هل تخونك حركاتك؟ دليلك لفهم لغة الجسد وقوة الشخصية
لغة الجسد هيشكل من أشكال التواصل غير اللفظي. حيث يمكن كشف مشاعر ونوايا أي شخص يقف أو يجلس أمامنا من خلال السلوكيات الجسدية العفوية والتلقائية غير المتعمّدة. مثل تعابير الوجه، والوضعية، والإيماءاتالتي يستخدمها الأشخاص للتعبير عن المشاعر والنوايا والمعلومات دون استخدام الكلمات. كما يمكن أن تشمل حركات العين واللمس واستخدام المساحة.كذلك غالبًا ما تكون غريزية أكثر منها واعية.
إن فهم لغة الجسد بالعموم يتيح فهمًا أعمق للأفكار والمشاعر غير المنطوقة، مُكمِّلًا التواصل اللفظي، ومشكِّلًا لكيفية إدراكنا للآخرين وكيفية تفسيرنا لهم. بالإضافة إلى بناء جسور مختصر لوصول أسرع إلى الغاية من العلاقة الإنسانية عبر منح الطرف الآخر الطمأنينة التي يحتاجها ليكون اكثر تعاونًا ومقبولية.
كيفية فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه
فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه يحتاج إلى خبرة ومعرفة تتيحهما الخبرة والممارسة أو العلم. كما نفعل الآن في هذه المقالة. وهناك العديد من الكتب والمراجع في هذا العلم مثل كتاب The Body Language Bookتأليف آلان بيز وباربرا بيز، وهو من أهم الكتب في فهم حركة الناس وتفسير سلوكياتهم ويوضح كيفية قراءة المشاعر والميول لديهم. كذلك كتاب What Every Body Is Saying وهو أيضًا مرجع هام في فهم لغة الجسد، حيث يساعد في تفسير سلوكيات الآخرين من خلال تعبيراتهم وحركاتهم.
بالإضافة إلى ذلك هناك كتب عربية في لغة الجسد مثل كتاب "لغة الصمت: دراسة في أسرار لغة الجسد وفنونها"تأليف زهرة وهيب خدرج.وكتاب "الفراسة في معرفة لغة الجسد"تأليف محسن عقيل. وكتاب "لغة الجسد" لإبراهيم الفقي، الذي يقدم شرحاً لمبادئ لغة الجسد ويعتبر من الكتب التي تسهم في تطوير مهارات القارئ في فهم الآخرين.
أهمية لغة الجسد
لغة الجسد تكشف عن المشاعر غير المعلنة وهيتقدم أدلة على ما يفكر فيه شخص ما أو يشعر به حقًا، حتى لو كانت كلماته تقول شيئًا مختلفًا. بالإضافة إلى ذلم تقوم بإضافة طبقات من المعنى للحوار أوالخطاب المتبع. حيث يمكن للغة الجسد أن تعزز أو تناقض أو تحل محل ما يُقال لفظيًا. كما يقوم ببناء جسور التواصلويمكن أن تساعد لغة الجسد الإيجابية في بناء الثقة والاتصال مع الآخرين. كما قد تؤدي لغة الجسد السلبية إلى فقدان الثقة وقطع الاتصال مع الآخرين.
كذلك تقوم لغة الجسد بتعزيز التواصل،ويعتبر فهم لغة الجسد واستخدامها بشكل فعال يمكن أن يؤدي إلى تواصل أكثر فعالية واكتمالاً. هذا بالإضافة إلى التأثير على الإدراك، ويمكن أن تحدد الانطباع الأول الذي يأخذه الناس عنا. وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن تكون هذه اللغة مدروسة ومحسوبة الحساب خصوصا خلال المقابلات المهمة مع شخصيات مهمة.
عناصر لغة الجسد
تتنوع عناصر ومفردات لغة الجسد تعابير الوجه إلى العديد من الأنواع. فهناكالوضعيةالتي يقف أو يجلس عليها الشخص. بالإضافة إلى الإيماءات والحركات التي تصدر عنه سواء يديه أو رأسه أو رجليه أو جسده ككل.كذلك التواصل البصري وحركة العين واتجاهات الرؤية، وهل ينظر الشخص بشكل مباشر في العين أو ينظر للأعلى أو الأسفل أو إلى شيء آخر غير المتكلم معه. وعناصر أخرى سنفصلها في الأسطر التالية.
-
تعابير الوجه:
يمكن للابتسام أو للعبوس أو لنظرة أن تنقل مجموعة واسعة من المشاعر. فابتسامة صادقة في الوقت المناسب تعكس ثقة بالنفس وتساعد على بناء علاقات إيجابية. أما ابتسامة صفراء أو ضحكة فير مبررة قد تفشل الاجتماع أو اللقاء.
-
وضعية الوقوف أو الجلوس:
إن طريقة الوقوف أو الجلوس قد تشير إلى الثقة أو التوترأو الانفتاح. أو قد تشير إلى عكس ذلك.فطريقة الوقوف أو الجلوسمفتاح أساسي من مفاتيح لغة الجسد، ولكل وضعية معنى وتفسير محدد يكشف لنا حقيقة مشاعر الشخص.
-
الإيماءات :
يمكن لحركات اليد أو الكتف أو الجذع أو القديمين وغيرها من الحركات الجسدية التأكيد على نقطة ما أو نقل رسالة ما. وبغض النظر عما إذا كانت الحركات والإيماءات مقصودة أو عفوية فإنها تفكك شفرة الشخص الذي أمامنا وتخبرنا بحقيقة مقصده ومشاعره.
-
التواصل البصري:
التواصل البصري واتجاهات الرؤية ومحط نظرات الشخص الذي أمامنا تشير بوضوح إلى الاهتمام أو الانتباه أو عدم الراحة. ويمكن لنا من خلال تتبع نظرات الشخص وموضعها إدراك طبيعة المشاعر والحالة النفسية التي يمر بها الشخص الذي معنا.
-
المساحة:
إن المسافة التي تحافظ عليها بينك وبين أي شخص قد تشير إلى مدى ارتياحك معه. فالقرب يعني الارتياح الرغبة في التقرب والبعد يعني القلق والخوف والرغبة في الابتعاد.
-
اللمس:
يمكن أن تنقل اللمسة الجسدية، مثل المصافحة والصفقة والتخميس والقبضة والتشبيك المثير من المشاعر والأفكار عن التودد والتواصل أو التأكيد.
كيفية الاستفادة
يجب أن تكشف لغة الجسد عن الثقة بالنفس وقوة الشخصية من خلال الحفاظ على وضعية مستقيمة مع رأس مرفوع.كذلك إجراء تواصل بصري مباشر بدون تحديق أو نظرات زائغة، وتقديم مصافحة قوية وثابتة. كما أن لغة الجسد المفتوحة، كعدم تقاطع الذراعين، والإيماءات المُتحكّم بها، والاسترخاء في الحركة، كلها تظهر الثقة والهدوء.
كما تشمل الحركات والسلوكيات التي تكشف عن قوة الشخصية والثقة بالنفس اتخاذ وضعية جسم حازمة مع ثبات في الجسم ووزن متوازن. وحركات هادفة وقليل من التململ، والتواصل البصري غير الحاد الذي يُشير إلى المشاركة، واتباع وتيرة ثابتة عند المشي أو التحدث. كما أن الإشارات غير اللفظية، مثل إبقاء اليدين خارج جيوبك وعدم شبك ذراعيك، تُبرز الثقة بالنفس.
عناصر الثقة
من أهم عناصر الثقة التي تبدها لغة الجسد؛ الوضع الحازم، وذلك بالوقوف مع مباعدة القدمين بعرض الكتفين، مع توزيع الوزن بالتساوي. مع تجنب التحرك بشكل متوتر، واتخاذ خطوات أكبر، وإبعاد يديك عن جيوبك أو حقيبتك. بالإضافة إلى إجراء اتصال بصري مباشر وواثق دون التحديق بشدة، أو عقد الذراعين، فهذا قد يُشير إلى موقف دفاعي. بدلًا من ذلك، أبقِ يديك ظاهرتين، ووقفتك مفتوحة للآخرين.
كذلك نحافظ على الظهر مستقيماً والكتفين للخلف، والرأس مرفوع. وهذا الموقف يُظهر الثقة بالنفس ويعطي انطباعًا إيجابيًا. وعند القيام بإجراء اتصال بصري مباشر مع الآخرين دون تحديق، مما يدل على الصدق والانتباه والاستعداد للاستماع. أيضًا المصافحة القوية والثابتة تعكس ثقتك بنفسك وشخصيتك القوية
محترزات أساسية
يجب تجنب حواجز الجسد مثل تقاطع الذراعين، وفتح الصدر بشكل يوحي بالاهتمام والانفتاح. مع التحكم في حركات اليدين والابتعاد عن الحركات العصبية والمتكررة مثل لمس الشعر أو اللعب بالملابس، فهذه الحركات تدل على التوتر والقلق. أيضًا يجب تجنب التوتر والقلق في الحركات، والتحدث بهدوء والتنفس بانتظام لإظهار شخصيتك الهادئة والواثقة. وعند الجلوس،يجب محاولةالظهور بوضعية مفتوحة ومستقيمة، مثل وضع كاحل واحد فوق الآخر، مما يعكس سيطرة واسترخاء.
