
منطقة وسط البطن: نصائح لحماية جزءٍ من الجسم قد لا تفكرين فيه كثيرًا
تشير منطقة منتصف البطن إلى المنطقة الوسطى من البطن، والتي تشمل أجزاءً من الجهاز الهضمي مثل الأمعاء الدقيقة والزائدة الدودية والقولون. ويمكن أن ينشأ الألم في هذه المنطقة لأسبابٍ مختلفة، بما في ذلك التهاب المعدة والأمعاء، والقرحة، وحصوات المرارة، وحتى التهاب الزائدة الدودية.
وتشمل مشاكل منطقة وسط البطن تشمل عسر الهضم، الغازات، التهاب المعدة، أو فيروسات المعدة. وقد يكون الألم في وسط البطن أيضًا علامة على التهاب الزائدة الدودية، أمراض الكبد أو البنكرياس، أو انسداد الأمعاء؛ في حين أن الألم الشديد أو المتزايد يستدعي استشارة الطبيب.
إنه جزءٌ كبير من الجسم يقع في منطقةٍ عميقة بداخلكِ، بعيدًا عن الأنظار؛ وربما بعيدًا عن فكركِ، إنها منطقة وسط البطن. ويُركَز مجالٌ طبي جديد وسريع التطور، في الفترة الأخيرة، على صحة منطقة وسط البطن؛ بما في ذلك كيفية تمكُّن الأشخاص من دمجها ضمن نمط حياةٍ صحي وكيفية التعامل مع المشكلات الطبية المُعقدة التي تنشأ حال تعرَض هذه المنطقة للضعف.

وعليه، تشرح الدكتورة شارلوت هورن، جرَّاحة إعادة ترميم جدار البطن والتمثيل الغذائي في مايو كلينك، في مقالة اليوم؛لطبيعة صحة منطقة وسط البطن وكيفية حمايتها وعوامل الخطورة للمشكلات التي قد تستلزم الجراحة.
منطقة وسط البطن: تشارك خبيرة نصائح لحماية جزء من الجسم قد تكون لا تفكر فيه
تقول الدكتورة هورن في هذا الصدد: "تُعدَ منطقة وسط البطن، الوعاء العضلي الخارجي لجدار البطن، والتي تبدأ من عند الحجاب الحاجز وتمتد وصولًا إلى عضلات دعم الحوض. وتتكون منطقة وسط البطن في غالبيتها من العضلات والنسيج الضام، وهي عبارة عن وعاءٍ عضلي يحمل في داخله أعضاءكِ الداخلية. وفي كل مرة تتنفسين أو تنحنين أو تضغطين لأسفل لإخراج البراز، فإنكِ تستخدمين هذه العضلات".
وتشمل منطقة وسط البطن العضلات البطنية والمعروفة بين الأشخاص بإسم "السكس باك"Six Pack (المربعات الستة التي تظهر في المنطقة السفلية من البطن)؛ والعضلات المائلة؛ والنسيج الذي يلتف حول الجزء العلوي من البطن ويتصل بوسط الجسم. وتقع العديد من الأعصاب بين طبقات العضلات والأنسجة، بما في ذلك تلك التي تمتد إلى الأُربية والفخذين والظهر والوركين.
تعمل هذه العضلات كوحدةٍ واحدة،وتحتاج لأن تعمل بشكلٍ جيد من أجلكِ ومن أجل جسمكِ لأداء الأنشطة اليومية، على حد قول الدكتورة هورن. وتتمثل إحدى الطرق لتعزيز التكامل الهيكلي لمنطقة وسط البطن في إشراكها في أنشطتكِ المعتادة،وتشرح الدكتورة هورن موضحةً: "لستِ بحاجةً للقيام بآلاف تمارين البطن أو أن تصبحي لاعبة كمال أجسام."
وتضيف: "أحد الأشياء التي ندركها هو أننا بحاجة إلى تثقيف الجمهور بشأن كيفية قبضهم لهذه العضلات بشكلٍ صحيح عند قيامهم بكل شيء؛ بدءًا من الاستلقاء إلى الجلوس، ومن الجلوس إلى القيام، ورفع الأغراض وغيرها من الحركات الأساسية في حياتنا اليومية. عندما يمارس الأشخاص اليوغا أو تمارين البيلاتس، فإنهم يفكرون في شفط السرة باتجاه العمود الفقري؛ يساعد ذلك في استقرار العضلات الأكثر عمقًا في جدار البطن".
وتشرح الدكتورة هورن بالمزيد قائلةً: "يتضمن تحسين صحة وسط البطن قبض عضلات البطن بشكلٍ مقصود (أي شفط كل شيء للداخل وحبسه)."

منطقة وسط البطن: مشكلاتٌ وتحدياتٌ صحية
عوامل الخطورة لمشكلات وسط البطن واسعة النطاق، وتشمل علاج السرطان؛ وداء الأمعاء الالتهابِي؛ والسعال المزمن أو الشديد؛ ومضاعفات الحمل (انفراق العضلة المستقيمة) والخضوع لجراحة. وتُعدَ أكثر المشكلات شيوعًا هي الفتق، والذي يحدث عند بروز جزءٍ من عضوٍ أو نسيج من خلال منطقة ضعيفة من العضلات.
وتوضح الدكتورة هورن قائلةً: "يمكن أن يُسبَب السعال فتقًا كبيرًا. فعندما تسعلين، فإنكِ تضغطين لأسفل بقوة، ويحدث تغيّرٌ شديد ومفاجئ في الضغط الداخلي البطني يشبه تلقَي لكمةً من الخارج إلى الداخل أو من الداخل إلى الخارج. وعندما تقومين بذلك طيلة الوقت، فإن ذلك يُسبَب ضغطًا كبيرًا على جدار البطن".
منطقة وسط البطن: طرق الوقاية والعلاج
من المؤكد أن ثمة طرقًا وقائية، تساعدنا في تجنب مشكلات منطقة وسط البطن، بل وتعمل على تعزيز صحتها وقوتها في ذات الوقت. وهو ما تُشدَد عليه الدكتورة هورن بنقطة أساسية ومهمة:
- تجنُّب التدخين وشرب الخمر: يمكن أن يساعد في حماية صحة منطقة وسط البطن. فالتدخين بحسب الدكتورة هورن، يزيد من خطر السعال المزمن، بينما قد يؤدي شرب الكحول وبشكلٍ مفرط لدرجة تشمَع الكبد، إلى تغيَراتٍ هرمونية يمكن أن تُضعف جدار البطن.
وتضيف الدكتورة هورن أنه مع تزايد المعرفة بخصوص صحة وسط البطن، تتطور الأساليب لحمايتها وشفائها. ومن أمثلة ذلك:
- يجعل الحمل العضلات تتسع لتستوعب الطفل، وفي بعض الأحيان لا تعود العضلات إلى مكانها الطبيعي. ويمكن أن تساعد أنظمة التمارين الرياضية أثناء الحمل وبعده على استقرارها.
- يدرك خبراء الرعاية الصحية الآن، أن القيود على الحركة بعد الجراحة قد لا تكون مفيدةً، بل وقد تكون ضارةً في بعض الأحيان. وتقترح الدكتورة هورن أنه بدلًا من نُصح الأشخاص بعدم حمل أي شيء، قد يكون من الأفضل شرح كيفية إعادة انقباض هذه العضلات والأوتار بطريقةٍ آمنة.

- الأشخاص المصابون بداء الأمعاء الالتهابِي، هم أكثر عرضةً للخضوع لعمليةٍ جراحية؛ وبالتالي يصبحون أكثر عرضةً للإصابة بالفتق. ويدرك الجراحون الآن أنه مع هؤلاء المرضى، يجب وضع نسيجٍ شبكي في مستوياتٍ تشريحية مختلفة؛ لتفادي ملامسة النسيج الشبكي للأمعاء، ومن ثم التسبَب في مشكلاتٍ محتملة لاحقًا وفقًاللدكتورة هورن.
- تضيف هورن أن العلاج الطبيعي للقاع الحوضي، يمكن أن يساعد النساء اللاتي يُعانينَ من سلس البول أو البراز، بعد الولادة أو انقطاع الطمث.
- هناك أيضًا إدراكٌ متزايد أن النسيج الشبكي المستخدم لإصلاح الفتق لا يناسب جميع الحالات. وتُركَز أبحاث الدكتورة هورن على إصلاح الفتق لدى السيدات، بما في ذلك النسيج الشبكي وطرق استخدامه.
وفي مجال ممارستها، تتخصص الدكتورة هورن في جراحات الفتق المعقدة. وتشرح عن هذا التخصص قائلةً: "أغلب المرضى الذين أرعاهم، تكون أغلب محتويات البطن لديهم خارج تجويف البطن وليس داخله".
وحتى مع حالات الفتق الكبيرة التي تصل إلى 10 إلى 15 سنتيمترات، يمكن إجراء جراحاتٍ باستخدام الروبوت لتقليل الشقوق، أو يمكن إجراؤها بدمج الجراحة الروبوتية مع الجراحة المفتوحة طفيفة التوغل، بحسب قول الدكتورة هورن. وتستخدم هورن نماذج ثلاثية الأبعاد لمساعدتها على التخطيط لجراحاتها،مضيفةً أنه في بعض الأحيان يمكن استخدام البوتوكس لإطالة جدار البطن.

وتُعلَق الدكتورة هورن: "أفضل جزء أن المرضى ينتقلون من مرحلة امتلاك جدار بطنٍ مصاب بخلل وظيفي، إلى امتلاك جدار بطنٍ يعمل بشكل طبيعي خلال أسبوع من الإقامة في المستشفى. إن رؤيتهم في الفحص الطبي بعد مرور عام هو أفضل شيء، لأنهم ينتقلون من مرحلة (لا أستطيع القيام بأي شيء) إلى مرحلة (لقد قمتُ بجميع هذه الرحلات وفعلتُ كل الأشياء التي لطالما رغبتُ في القيام بها منذ سنين، ولكن لم يكن ذلك ذلك باستطاعتي في السابق. إنهم في غاية السعادة الآن، لأنهم تمكنوا من إلقاء هذا الماضي خلفهم، وهو أمرٌ رائع."
في الخلاصة؛ فإن منطقة وسط البطن هي منطقةٌ مهمة وحساسة، تشمل أجزاءً من الجهاز الهضمي مثل الأمعاء الدقيقة والزائدة الدودية والقولون، وتتعرض للعديد من المشكلات الصحية التي تُنغَص عليكِ حياتكِ. لذا من الضروري الاعتناء بها، باتباع بعض الإجراءات الوقائية وعلى رأسها تجنب التدخين والكحول.
ولا تنسي عزيزتي، أن الفحص الطبي لأية أعراض تداهمكِ في هذه المنطقة، ضروريٌ للغاية لتشخيص المشكلة في مرحلةٍ مبكرة وعلاجها بالطرق المناسبة والمتوفرة.