
وداعاً لقلق الرقمنة: 4 خطوات لمرونة ذهنية تحميكِ من إجهاد التكنولوجيا
أصبحنا ننظر في هواتفنا أكثر مما ننظر لمن حولنا، ونستغرق وقتا مع التطبيقات الإلكترونية على اختلاف أنواعها، أكثر من الوقت الذي نمضيه مع العائلة أو الأصدقاء وحتى الزملاء في العمل، نعم إن العالم من حولنا يسير بسرعة جنونية،وظهور التكنولوجيا الجديدة، من الذكاء الاصطناعي إلى التطبيقات الحديثة، يجعلنا نشعر بضرورة الركض للحاق بالزمن، الأمر الذي قد يثير قلقاً وضغطاً حول المستقبل.
لكن الخبر الجيد هو أن لديكِ عزيزتي القدرة على قيادة هذا التغيير بدلاً من أن يسيطر عليكِ، ومفتاحك السحري اليوم هو "المرونة الذهنية".
ما هي المرونة الذهنية؟
المرونة الذهنية، ببساطة هي "قدرتكِ على تغيير طريقة تفكيركِ بسهولة لتتناسب مع المواقف الجديدة والمتغيرة"، وفي تعبير وتعريف آخر هي "القوة التي تجعلكِ هادئة، مبدعة، ومستعدة لاستقبال أي تحدٍ جديد بابتسامة وثقة".
أساسيات القوة الذهنية الهادئة
لتحافظي على هدوئكِ وتألقكِ، أنتِ بحاجة لبناء "درع ذهني" قوي، هذا الدرع يتكون من ثلاثة أشياء أساسية ومؤكدة في علم النفس:
أ. تبني عقلية النمو
لا تقولي لنفسكِ أبداً: "أنا لا أستطيع تعلم هذه التكنولوجيا"، عقلية النمو تعني أنكِ تؤمنين بأن قدراتكِ وذكائكِ قابلة للتطور دائماً بالجهد، انظري إلى أي تحدٍ تكنولوجي جديد على أنه فرصة رائعة لإضافة مهارة جديدة، وليست عقبة، هذه النظرة الإيجابية هي أول خطوة نحو الهدوء، تمثلي قول الشاعر: "وتعظُم في عين الصغير صغارُها وتصغُر في عين العَظيم العظائم".
ب. القدرة على التكيف والتحرر
إن من تعريفات المرونة هي أن تكوني قادرة على إيجاد أكثر من حل واحد للمشكلة،فإذا لم تنجح طريقة عملكِ القديمة مع الأدوات التكنولوجية الجديدة، فلا تتمسكي بها،وكوني مستعدة لـتعديل أسلوبكِ، والبحث عن طرق عمل جديدة ومبتكرة، التكيف يعني أن تكوني مثل الماء، يتخذ شكل الوعاء الذي يُصب فيه، "عليكِ التأقلم" لتواصلي طريق النجاح.
ج. ممارسة اليقظة الذهنية
قلنا إن اليقظة الذهنية هي القوة التي تجعلكِ هادئة ومبدعةومستعدة لأي تحدٍ بثقة، وفي لحظات الضغط، التكنولوجيا الحديثة تجعلنا نفكر في ألف شيء في آن واحد،واليقظة الذهنية هنا أن تعودي بوعيكِ إلى اللحظة الحالية، عندما تشعرين بالقلق، توقفي لثوانٍ، تنفسي بعمق، ولا تحاولي الهروب من شعور القلق، بل راقبيه بهدوء، هذا يساعدكِ على ضبط انفعالاتكِ والتفكير في المشكلة بعقلانية، بدلاً من التفاعل المتسرع.
4 خطوات لتصبحي خبيرة في حياتكِ
الأمر لا يتعلق فقط بالمعرفة، بل بالتطبيق، نسرد لك أدناهاستراتيجيات بسيطة وفعالة، لتضعك على أول درجات سلم الخبرة في مجالك الذي تعملين أو تحبين.
-
التعلم المستمر أولوية
لا تنتظري حتى تحتاجي لتعلم أداة جديدة، خصصي وقتاً منتظماً حتى لو كان 20 دقيقة في اليوم، لتعلم شيء جديد يتعلق بالرقميات أو الذكاء الاصطناعي، كلما زادت معرفتكِ، قلّ شعوركِ بالخوف والتهديد من التغيير.
-
لا تتبعي خطة جامدة
في عالم التكنولوجيا السريع والمتغير، الخطط الطويلة قد تنهار في أسبوع، تعوّدي على العمل بمرونة، الأفضل أن تقسّمي أهدافكِ الكبيرة إلى خطوات صغيرة، بعد كل خطوة صغيرة، توقفي لتقييم النتائج وتعديل خطتكِ إذا لزم الأمر، هذه السرعة في التعديل هي جوهر المرونة التي تحدثنا عنها سالفا.
-
بناء شبكة دعم قوية
المرأة القوية لا تعمل بمفردها،لذا عليك سواء في العمل أو الحياة، أن تبني علاقات إيجابية وطيدة مع من حولكِ، في المجال الرقمي، يعني هذا الانضمام لمجموعات مهنية أو تعليمية،فعندما تواجهين تحدياً تكنولوجياً، ستجدين الدعم والمساعدة وحلولاً سريعة من خلال التعاون.
-
التركيز على إنجاز كل يوم
التحولات التكنولوجية ضخمة، وقد تجعلكِ تشعرين بالضياع، لمواجهة هذا، حددي هدفاً صغيراً وواقعياً يجب إنجازه كل يوم، هذا التركيز على النتائج الملموسة يمنحكِ شعوراً قوياً بالسيطرة والإنجاز، ويخفف من القلق العام الذي يسببه المستقبل غير الواضح.
نصيحة أخيرة:
عزيزتي: أنتِ لستِ مجرد مستهلكة للتكنولوجيا، بل قائدة ومهندسة للتغيير، التكنولوجيا اليوم تمنحكِ فرصة رائعة لكسر الحواجز الجغرافية والمهنية، وباستخدام المرونة الذهنية، أنتِ لا تحافظين على هدوئكِ فقط، بل تحوّلين كل تحدٍ تكنولوجي إلى أداة لتمكينكِ والارتقاء إلى مستوى جديد من الإبداع والنجاح، وحتىتنطلقي بثقة وتتألقي في هذا العصر عليك امتلاك عقل مرن قابل للاستيعاب والتغيير.