كيف تجعلّين نقاط ضعفكِ مصادر قوتكِ لتحقيق أحلامكِ على أرض الواقع؟

كيف تجعلّين نقاط ضعفكِ مصادر قوتكِ لتحقيق أحلامكِ على أرض الواقع؟

رحاب عباس المواردي

هل تعلّمين أن أغلى الماسّات تتشكّل تحت أعظم الضغوطات؟. نعم، ولتوضيح هدفي من مقالي اليوم، دعينا في البداية نتخيل سويًا " أن هناك امرأة تشعر أن حساسيتها المفرطة تعيقها في بيئة العمل التنافسية، حتى تكتشف أن هذه الحساسية نفسها هي ما يجعلها الأقدر على قراءة مشاعر الفريق وحل النزاعات ببراعة. وامرأة أخرى تظن أن خجلها عائق أمام تقدمها المهني، فتفاجأ بأن هذا الخجل نفسه هو سر تركيزها العميق وقدرتها على الإبداع في العزلة المنتجة".

وهنا حان الوقت لأسألكِ، هل تلمسّتى ما أتحدث عنه؟. أنني أتحدث اليوم عن نقاط ضعفنا، والتي ربما قد تكون خريطة كنزنا الشخصي الذي ينتظر فقط أن نُغير طريقة النظر إليه.

من هذا المنطلق، سأكشف لكِ عبر موقع "هي" عن كيفية تحويل نقاط ضعفكِ إلى مصادرقوة ترافق أحلامكِ وطموحاتكِ على أرض الواقع، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

الحقيقة التي لا تعرفيها عن نقاط ضعفكِ

نقاط ضعفكِ هي مصادر قوتكِ فاكتشفيها
نقاط ضعفكِ هي مصادر قوتكِ فاكتشفيها

ووفقًا للدكتور مصطفى، لا يوجد ضعف بلا قوة مقابلة، فقط يوجد مواهب في حُلة غير معتادة تنتظر من يكتشف جمالها المختلف. فتلك المثالية التي تؤخركِ عن تسليم المشاريع، إنها نفسها ما سيجعل عملكِ استثنائيًا عندما تتعلمين إدارتها. وذلك التردد في اتخاذ القرارات، إنه مؤشر على قدرتكِ على رؤية أبعاد لا يراها الآخرون. وهنا تطرق دكتور مصطفى، إلى بعض القصص التي أثبتت قدرتها على تحويل نقاط الضعف إلى مصدر قوة، أبرزها: "عاشت أوبرا وينفري صراعات قد يراها البعض "ضعفات"، فصارت منها أقوى مضيفة تحاور أعظم الشخصيات. كانت حساسية أديللوري بلو أدكنز العاطفية "عبئًا" في صغرها، فحوّلته إلى صوت يهز مشاعر الملايين".

دليلكِ لتحويل التحديات إلى أدوات تمكين

وتابع دكتور مصطفى، نقاط الضعف ليست عيوبًا دائمة، بل هي فرص مُقنّعة للنمو. لأن التحول من "هذا ما أنا عليه" إلى "هذا ما يمكنني أن أكونه" يبدأ بإعادة تعريف العلاقة مع ما تعتبرينه ضعفًا، بهذه الطرق:

تعرفي على نقاط ضعفكِ

  • بدلًا من لوم نفسكِ، لاحظي نقاط ضعفكِ كما تلاحظين سمة محايدة
  • فريّقي بين "ما هو ضعف حقيقي (يمكن تغييره) وما هو مجرد توقع اجتماعي غير واقعي".
  • سجّلي الضعف كما يصفه شخص محايد، بطريقة واقعية.

حوّلي العيب إلى ميزة نسبية

  • حساسيتكِ المفرطة "ذكاء عاطفي عالي وقدرة على التعاطف العميق".
  • مثاليتكِ المفرطة "معايير جودة عالية واهتمام بالتفاصيل".
  • ترددكِ في اتخاذ القرارات "التفكير الشامل والنظر في جميع الجوانب".
  • ابحثي عن السياق المناسب لأن كل "ضعف" يكون ميزة في بيئة معينة.

استفيدي من العيوب بطريقة عملية

  • إعلني عن ضعفكِ بذكاءفي المقابلات المهنية "كنت أفرط في تحليل الأمور، لكنني طورت نظامًا لاتخاذ القرارات في وقت مناسب مع الحفاظ على الجودة".
  • ابني أنظمة تعويضية "إن كان ضعفكِ هو الفوضى، ابني أنظمة تنظيمية تحولها إلى إبداع منظَّم".
  • تحالفي مع المكملين "تعاوني مع من يكملون نقاط ضعفكِ، وقدمي لهم نقاط قوتكِ بالمقابل".

مهارات عملية لتحويل نقاط ضعفكِ إلى مصادر قوة

أكد دكتورمصطفى، أن تحويل نقاط الضعف إلى قوة ليس إنكارًا للضعف، بل فن توظيف كل جزء من تجربة المرأة الإنسانية لخدمة أهدافها وقيمها. لذا تُعتبر المهارة الأهم هي المرونة النفسية التي تمكنها من رؤية نفسها من زوايا متعددة، واختيار الزاوية التي تخدمها في كل موقف. وذلك بخلاف المهارات التالية:

 مهارة التشخيص الدقيق للضعف

استخدمي التنقيب الثلاثي: "ضعف حقيقي (يمكن تطويره)، موهبة مُساء فهمها (تنتظر إعادة تغيير)، وتوقع مجتمعي غير واقعي (ليس ضعفًا حقيقيًا).

مهارة إعادة الصياغة اللغوية

استخدمي قاموس التحويل الشخصي:“أنا حساسة جدًا" تتحول إلى "لدي هبة التعاطف العميق”، “أتردد كثيرًا" تتحول إلى "أمارس التفكير الشامل قبل القرار”، “أتحدث بصراحة مفرطة" تتحول إلى"أتمتع بشجاعة المواجهة البناءة”. وهنا استفيدي من تقنية العكس الإيجابي"اكتبي الضعف، ثم ابحثي عن 3 سياقات يكون فيها ميزة".

مهارة المرونة الهادفة

تعلّمي نقل "ضعفكِ" إلى البيئة المناسبة له. على سبيل المثال:"الخجل في الاجتماعات الكبيرة (مهارة في التواصل الفردي العميق)، الحساسية للنقد (نظام إنذار مبكر لجودة العمل)، المثالية المفرطة (معايير عالية في المشاريع الاستراتيجية). وهنا عامل التوقيت يكون الأهم بمعنى "متى تظهرين هذا الجانب؟ ومتى تخفيه مؤقتًا؟".

 مهارة التحالف التكميلي

حدّدي ضعفكِ الرئيسي، ابحثي عن شخص أو فريق يكمل هذا الضعف، وقدمي لهم مهاراتكِ المقابلة (تكامل المهارات).

مهارة السرد التحويلي

امتلكي رواية الضعف كرحلة. على سبيل المثال: "البداية (الضعف كعائق)، التحول (إعادة الاكتشاف)، والنهاية (الضعف كأداة تميز). أما لغة العرض المهني فتكون كالتالي: "قبل (عندي مشكلة في...)،  بعد (لقد طورت نهجًا فريدًا يعتمد على...).

مهارة المرونة النفسية

تقبّلي التناقض"يمكن أن تكوني حساسة وقوية، متواضعة وطموحة"، استخدمي التوازن العاطفي "الشعور بالضعف من دون أن تُحدده هويتكِ"، ولا تنسي الفضول الذاتي"استكشفي الضعف كما تستكشفين أرضًا جديدة".

على الهامش.. مقتطفات علمية عن نقاط الضعف لدينا بصفة عامة

نقاط ضعفك ستتحول إلى مصادر للإداع والتأثير بإرادتكِ
نقاط ضعفك ستتحول إلى مصادر للإداع والتأثير بإرادتكِ
  • مشاركة الضعف بشكل انتقائي يبني ثقة أعمق.
  • القادة الذين يعترفون بضعفاتهم يكونون أكثر تأثيرًا وإلهامًا.
  • بعض نقاط الضعف في بيئة قد تكون قوة في بيئة أخرى.
  • اكتشاف أن الآخرين يشاركونكِ نفس التحديات يخلق روابط إنسانية أصيلة.
  • ليس كل ضعف يمكن تحويله، فبعض الأشياء تحتاج علاجًا احترافيًا. لذا، لا تتعجلي في تحويل ضعفكِ إلى قوة قبل معالجته والتعامل مع آثاره.

وأخيرًا، نقاط الضعف هي الأماكن التي تلتقي فيها إنسانيتنا بطموحاتنا. وبالتالي عندما نتوقف عن محاربتها ونبدأ في الاستماع إليها، ستتحول من معوقات إلى بوابات للابتكار الشخصي والمهني. علمًا أن القوة الحقيقية ليست في الكمال، بل في القدرة على تحويل كل جزء من تجربتنا إلى مصدر للإبداع والتأثير.

لذا، تذكّري دومًا كل امرأة عظيمة في التاريخ حملت مع قوتها "ضعفًا" حوّلته إلى بصمة فريدة. وبالتالي ضعفكِ ليس عيبًا في تصميمكِ، بل ميزة خاصة تنتظر اكتشاف سياقها المناسب.

ولا تنسي نهائيًا، أن رحلة تحويل الضعف إلى قوة هي عملية مستمرة، وليست حدثًا لمرة واحدة. لذا، امنحي نفسكِ فضول المستكشف وصبر البستاني الذي يعرف أن بعض الأزهار تتفتح في غير موسمها المتوقع.