
اليوم الوطني السعودي 2025: نقطة إنطلاق نحو آفاق جديدة للمرأة السعودية باستخدام هذه المهارات
سيظل اليوم الوطني السعودي هو الدافع لكل امرأة سعودية تسعى دومًا إلى تحدي الحدود، تطوير مهاراتها، والانطلاق نحو آفاق جديدة؛ لأنها ليست فقط مستقبل الوطن، بل حاضره المشرق.
ومع اقتراب هذا اليوم العظيم، الذي ترفع فيه راية الوطن بشموخ واعتزاز، يكون هذا الوقت مثاليًا لها لإطلاق العنان لطاقاتها. وبما أنه ليس مجرد يوم تحتفل فيه بإنجازات وطنها الغالي، بل هو تذكيرها بقدرتها على أن تكون جزءًا من مسيرة التطور والازدهار. لذا، آن الأوان أكثر من أي وقت مضى، أن تستغل كل امرأة سعودية آفاق لا حدود لها للتعلم والنمو.
ومع تطور التعليم وانتشار الفرص، باتّ بمقدورها اكتساب المهارات المستقبلية التي تضعها في المقدمة. سواءً كانت طالبة، موظفة، أو رائدة أعمال، لأن الاستثمار في ذاتها اليوم هو استثمار في مستقبلها ومستقبل الوطن في آن واحد.
من هذا المنطلق، تعرفي عبر موقع "هي" على نظرة شاملة حول كيفية استفادة المرأة السعودية من تطور التعليم خلال الفترة السابقة لتكوننموذجًا ناجحًا في جميع المجالات "من القيادة إلى الابتكار، من الطب إلى الهندسة، من التقنية إلى الفنون"، كذلك أهم المهارات المستقبلية لها لتحقيق نجاحات ملموسة تواكب رؤية 2023، فهذا هو وقتهالتكون الأفضل، لتترك أثرًا، وتبني إرثًا يفخر به الوطن؛ بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات ريماس الحارثي من جدة.
ما هي أبرز المحاور الرئيسية التي ساهمت في استفادة المرأة السعودية من تطور التعليم بصفة عامة؟

ووفقًا لخبيرة تطوير الذات ريماس، لا تزال المرأة السعودية تستفيد من تطور التعليم لتحقيق نجاحات ملموسة عبر عدة محاور رئيسية، مدعومة بجهود حكومية وتغيرات اجتماعية وسياسات تمكّينية، أبرزها:
الوصول إلى التعليم العالي والتخصصات المتنوعة
شهدت المملكة زيادة كبيرة في نسبة النساء الملتحقات بالتعليم العالي، حيث وصلت إلى 70.9 % في عام 2019 مقارنة بـ 25.2 % في عام 2000 .كذلك لم يقتصر الأمر على الكم، بل تنوعت التخصصات التي تلتحق بها المرأة، فلم تعد محدودة بمجالات مثل التدريس والتمريض فقط، بل امتدت إلى التكنولوجيا، الهندسة، ريادة الأعمال، والعلوم الصحية؛ مما أدى هذا التنوع إلى فتح مجالات عمل جديدة للمرأة، وساهم أيضًا في زيادة مشاركتها في سوق العمل.
زيادة المشاركة الاقتصادية ومعدلات التوظيف
ارتفع معدل مشاركة المرأة في سوق العمل من23.2 % في عام 2016 إلى 34.5 % في عام 2023، متجاوزًا الهدف الأولي لرؤية 2030 . كذلك انخفض معدل بطالة النساء من 19 % في 2022 إلى 13 % في 2024، مما يعكس نجاح السياسات الحكومية في دعم تمكين المرأة اقتصاديًا .على سبيل المثال: (برامج مثل "قُرّة" لدعم ضيافة الأطفال و "وصول" لدعم تكاليف النقل) التي ساهمت في تخفيف العوائق التي تواجه المرأة العاملة، مما شجع على دخولها سوق العمل .
التميز في مجالات الابتكار والبحث العلمي
حققت المرأة السعودية إنجازات ملحوظة في مجال الابتكار، حيث حصلت 22 سعودية على براءات اختراع في عام 2024 فقط .كذلك ارتفع النشر العلمي للباحثات السعوديات بنسبة 91 % بين عامي 2019 و2021، ووصلت نسبة الاستشهاد بأوراقهن العلمية إلى 52 %، وخصوصًا في مجالات "العلوم الصحية، الهندسية، وتقنية المعلومات". كما أن مبادرات وزارة التعليم دعمت ريادة المرأة في البحث والابتكار، مما عزز مكانتها في الاقتصاد المعرفي .
الوصول إلى مناصب قيادية وريادية
توّلت النساء مناصب قيادية عليا في القطاعات التعليمية، وتشمل "منصب وكيل وزارة ومدير عموم"، كما عينت أول متحدثة رسمية لوزارة التعليم .أما في القطاع العدلي، فتعمل الآن أكثر من 3538 امرأة، منهن 110 في مناصب إشرافية، بالإضافة إلى أكثر من 2136 محامية. فضلًاعن ذلك، تمتلك 45 % من النساء السعوديات شركات صغيرة ومتوسطة في السعودية، مما يعكس تأثيرهن المتزايد في مجال ريادة الأعمال .
التطور في قطاعات جديدة ومستقبلية
لا تزال تُشكل النساء السعوديات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 28 % من القوى العاملة، مع زيادة مطردة منذ إطلاق رؤية 2030 .علمًا أن نسبة خريجات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وصلت إلى 36.8 % في 2018، وتجاوزت النساء الرجال في تأسيس الشركات الناشئة التقنية بحلول 2021 .أما في قطاع السياحة والضيافة، فتُشكل النساء 45 % من القوى العاملة السعودية في القطاع عام 2023، مقارنة بـ 22 % في 2018 .
الدعم عبر السياسات والبرامج الحكومية
ساهمت سياسات المساواة في الأجور وتوحيد سن التقاعد بين الجنسين ضمن نظام العمل في تهيئة بيئة عمل عادلة .كما أن برامج الابتعاث الخارجي مثل "برنامج خادم الحرمين الشريفين" وفرت فرصًا متكافئة للطالبات للدراسة في أرقى الجامعات العالمية .كذلك المبادرات مثل "تحفيز رائدات الأعمال والابتكار" قدمت الدعم المالي والتدريبي للرائدات الأعمال .
التأثير الاجتماعي والثقافي
ساهم التعليم في رفع الوعي الصحي والاجتماعي للمرأة، مما انعكس إيجابيًا على تحسين جودة الحياة لها ولأسرتها .كذلك دعمت الحملات التوعوية وتغيير المواقف الاجتماعية قيمة تعليم الفتيات، وشجعن الأسر على دعم تعليم بناتهم .وذلك بخلاف المشاركة الواسعة في الأنشطة الثقافية والرياضية، حيث حصلت السعوديات على 1956 جائزة محلية ودولية في المجالات الرياضية .
التعليم المستمر والتعلم الإلكتروني
ساهمت الجامعة العربية المفتوحة وغيرها من المؤسسات التعليمية التي تقدم تعليمًا مرنًا في تمكين المرأة من مواصلة تعليمهابعيدًا عنالقيود الزمنية أو الجغرافية .كذلك ساعدت برامج التدريب المهني والتعليم المستمر المرأة السعودية على تطوير مهاراتها والبقاءبقوةفي سوق العمل المتغير .
ما هي أبرز المهارات المستقبلية لتعزيز نجاحات المرأة السعودية على خطى رؤية 2030؟

وتابعت خبيرة تطوير الذات ريماس، بناءً على التطورات الحالية ومتطلبات رؤية 2030، يمكن تحديد أبرز المهارات المستقبلية التي ستُعزز نجاح المرأة السعودية في المجالات كافة على النحو التالي:
المهارات الشخصية والقدرة على التكيف
- حل المشكلات المعقدة والقدرة على تحليل المشكلات وإيجاد حلول إبداعية.
- التفكير النقدي لتقييم المعلومات واتخاذ القرارات السليمة.
- المرونة والتكيف للتأقلم مع سوق العمل سريع التغير والتطورات التقنية المستمرة.
- الذكاء العاطفيلفهم وإدارة العواطف الشخصية وعواطف الآخرين، مما يعزز العمل الجماعي والقيادة.
المهارات الاجتماعية والتواصل
- التواصل الفعال للتعبير عن الأفكار بوضوح في كافة المجالات.
- التأثير والإقناع لقيادة التغيير وإبرام الصفقات الناجحة.
- بناء الشبكات لخلق فرصجديدةوتطوير المسيرة المهنية.
مهارة التعلم المستمر
- الرغبة الدائمة في تطوير الذات وتعلم مهارات جديدة.
- القدرة على التعلم الذاتي باستخدام المنصات التعليمية عبر الإنترنت لمواكبة الجديد.
المهارات الرقمية والتقنية
- البرمجة وتحليل البيانات
- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
- الأمن السيبراني لحماية البيانات والمؤسسات؛ علمًا أنها أصبحت أولوية وطنية، وهناك طلب متزايد عليها كمهارة أساسية لمستقبل واعد.
مهارات اللغة والاتصالات العالمية
- إتقان اللغات المتنوعة للانفتاح على الأسواق العالمية والتعاون في البحث العلمي والاعمال.
- فهم الثقافات المختلفة للعمل في بيئات متعددة الجنسيات أو التمثيل الدولي للمملكة.
المهارات القيادية والريادية
- إدارة المشاريعمثل منهجيات Agile و Scrum لإنجاز المشاريع بكفاءة.
- ريادة الأعمال والابتكارمثل مهارات بناء نموذج العمل (Business Model) وجذب التمويل وإدارة الشركات الناشئة.
- إدارة الفرق عن بُعد (Remote Team Management) أصبحت ضرورية في عالم العمل الحديث.
مهارات التحليل والتخطيط الاستراتيجي
- تحليل البيانات والقدرة على تفسير البيانات الضخمةواستخراجالمعلومات المهمةلاتخاذ قرارات قائمة على الأدلة.
- التخطيط الاستراتيجي لوضع رؤى طويلة المدى وخطط تنفيذية لها، خاصة في المناصب القيادية.
مهارات متخصصة في القطاعات الواعدة
- التخصص في "القطاع الصحي" سواءً التمريض المتقدم، التكنولوجيا الحيوية، والباحثات في مجال الطب الدقيق.
- الخبرة في قطاع الطاقة المتجددة وتقنيات إدارة الكربون.
- إدارة الفعاليات والتراث الثقافي والضيافة الفاخرة في "قطاع السياحة والترفيه".

وأخيرًا تمتلك المرأة السعودية اليوم فرصة تاريخية لقيادة مستقبل المملكة في جميع القطاعات، وبالتالي تركيزها على تطوير المهارات المستقبلية السالفة الذكر، إلى جانب الدعم غير المسبوق من الحكومة والتغير الإيجابي في النظرة المجتمعية، سيُمكّنها ليس فقط من المشاركة في سوق العمل بل من الريادة والابتكار وقيادة التغيير، مما يعزز مكانتها كركن أساسي في تحقيق رؤية 2030.