ما هي طرق العناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان في مراحل مختلفة من العمر

ينبغي أن تبدأ من عمرٍ صغير.. طبيبة أسنان تشرح طرق العناية بالأسنان في مراحل مختلفة من العمر

جمانة الصباغ

هل تعلمين عزيزتي أن مينا الأسنان، الطبقة الخارجية للأسنان، هي أصلب مادةٍ في جسم الإنسان؟ أمرٌ رائع، أليس كذلك؟ وأن الأسنان فريدةٌ من نوعها - تمامًا مثل بصمات الأصابع، لا يوجد شخصان لديهما نفس مجموعة الأسنان؟ ليس هذا فحسب؛ بل أن الأسنان لا تقوم بإصلاح نفسها - على عكس العظام، فبمجرد تلف مينا الأسنان، لا يمكنها التجدد.

إليكِ أيضًا هذه المعلومة المثيرة: تبدأ الأسنان في التكون قبل الولادة – إذ تبدأ أسنان الطفل في النمو بالرحم بعد حوالي ستة أسابيع من الحمل.

الأسنان رائعةٌ بالفعل؛ فهي ليست للمضغ فحسب، بل لكل نوع منها دورٌ فريد في هضم الطعام. ويمتلك البشر عادةً أربعة أنواع من الأسنان:

1.     القواطع: وهي أسنانٌ أمامية حادة لتقطيع الطعام.

2.     الأنياب: أسنان مُدببة لتمزيق الطعام.

3.     الضواحك: أسنانٌ أكبر حجمًا، تساعد على طحن الطعام.

4.     الأضراس: أكبر الأسنان، وهي مثالية للسحق والطحن.

ما هي طرق العناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان في مراحل مختلفة من العمر-رئيسية واولى
ما هي طرق العناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان في مراحل مختلفة من العمر-رئيسية واولى

صحة الأسنان أمر بالغ الأهمية، وهناك العديد من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تؤثر على الأسنان واللثة. إليكِ بعض المشاكل الأكثر شيوعًا التي قد تصيب الأسنان:

•       تسوس الأسنان: ويحدث نتيجة تفاعل البكتيريا مع السكر، مما يؤدي لحدوث ثقوبٍ في مينا الأسنان.

•       أمراض اللثة (التهاب اللثة وأمراض دواعم الأسنان): التهاب اللثة الذي قد يتطور إلى ضررٍ بالغ في حال لم يُعالج.

•       رائحة الفم الكريهة: وغالبًا ما ترتبط بسوء نظافة الفم، أو أمراض اللثة، أو تراكم البكتيريا.

•       حساسية الأسنان: ألمٌ أو انزعاجٌ عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة، بسبب تآكل مينا الأسنان أو انكشاف جذورها.

•       آلام الأسنان: والتي قد تنتج عن تسوس الأسنان، أو العدوى، أو التعرض لصدمة.

•       جفاف الفم: حالةٌ ينخفض فيها إنتاج اللعاب، مما يؤدي للشعور بعدم الراحة وزيادة خطر التسوس.

لذا؛ فإن الحفاظ على نظافة الفم الجيدة - تنظيف الأسنان بالفرشاة، واستخدام خيط الأسنان، وفحوصات الأسنان الدورية – كلها أمورٌ يمكن أن تساعد في الوقاية من العديد من هذه المشاكل. لكن قواعد العناية بأسناننا تختلف من مرحلةٍ لأخرى؛ ولهذا كان لا بدَ من استيضاح هذه القواعد من الدكتورة مريم سمير ميخائيل، طبيبة أسنان عامة في المستشفى الدولي الحديث، التي أفادتنا عنها بشكلٍ موجز ومفيد..

ما هي طرق العناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان في مراحل مختلفة من العمر؟

وفقًا للدكتورة ميخائيل؛ فإن العناية بصحة الفم والأسنان تبدأ منذ الطفولة وتستمر مدى الحياة، ولكن تختلف الاحتياجات والنصائح حسب كل مرحلةٍ عمرية.

البداية مع:

1.     مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة (من الولادة حتى 6 سنوات)

وفيها يحتاج الأهل إلى تنظيف لثة الرضيع بقطعة شاشٍ مُبللة بعد كل رضاعة. وعند ظهور أول سن، يجب استخدام فرشاةٍ ناعمة بدون معجون، أو الاستعانة بمعجونٍ خاص للأطفال بحجم حبة أرز.

في هذه المرحلة، من الضروري تجنّب وضع الطفل في السرير مع زجاجة الحليب (للوقاية من تسوس الرضاعة). الفحص الأول لدى طبيب الأسنان يكون بعمر سنة واحدة، أو عند ظهور أول سن في الفم، ولا ننسى النصيحة الأهم: الحد من تناول السكريات والعصائر الصناعية.

العناية بالأسنان منذ الصغر، تُرسي أسس صحة الفم مدى الحياة! إليكِ بعض النصائح الأساسية للعناية بأسنان الأطفال:

•       ابدأي مبكرًا: بتنظيف أسنان الطفل بالفرشاة بمجرد ظهور أول سن - عادةً في عمر 6 أشهر تقريبًا.

•       استخدمي معجون أسنان بالفلورايد: ضعي كمية بسيطة للأطفال دون سن 3 سنوات، وكمية بحجم حبة البازلاء للأطفال من عمر 3-6 سنوات.

•       اشرفي على تنظيف أسنانهم بالفرشاة: يجب على الأهل مساعدة أطفالهم على تنظيف أسنانهم بالفرشاة، حتى يُتقنوا طريقة تنظيفها.

•       استخدام خيط الأسنان مهم: علَمي أطفالكِ استخدام خيط الأسنان عند بدء تلامس الأسنان، لمنع التسوس.

•       قلَلي من تناولهم الأطعمة والمشروبات السكرية: تجنب الإفراط في تناول السكر، وخاصةً قبل النوم.

•       فحوصات الأسنان الدورية: يجب أن تكون أول زيارةٍ لطبيب الأسنان خلال 6 أشهر من ظهور أول سن أو بحلول عمر 12 شهرًا.

•       شرب الماء المفلور: والذي يساعد على تقوية مينا الأسنان ومنع التسوس.

واظبي على تنظيف أسنانكِ ومراجعة الطبيب كل فترة للحفاظ على صحتها وجمالها
واظبي على تنظيف أسنانكِ ومراجعة الطبيب كل فترة للحفاظ على صحتها وجمالها

2.     مرحلة الطفولة (من 6 إلى 12 سنة)

في هذه المرحلة، ينبغي تفريش الأسنان مرتين يوميًا بمعجونٍ يحتوي على الفلورايد، مع استخدام خيط الأسنان يوميًا (بمساعدة الأهل). المراجعة الدورية لطبيب الأسنان يجب أ، تتم كل 6 أشهر؛ وضمان الحماية الوقائية للأسنان الدائمة، يمكن عبر وضع "سدادات الحفر والشقوق" (fissure sealants) للأسنان الخلفية.

مع ضرورة التنبه بالطبع، للنصيحة الغذائية الأهم: تقليل استهلاك الحلوى والمشروبات الغازية، والتي للأسف يبدأ الأطفال بالتعود عليها في هذه المرحلة دون إدراكٍ تام لمخاطرها على صحة الفم والأسنان.

3.     مرحلة المراهقة والشباب (13–25 سنة)

يبدأ في هذه المرحلة عزيزتي، زيادة الوعي بأهمية الشكل والصحة الفموية؛ وعليه يمكنكِ تعليم أولادكِ على كيفية تفريش الأسنان بانتظام واستخدام الخيط، مع الانتباه لتقويم الأسنان إن دعت الحاجة.

خلال هذه المرحلة، تبدأ بعض العادات السيئة بالتطور مثلا التدخين؛ لذا من الضروري الابتعاد عن التدخين ومشتقاته لضمان سلامة الفم والأسنان، وزيارة طبيب الأسنان للكشف عن بداية التسوس أو مشاكل اللثة. مع الحاجة إلى مراقبة علامات طحن الأسنان الناتج عن التوتر أو القلق.

4.     مرحلة البلوغ والكهولة (26–50 سنة)

بتنا في هذه المرحلة أكثر نضوجًا ووعيًا، للمحافظة على روتين التنظيف اليومي؛ الفحص الطبي الدوري للكشف عن التسوس وأمراض اللثة؛ الانتباه إلى علاقة صحة الفم بأمراض القلب والسكري؛ التوقف عن العادات الضارة كالتدخين، واستخدام معاجين الأسنان المناسبة للحساسية أو التبييض (حسب الحاجة).

5.     مرحلة الشيخوخة (50 سنة فما فوق)

قد تزداد مشاكل اللثة وجفاف الفم خلال هذه المرحلة، خاصةً في حال استخدام أدوية معينة لأمراضٍ مزمنة.

وفي هذه المرحلة العمرية، يجب تنظيف أطقم الأسنان يوميًا (في حال بدأنا باستخدامها)؛ تفريش الأسنان بفرشاةٍ ناعمة لتجنب نزيف اللثة؛ استخدام غسولٍ فموي يحتوي على الفلورايد أو مُخصص لجفاف الفم، ومراقبة أيَ تقرحاتٍ أو التهابات داخل الفم لأنها قد تكون مؤشراتٌ لأمراضٍ أعمق وأشد خطورة.

الدكتورة مريم سمير ميخائيل طبيبة أسنان عامة في المستشفى الدولي الحديث
الدكتورة مريم سمير ميخائيل طبيبة أسنان عامة في المستشفى الدولي الحديث

في الخلاصة؛ فإن العناية بصحة الفم والأسنان هي حاجةٌ ملحة، ليس فقط للتمتع بأسنان قوية وبيضاء وإنما أيضًا لحماية أنفسنا من العديد من الأمراض العديدة المرتبطة بسوء صحة الفم، مثل السكري وأمراض القلب.

ولكل مرحلةٍ عمرية طرقها الخاصة لاتباع أفضل قواعد العناية بصحة الفم والأسنان، لذا لا تتواني عن استشارة طبيبة الأسنان في هذا الخصوص، لضمان صحة أسنانكِ وأسنان أولادكِ.