نحو انطلاقة جديدة: دليلكِ للمضي قدماً بثقة في العام الجديد
مع اقتراب نهاية العام، تتوقف الكثيرات من السيدات لتقييم ما مضى، وقد تجد نفسها مثقلة بذكريات، أخطاء، أو علاقات لم يعد لها مكان في المستقبل الذي تطمح إليه، ومع تطلعنا إلى عام جديد يجب أن ندرك قبل كل شيء أن فن المضي قدماً ليس مجرد تجاوز للماضي، بل هو قرار واعٍ بالاستثمار في اللحظة الراهنة وفي النسخة الأفضل منكِ التي تنتظركِ في عامك المقبل.
إن استعدادكِ لنهاية هذا العام هو في جوهره استعداد للترحيب بالعام الجديد بصفحة بيضاء وقلب خفيف، لذا كوني رحيمة مع ماضيكِ، وشجاعة في اتخاذ خطواتكِ الصغيرة اليوم، ومؤمنة تماماً بأن أفضل الأيام لم تأتِ بعد، ومن هنا نسرد اليوم سويًا مجموعة من المفاتيح الملهمة والنصائح العملية التي يستخدمها الخبراء لتصفية الذهن، والتخلص من حمولة الماضي، والانطلاق بثقة نحو الأهداف والأحلام التي ترغبين في تحقيقها.
قوة التخلي.. لماذا يجب أن تقرري المضي قدماً؟

قد يبدو التمسك بالماضي مريحاً بطريقة ما، لكنه في الحقيقة قفص ذهبي يمنعكِ من التحليق، والتخلي هو الخطوة الأولى في سلم البداية الجديدة، فلا يمكنكِ بدء الفصل التالي من حياتكِ إذا كنتِ مستمرة في إعادة قراءة الفصل الأخير.
بعض السيدات تعتقد أن التمسك بالغضب أو اللوم يمنحها شعوراً زائلاً بأنها على حق، والطرف الآخر مخطئ، مما يغذي الأنا على المدى القصير، أيضا من الاعتقادات الخاطئة حتمًا أن البقاء في دائرة الضحية يوفر لكِ أحياناً الدعم والتعاطف والاهتمام الفوري من المحيطين بكِ، والبعض يخشى من التخلي، لأنه ببساطة يعني الخروج من "منطقة الراحة" والدخول في المجهول، فالماضي حتى لو كان سيئاً، هو على الأقل مألوف وآمن بالنسبة للعقل، في حين أن المستقبل يتطلب شجاعة المواجهة.
إن البقاء في هذه الدائرة هو مجرد تخدير مؤقت، مقابل خسائر فادحة على المدى الطويل في علاقاتكِ، وصحتكِ النفسية، لذلك استمي بالشجاعة، وخذي قرارًا حازمًا بالتخلي.
خطة عمل من 5 خطوات للانتقال إلى عامكِ الجديد بقوة
للتحول من مجرد الرغبة في التغيير إلى اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة، إليكِ النصائح الخمس الذهبية التي تساعدكِ على التخلص من الماضي والمضي قدماً:
-
اكتشفي قوة التفاؤل الموجه

لا تنتظري أن يأتيكِ التفاؤل من تلقاء نفسه، بل بادري بشحنه، فخصصي من 10 إلى 15 دقيقة يومياً لجرعة من التفاؤل البنّاء والطاقة المتجددة، يمكنك فعل ذلك عبر الاستماع إلى مقطع بودكاست أو فيديو على يوتيوب يركز على قصص النجاح، أو التخطيط الإيجابي، أو تطوير العقلية.
حوالي أن تركزي جاهدة على محتوى يحفز عقلية النمو وهي الفكرة التي تؤمن بأن القدرات والذكاء يمكن تطويرهما عبر التفاني والعمل الجاد، بدلاً من عقلية الثبات التي ترى أن القدرات فطرية وغير قابلة للتغيير.
-
تحكمي في دائرة تأثيركِ

الماضي خارج عن سيطرتكِ، والتفكير فيه مراراً وتكراراً هو استنزاف لطاقتكِ الثمينة، بدلاً من عيش سيناريوهات ما كان يجب أن يحدث، حوّلي السؤال إلى أداة تقدم، والسؤال الذهبي: ما الذي يمكنني أن أركز عليه وقتي وطاقتي الآن لتحقيق تقدم إيجابي أو تغيير حقيقي في حياتي؟.
هذا المبدأ مستوحى من مفهوم دوائر الاهتمام والتأثير في إدارة الوقت، حيث أن التركيز على دائرة التأثير الخاصة بكِ يوسعها، بينما التركيز على دائرة الاهتمام يزيد من شعوركِ بالعجز.
-
ابدئي بخطوة "الـ 5 دقائق"

كثيراً ما يعيقنا حجم الهدف الكبير ويدفعنا إلى التسويف. بعد تحديد ما يمكنكِ فعله اسألي نفسكِ: ما هي الخطوة الصغيرة والبسيطة التي يمكنني اتخاذها اليوم، والتي لا تتطلب أكثر من خمس دقائق، للبدء في هذا الاتجاه الجديد؟، الهدف ليس إنجاز كل شيء اليوم، بل كسر حاجز المقاومة الداخلية وبدء الحركة، إذا استمر التسويف، قومي بتقليصها إلى دقيقة واحدة فقط، المهم هو البدء الفوري وعدم الوقوع في فخ التفكير المفرط.
-
وثقي واحتفلي بالإنجازات الصغيرة

كل خطوة صغيرة للأمام هي انتصار يستحق الاحتفال، لا تنتظري الوصول إلى القمة لتهنئي نفسكِ، بعد إنجاز مهمة الخمس دقائق أو الخطوة الأولى، كافئي نفسكِ فوراً، هذا الاحتفال البسيط يعزز نظام المكافأة في الدماغ، ويربط شعوركِ الجيد بالتقدم بدلاً من الكمال، هذا يرفع من دوافعكِ وثقتكِ بنفسكِ ويضمن استمراركِ في اتخاذ الخطوات التالية.
-
تعلمي من الماضي دون أن تستسلمي له

الماضي ليس مكاناً للعيش فيه، بل مدرسة للتعلم، بدلاً من الندم على الأخطاء، استخدميها كبيانات لتصحيح مساركِ المستقبلي، واسألي ما هو الدرس الوحيد الذي يمكنني استخلاصه من هذا الموقف، والذي سيساعدني في اتخاذ قرار أفضل في العام الجديد، فوفقاً لعلم النفس الإيجابي، إن تحويل الإخفاقات إلى خبرات تعليمية هو جوهر المرونة النفسية، وهو ما يسمح لكِ بالنهوض أقوى وأكثر حكمة، دون السماح لأخطائكِ بتعريف شخصيتكِ الحالية والمستقبلية.