الاستثمار في الذات يعزز من الثقة في النفس في زمن المقارنات

9 خطوات سهلة لتعزيز ثقتك بنفسك في زمن المقارنات

ريهام كامل

هل من الممكن أن تتراجع الثقة بالنفس أمام سيل الصور ومقاطع الفيديو المختلفة التي يشاركها الآخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ في العصر الرقمي الذي نحيا فيه أصبحت المقارنات جزءًا من حياتنا اليومية. البعض قد يتأثر بها، وقد تتزعزع الثقة بالنفس لديهم، وهنا تكمن الخطورة، لأنه لا يمكن تقييم النفس من خلال الآخرين. تُرى كيف يمكنك الحفاظ على الثقة بالنفس في زمن المقارنات؟

إن الحفاظ على الثقة بالنفس في زمن المقارنات ليس أمرًا مستحيلًا، بل هو قرار ووعي يتجدد كل يوم بداخلك، وهذا ما سنسلط عليه الضوء في السطور التالية التي أتمنى أن تكون داعمة لكِ في تعزيز ثقتك بنفسك، والخروج من حيز المقارنات بسلام.

الامتنان وتقدير النعم يحول بينك وبين التأثر بالمقارنات

كيف تعززين تقديرك لذاتك بعيدًا عن ضغوط المقارنات؟

يكمكنك ذلك من خلال الخطوات التالية:

  • إدراك أن المقارنة ليست عادلة

عندما تنظرين إلى حياة الآخرين على منصات التواصل الاجتماعي، فأنتِ في الحقيقة ترين فقط الجزء الذي أرادوا إظهاره. الصور المعدلة، واللقطات المختارة بعناية التي ليست بالضرورة أن تكون مرآة تعكس الواقع الذي يعيشونه. وبالتالي فإن أي مقارنة بين نفسك وبين هذه الصور تعتبر غير عادلة. انتبهي انت لا تستحقين ذلك!

إن إدراكك لهذه الحقيقة هو الخطوة الأولى نحو بناء الثقة بالنفس في زمن المقارنات.

  • التركيز على رحلتك الخاصة

نجاح الآخرين لا يعني فشلك، بل يعني أن أهدافهم قد تحققت بصورة ما تمنوها، وأن الوقت لم يحن بعد لتحقيق أهدافك والوصول إلى ما تحلمين به. لذا، وبدلاً من قياس نفسك بما حققه غيرك، حددي أهدافك، وركزي في تحقيقها، فمن  شأن ذلك أن يمنحك الشعور بالرضا وأن يقوي إيمانك بذاتك.

  • جعل الامتنان عادة يومية

ممارسة الامتنان واحدة من أقوى الأدوات التي تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الثقة بالنفس في زمن المقارنات. لذا اجعليه عادة يومية، بالتركيز في النعم التي حباكِ الله عز وجل بها، فمن شأن ذلك أن يعيد إليكِ التوازن النفسي ويزيد شعورك بالرضا الداخلي.

  • تقدير الانجازات الصغيرة

هل تعلمين غاليتي أن الإنجازات الصغيرة المتراكمة هي التي تصنع الشعور العميق بقيمتك. لا تستهيني بها أبدًا، وخصصي دفترًا لتسجيلها مهما كانت بسيطة واحتفلي بها.

ما يعرضه الآخرين من انجازات على مواقع التواصل ليس بالضرورة أن يكون حقيقيًا

  • تقليل وقت الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي

خطوة جريئة وضرورية، أنتِ بحاجة إلى تقليل الوقت المنقضي في تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي، لأنه باب مفتوح للمقارنات. من المهم وضع حدود صحية لاستخدام مثل هذه المواقع، وعدم التأثر بها. ستجدين أن الثقة بالنفس في زمن المقارنات بمجرد غلق هذا الباب.

  • الاستثمار في الذات

عليكِ بالاستثمار في ذاتك، لأن تعزيز الثقة بالنفس لا يعتمد على الأفكار فحسب، بل يحتاج إلى خطوات عملية. لذا، تعلمي مهارة جديدة، مارسي الرياضة، اقضي وقت كافي في تذكر هواياتك المفضلة وممارستها. هذه الأنشطة تمنحك شعورًا بالإنجاز وتزيد من إيمانك بذاتك.

  • الإحاطة بأشخاص إيجابيين

من المهم أن تحيطي نفسك بأشخاص داعمين، يشجعونك ويذكرونك بقيمتك الحقيقية. الصداقة الصحية هي مرآة تعكس أجمل ما فيك وتبعدك عن دوامة المقارنات. لذا اختاري من هم في دائرة علاقاتك بدقة وعناية.

  • الاهتمام بالرعاية النفسية

في بعض الحالات ينتج فقدان الثقة بالنفس نتيجة ضغوط متراكمة أو صدمات سابقة. في هذه الحالات، لا مانع من طلب المساعدة من مختص نفسي. العلاج النفسي أو جلسات الدعم يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس في زمن المقارنات واستعادة التوازن العاطفي.

  • الإيمان بأنكِ كافية كما أنتِ

أنتِ كافية، قيمتك لا تُقاس بعدد الإعجابات أو الإنجازات المعلنة كما يفعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بل بما تحملينه في داخلك من قوة ومواهب ومشاعر صادقة. عندما تؤمنين بذاتك، يصبح تأثير المقارنات الخارجية أضعف بكثير.

خلاصة القول:

الحفاظ على الثقة بالنفس في زمن المقارنات يحتاج إلى وعي ذاتي، وتغيير في العادات، وإيمان عميق بأن لكل إنسان رحلته الخاصة. المقارنة المستمرة لن تضيف شيئًا إلى حياتك سوى القلق والضغط النفسي، بينما التركيز على رحلتك الخاصة والامتنان لما لديك والاستثمار في ذاتك سيجعل ثقتك بنفسك أقوى من أي وقت مضى.

تذكري أنكِ النسخة الأفضل بايمانك بذاتك، وحرصك على تطويرها ورعايتها نفسيًا. بذلك ستستطيعين حتمًا تعزيز تقتك بنفسك في زمن المقارنات.