ربط المحتوى الرقمي بحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ يتحقق بهذه المعايير

ربط المحتوى الرقمي بحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ يتحقق بهذه المعايير

رحاب عباس المواردي

هل تعلّمين أن مستقبل علاقتكِ مع عالمكِ الرقمي يجب أن يُبنى على علاقة فعالة، حنونة، تستمع لصوت مشاعركِ الخفية وتستجيب لها؟. نعم، لأننا نعيش في محيط رقمي لا حدود له، يغمرنا كل يوم بآلاف الرسائل، المنشورات، الفيديوهات، والمقاطع. لكن رغم أن غالبيتها عشوائية، لا تعرف عنا شيئًا، ولا تهتم بما نشعر به، إلا أننا نستطيع تحويلها من مصدر للضغط إلى ملاذ للراحة، من ساحة للمقارنات إلى حديقة للنمو، ومن مكان يسرق وقتنا إلى مساحة تغذي أحلامنا.

كيف ذلك؟، بالتأكد هذا السؤال ورد على ذهنكِ الآن. وأنا أقول لكِ بكل بساطة، السرّ يكّمن في جسر واحد وهو "الربط الواعي بين ما تُشاهدينه، وما تشعُرين به".

وهنا أنا لا أتحدث عن تقنية أو مهارة معقدة تستخدمينها لعبور هذا الجسر؛ بل أتحدث عن  خطوة سهلة تجاه ذاتكِ، ستمنحكِ "سيطرة حقيقية على ما يدخل يومكِ، علاقة صحية مع التكنولوجيا، وقاية عاطفية من المحتوى السام، وتجربة رقمية تشبه رداء مريح ترتدينه بحسب حالة طقسكِ الداخلية".

لذا، دعينا نتعرف سويًا عبر موقع "هي" على أهمية الربط بين المحتوى الرقمي وحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ بصفة عامة، وأبرز المعايير لتحقيقه؛ بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات الأستاذة رشا مهران من القاهرة.

لماذا ربط المحتوى الرقمي بحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ أمرًا حتميًا؟

ربط المحتوى الرقمي بحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ يخدم صحتكِ النفسية في  المقام الأول
ربط المحتوى الرقمي بحالتكِ المزاجية واحتياجاتكِ يخدم صحتكِ النفسية في  المقام الأول

ووفقًا للأستاذة رشا، لأنه لا يُعتبر ترفًا، بل بات ضرورة في عالم يغمرنا بكميات هائلة من المحتويات غير المرشحة. كما أن الربط في حد ذاته، سيحوّله من مصدر للضغط إلى أداة داعمة لصحة المرأة النفسية ونموها الشخصي تحديدًا؛ مما يعيد لها السيطرة على تجربتها الرقمية وسيجعل التكنولوجيا في خدمة احتياجاتها الحقيقية بدلًا من العكس؛ وبالتالي سيُحقق لها الفوائد التالية:

  • يُخفف المحتوى المتناسب مع حالتكِ المزاجية من الحمل العاطفي بدلًا من زيادته.
  • يُمكن للمحتوى الإيجابي أن يُعزز مشاعركِ الإيجابية في الأوقات الصعبة.
  • يُجنبكِ المحتوى المثير للقلق أو الحزن عندما تكون الطاقة العاطفية منخفضة، سيمنع شعوركِ بالإرهاق العاطفي.
  • يُمكنكِ استهلاك محتوى تحفيزي أوتعليمي، عندما يُناسب المحتوى مستوى طاقتكِ في هذه اللحظة.
  • يمكنكِ استثمار الوقت الرقمي، بتحويل التصفح العشوائي إلى تجربة مفيدة تخدم احتياجاتكِ الحقيقية.
  • يمكنكِ تحسين التركيز بمحتوى هادئ أو مشاهدة محتوى منشط عند الحاجة للإبداع.
  • لاشك أن الربط بين المحتوى وحالتكِ المزاجية تحديدًا، سيُقلل تعرضكِ للمحتويات الضارة، وخصوصًا في "أوقات الضعف النفسي أو الحساسية العاطفية".
  • يمنع الربط  مقارنة الذات غير العادلة، ويحفظ الطاقة العقلية التي تُستنزف من دون فائدة حقيقية.
  • يُغذي العقل بما يحتاجه حقًا "محتوى تعليمي عند الاستعداد للتعلم، وترفيهي عند الحاجة للراحة".
  • يُدعم أهدافك الشخصية ويُحفزها في الأوقات المناسبة.
  • يُعزز وعيكِ الذاتي ويُساعدكِ على فهم أنماطكِ العاطفية الشخصية.
  • يخلق لكِ علاقة صحية مع التكنولوجيا، حيث يجعل المحتوى الرقمي في خدمتكِ بدلًا من استهلاككِ.
  • يمنع إدمانكِ الرقمي، فعندما يكون المحتوى ذا معنى، ستقل رغبتكِ في التصفح العشوائي.

ما هي أبرز معايير هذا الربط لعلاقة هادفة تخدم احتياجاتكِ وأهدافكِ؟

استخدمي المحتوى الرقمي حسب الوظيفة النفسية التي سيقدمها لكِ
استخدمي المحتوى الرقمي حسب الوظيفة النفسية التي سيقدمها لكِ

وتابعت أستاذة رشا، الأهم هو أن يكون هذا الربط في خدمة صحة المرأة النفسية وتطورها، وليس عبئًا إضافيًا عليها، وذلك من خلال تطبيق المعايير التالية:

فهم الذات والوعي بالمزاج

  • تتّبعي حالتكِ المزاجية اليومية من خلال (مفكرة رقمية أو تطبيقات مثل Daylio .
  • حدّدي المحتوى الذي يشعركِ بالتحسن في كل حالة مزاجية.
  • لاحظي ردود فعلك ِالعاطفية تجاه أنواع المحتوى المختلفة.

تصنيف المحتوى حسب الوظيفة النفسية

  • محتويات مهدئة "موسيقى هادئة، مشاهد طبيعية، تأملات".
  • محتويات منشطة "محتوى تحفيزي، أغاني نشطة، قصص نجاح".
  • محتويات تعليمية "عندما تشعرين بالفضول أو الرغبة في التطور".
  • محتويات ترفيهية "للاسترخاء والضحك وتخفيف التوتر".

استخدام أدوات التخصيص الفعّال

  • استخدمي تطبيقات تسمح بتصنيف المحتوى حسب المزاج مثل Spotify بتشغيلات مبنية على المزاج.
  • أنشئي قوائم تشغيل أو مجموعات للمحتوى تناسب حالات مختلفة.
  • استفيدي من توصيات المنصات الكبرى التي تتكيف مع تفاعلاتكِ.

إنشاء نظام شخصي

  • استخدمي علامات تصنيف خاصة كِ مثل (#للهدوء #للتركيز #للإبداع).
  • أنشئي مجموعات في متصفحكِ أو تطبيقاتكِ للمحتوى المناسب لكل حالة.
  • استخدمي القوائم السريعة للوصول سريعًا إلى المحتوى عند الحاجة.

مراعاة الاحتياجات المتغيرة

  • راجعي نظامكِ بانتظام وقومي بتعديله مع تغير اهتماماتكِ واحتياجاتكِ.
  • احتفظي بمحتوى متنوع لمراحل مختلفة.
  • كوني مرنة في تعديل معايير الربط.

تحقيق التوازن بين الاحتياج والتحدي

  • قدّمي لنفسكِ محتوى مريح عند الحاجة للراحة.
  • عرّضي نفسكِ لمحتوى محفّز عندما تحتاجين للنمو.
  • تجنبي الراحة الزائدة التي تمنع التطور.

الاستفادة من أدوات التقنية المساعدة

  • تطبيقات تتبع المزاج مع توصيات محتوى.
  • إضافات المتصفح التي تسمح بتصنيف المواقع.
  • أدوات حظر المحتوى السلبي في الأوقات الحساسة.

على الهامش.. ربط المحتوى الرقمي باحتياجاتكِ يُطور شخصيتكِ.. إليكِ الأدلة

العلاقة الهادفة بين المحتوى الرقمي واحتياجاتكِ هي التي تنمو وتتطور معكِ لتعزيز شخصيتكِ
العلاقة الهادفة بين المحتوى الرقمي واحتياجاتكِ هي التي تنمو وتتطور معكِ لتعزيز شخصيتكِ
  • تخصيص تجربتكِ الرقمية سيحولها إلى بيئة داعمة بدلًا من فضاء عشوائي.
  • أنتِ تتحكمين بالمحتوى الذي تدخل حياتكِ، وليس العكس.
  • تعزيز استقلاليتكِ وعدم الاعتماد على الخوارزميات العمياء لتحديد ما تشاهدينه.
  • تطوير ذكائكِ العاطفي الرقمي من خلال فهم كيفية تأثير المحتوى على مشاعركِ وكيفية إدارته.
  • دعم تغيراتكِ الهرمونية بمشاهدة محتوى يناسب تقلباتكِ المزاجية المرتبطة بالدورة الشهرية أو مراحل حياتكِ، كذلك مراعاة ظروفكِ الخاصة (الحمل، الأمومة، الضغوط المهنية) لأن كل مرحلة تحتاج محتوى مختلف.
  • احترام تغيراتكِ العاطفية الطبيعية "اعتبار التقلبات المزاجية جزءًا طبيعيًا تحتاج استجابة رقمية مناسبة".
  • توفير وقتكِ "الوصول السريع للمحتوى المناسب بدلًا من البحث العشوائي".
  • تحسين جودة نومكِ من خلال محتوى مسائي مهدئ للأعصاب.
  • تحسين علاقاتكِ الآخرين "عندما تكون حالتكِ المزاجية أفضل، ستكون تفاعلاتكِ الاجتماعية أكثر إيجابية".

وأخيرًا، ابدئي ببطء وتتّبعي تأثير المحتوى عليكِ، وتذكّري دومًا أن العلاقة الهادفة بين المحتوى الرقمي واحتياجاتكِ هي التي تنمو وتتطور معكِ لتعزيز شخصيتكِ، وليس غير ذلك.