن إصابتها بالأورام الليفية الرحمية

ما أهمية هذا التصريح؟ وكيف يمكن أن يكون له تأثيرٌ على بعض النساء؟

ببساطة، لأنه صادر عن شخصية مشهورة ومعروفة حول العالم، شخصية لم تحمها الشهرة ولا أضواء السينما وفلاشات الكاميرات من الوقوع فريسة مشكلةٍ صحية تعاني منها شريحة واسعة من النساء حول العالم. وبحسب المصادر الطبية:

•       بحلول سن 35؛ تُصاب حوالي 60% من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي بالأورام الليفية، فيما تُصاب حوالي 40% من النساء البيض بها.

•       بحلول سن الخمسين: تُصاب أكثر من 80% من النساء السود وحوالي 70% من النساء البيض بالأورام الليفية.

وعلى الرغم من شيوع هذه الحالة، قالت نيونغو إن المجتمع لا يتحدث عنها بما فيه الكفاية، أو عن الصحة الإنجابية للمرأة عمومًا. وكتبت على إنستغرام: "عندما نصل إلى سن البلوغ، يُعلّمنا المجتمع أن الدورة الشهرية تعني الألم، وأن الألم ببساطةٍ هو جزءٌ من كوني إمرأة". وأضافت: "بدأتُ أتحدثُ عن تجربتي على انفراد، وأدركتُ أن الكثيرات من النساء يمررنَ بهذه التجربة. نحن نكافح بمفردنا مع أمرٍ يؤثر على معظمنا؛ لذا لا مزيد من المعاناة في صمت!". مؤكدةً على أهمية "التوقف عن التعامل مع هذه المشكلة الجسيمة وكأنها سلسلةٌ من المصادفات المؤسفة" و"رفض تحييد آلام النساء".

ليست نيونغو وحدها من يدعم هذه الأفكار ويسعى لتحقيقها؛ بل نحن أيضًا في "هي" وكوسيلةٍ إعلامية هادفة إلى تثقيف النساء في مجتمعاتنا العربية حول صحتهنَ ورفاههنَ، نسعى لإيضاح الصورة الكاملة حول مشكلات النساء الصحية، ومنها بالتأكيد الأورام الليفية الرحمية. ونطرح معكِ عزيزتي، العديد من الأسئلة مثل: ما هي تلك الأورام؟ هل تُسبَب السرطان، وهل يمكننا الوقاية منها؟

وتجيبنا على هذه الأسئلة وغيرها الدكتورة الدكتورة منار جبار، أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في مقالة اليوم. فإذا كنتِ مهتمةً بمعرفة تفاصيل إضافية حول هذه المشكلة الشائعة، تابعي القراءة هنا..

ما هي الأورام الليفية الرحمية؟

الأورام الليفية الرحمية (Uterine Fibroids) هي أورامٌ حميدة تنمو في جدار الرحم، وتُعدَ من أكثر الأورام شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب. تختلف أحجامها من صغيرة (بحجم البذرة) إلى كبيرة (قد تصل إلى حجم البطيخ).

ما أسباب ظهور الأورام الليفية الرحمية؟

السبب الدقيق لهذه الأورام غير معروف، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:

1.     الهرمونات: إذ يُحفَز زيادة هرمونس الإستروجين والبروجسترون نموها.

2.     العوامل الوراثية: فوجود تاريخٍ عائلي لهذه الأورام يزيد احتمالية إصابة بعض نساء العائلة بها. 

3.     العِرق: الأورام الليفية الرحمية أكثر شيوعًا لدى النساء ذوات البشرة السمراء.

4.     السمنة: يمكن لزيادة الوزن عند بعض النساء، رفع مستويات الإستروجين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتلك الأورام.

5.     عدم الإنجاب: النساء اللاتي لم ينجبنَ بعد، هنَ أكثر عرضةً للإصابة بالأورام الليفية الرحمية.

6.     بدء الطمث مبكرًا: يزيد من فترة التعرض لهرمونات الإستروجين.

ما هي أعراض الأورام الليفية الرحمية؟

كما ذكرنا في بداية المقالة؛ قد تكون الأورام الليفية الرحمية بدون أعراض لدى بعض النساء، ولكن إذا ظهرت الأعراض، فقد تشمل:

•       حدوث نزيفٍ غزير أثناء الدورة الشهرية (غزارة الطمث).

•       ألمٌ شديد في الحوض أو أسفل الظهر.

•       الضغط على المثانة أو المستقيم (كثرة التبول أو الإمساك).

•       تضخم البطن (في حالة الأورام الكبيرة).

•       فقر الدم بسبب النزيف الشديد.

•       صعوبة في الحمل أو الإجهاض المتكرر (في بعض الحالات).

الأورام الليفية الرحمية شائعةٌ بين نسبة كبيرة من النساء
الأورام الليفية الرحمية شائعةٌ بين نسبة كبيرة من النساء

هل من مضاعفات للأورام الليفية الرحمية؟

بالطبع؛ لا تخلو هذه المشكلة النسائية الشائعة للأسف من بعض المضاعفات في حال لم يتم علاجها، وتتمثل في:

1.     فقر الدم الحاد نتيجة النزيف المزمن.

2.     صعوبة الحمل أو العقم، في حال ضغط الورم على قنوات فالوب.

3.     ولادة مُبكرة أو إجهاض، في حالة الحمل مع وجود أورامٍ ليفية.

4.     تحوَل الورم إلى سرطان (لكنها حالةٌ نادرة جدًا، وأقل من 1%).

ما هي طرق علاج الأورام الليفية الرحمية المتوفرة حاليًا؟

غالبًا ما يلجأ الأطباء المختصون إلى نوعين من العلاجات في حالة الأورام الليفية؛ الأول دوائي، والثاني جراحي.

1.     العلاج الدوائي: ويشمل

•       مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم.

•       حبوب منع الحمل: للسيطرة على النزيف.

•       الهرمونات المُثبطة للإباضة: مثل اللولب الهرموني أو حقن GnRH لتقليص حجم الأورام.

2.     العلاج الجراحي: من ضمنه

•       استئصال الورم الليفي Myomectomy: لإزالة الورم مع الحفاظ على الرحم (للنساء الراغبات في الإنجاب).

•       استئصال الرحم  (Hysterectomy): ويُعدَ الحل النهائي لهذه الأورام المزعجة، لكنه يحول دون الحمل.

مع الإشارة إلى علاجاتٍ حديثة غير جراحية مثل:

•       الانصمام الشرياني الرحمي (UAE) : حيث يتم قطع التغذية الدموية عن الورم.

•       الموجات فوق الصوتية المُركزة (FUS): ويجري خلالها تفتيت الورم بالموجات.

•       العلاج بالليزر أو البريد: تدمير الورم بالحرارة أو البرودة، حسب الحاجة.

نأتي للسؤال الأهم: هل بالإمكان الوقاية من الأورام الليفية الرحمية؟

للأسف؛ لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية، لكن بالإمكان تقليل المخاطر من خلال:

1.     الحفاظ على وزنٍ صحي وتجنب السُمنة قدر الإمكان.

2.     تناول الخضروات والفواكه (خاصةً ذات اللون الأخضر).

3.     ممارسة الرياضة بانتظام.

4.     تجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والكافيين.

الدكتورة منار جبار أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال
الدكتورة منار جبار أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال

في الخلاصة؛ فإن الأورام الليفية الرحمية شائعةٌ بين نسبةٍ كبيرة من النساء، لكنها حميدة، وعلاجها يعتمد على الحجم والأعراض. فإذا كنتِ تعانين من أعراضٍ شديدة، استشيري طبيبكِ لتحديد أفضل خيارٍ علاجي لكِ.

وبكل الأحوال، وبما أنه قد يُصعب الوقاية تمامًا من الأورام الليفية هذه؛ من الأفضل دومًا اتباع الطرق الأنسب لنمط حياةٍ صحي يشمل الغذاء والنشاط البدني، لتقليل خطر إصابتكِ بهذه الأورام وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى التي قد تُنغص عليكِ العيش وجودة الحياة.