
التفكير التصميمي بوصلة إبداعية لتحويل أحلامكِ إلى إنجازات ملموسة بهذه الخطوات
هل تعلّمين أن التفكير التصميمي لا يحتاج إلى موارد خارقة، بل إلى فضولٍ يدفعكِ للاستكشاف، وشجاعةٍ لاختبار الأفكار؟ والأهم أن ترّي نفسكِ كمبتكرة لحياتكِ، حيث كل إنجازٍ مهما كان صغيرًا هو نموذج أولي يُقرّبكِ من نسختك الأفضل.
فهل أنتِ مستعدة لتحويل أحلامكِ إلى رحلة قابلة للهبوط؟. عمومًا، قد تكون رحلة تحويل الأحلام إلى إنجازات أشبه ببناء قاربٍ في وسط المحيط؛ لكن ماذا لو امتلكتِ بوصلة إبداعية تُرشدكِ إلى اليابسة؟ هنا يأتي دور التفكير التصميمي؛فهو ليس مجرد منهجية عمل، بل فلسفة حياة تُمكِّنك من تحطيم الحواجز بين "ما تتخيليه" و"ما تصنعيه". لذا،كل ما تحتاجينه هو أن تبدئي من حيث أنتِ، وأن تضعّي قدميكِ على أول عتبة في سلم التصميم.
وبالتالي، إذا كان لديكِ حلم يُلوح في الأفق مثل نجمةٍ بعيدة، وتشعرين أنه يُضاء في سماء أحلامك لكنك لا تعرفي كيف تصلين إليه؛ فما عليكِ سوى تتبّع السطور القادمة عبر موقع "هي" للتعرفي على كيفية استخدام التفكير التصميمي لتحويل أحلامكِ إلى إنجازات ملموسة، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
لماذا التفكير التصميمي لتحقيق أحلامكِ على ارض الواقع؟

ووفقًا للدكتور مصطفى، التفكير التصميمي (Design Thinking) هو منهجية حل مشكلات مُركَّزة على الإنسان، تهدف إلى فهم احتياجات المستخدمين بعمق، وتوليد حلول مبتكرة ومستدامة تلبي هذه الاحتياجات. يعتمد على التفكير الإبداعي والتعاون بين التخصصات المختلفة، مع التركيز على التجربة العملية والتكرار لتحسين الحلول؛ لتحقيق التالي:
- يُحوّل الضباب إلى خريطة، فبدلًا من الغرق في عمومية الأحلام "أريد تغيير العالم"، يساعدكِ على تفكيكها إلى خطواتٍ ملموسة؛ على سبيل المثال "كيف أبدأ مشروعًا بيئيًا في منطقة سكني؟".
- يُشرككِ في حوارٍ مع نفسكِ؛كأنكِ "مصممة" لحياتكِ، لتكتشفي نقاط قوتكِ، مخاوفكِ، وما يجعلكِ فريدة.
- يجعل فشلكِ وقودًا لنجاحكِ، فلا تنتظري الكمال، بل يشجّعكِ على البدء بخطوةٍ صغيرة، وتعديل مساركِ مع كل تجربة.
ما هي المراحل الرئيسية للتفكير التصميمي ومميزاته؟

وتابع دكتور مصطفى، عادةً ما تكون مراحله الرئيسية متداخلة وغير خطية؛ على سبيل المثال:
- التعاطف(Empathize) : دراسة احتياجات المستخدمين وسياقهم عبر الملاحظة والمقابلات.
- التعريف (Define) : تحديد المشكلة الأساسية بناءً على فهم المستخدم.
- التفكير الإبداعي (Ideate) : توليد أفكار متنوعة من دون تقييم مبدئي.
- النمذجة (Prototype) : بناء نماذج أولية بسيطة للحلول المقترحة.
- الاختبار (Test) : تجربة النماذج مع المستخدمين وجمع الملاحظات للتطوير.
أما عن مميزاته، فهي كالتالي:
- مرن:يُناسب مشكلات معقدة وغير واضحة المعالم.
- تعاوني:يُشجع على العمل بين فرق متعددة التخصصات.
- عملي:يعتمد على التجربة والتعلم من الأخطاء.
- مبتكر: يُحفز الخروج عن الحلول التقليدية.
ما هي الخطوات العملية للاستفادة من التفكير التصميمي؟

أشار دكتور مصطفى، إلى أنه يُمكن استخدام التفكير التصميمي لتحويل الأحلام المجردة إلى إنجازات ملموسة عبر تطبيق مرحلته بشكل منهجي على أهدافكِ الشخصية أو المهنية. إليكِ خطوات عملية وفعّالة:
التعاطف مع ذاتكِ (Empathize) .. افهّمي حلمكِ بعمق
اسألي نفسك "لماذا هذا الحلم مهم لكِ؟ ما القيم أو المشاعر المرتبطة به؟ (على سبيل المثال: "أريد تأسيس مشروعي الخاص" قد يعكس رغبتكِ في الاستقلالية أو الإبداع)؛ كذلك ما العقبات الداخلية أو الخارجية التي تعترضكِ؟ ( على سبيل المثال: الخوف من الفشل، نقص الموارد). وهنا يمكنكِ كتّابة يومياتكِ لتحليل دوافعكِ ومخاوفكِ، كذلك التحدث مع أشخاص حققوا أحلامًا مشابهة لفهم تجاربهم.
التعريف (Define) .. صيغّيحلمكِ كـمشكلة قابلة للحل
حوِّلي الحلم العام إلى أهداف محددة وواقعية باستخدام عبارات مُركزة؛ على سبيل المثال: "كيف يُمكنني تطوير مهارة البرمجة خلال ٦ أشهر لأحصل على وظيفة في مجال الذكاء الاصطناعي؟، كيف يُمكنني تحقيق التوازن بين عملي الحالي وتعلُّم البرمجة؟".
التفكير الإبداعي (Ideate) .. ابتكّري مسارات متنوعة

اكتّبي كل الأفكار "حتى الغريبة"من دون انتقاد، استخدمي الخرائط الذهنيةلربط أفكاركِ، تصوّري المستقبل وتخيَّلي نفسكِ بعد 5 سنوات وقد حققت الحلم، واسألي نفسكِ ما الخطوات التي اتبعتها؟. على سبيل المثال: الحلم "السفر حول العالم"؛ وهنا يُمكنكِ "العمل عن بُعد، تعلُّم لغة جديدة، إنشاء مدونة سياحية، التعاون مع جهات تُموّل الرحلات".
النمذجة (Prototype) .. حوِّليأفكاركِ إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ
قسّمي الحلم إلى تجارب مصغرة. على سبيل المثال: تحويل حلم ("إطلاق كتابك الأول" إلى واقع: "النموذج الأوليكتابة مقال أسبوعي على مدونتك، نموذج آخر إنشاء حساب إنستجرام لقصص قصيرة". هنا ابدئي بالأسهل، اختاري فكرة سريعة التنفيذ لاختبار جدواها وزيادة ثقتك بنفسك).
الاختبار (Test) .. تعلَّمي من تجربتكِ وحسّني قدراتكِ
جرّبي النموذج الأولي، على سبيل المثال: إذا كان حلمكِ "فتح مقهى"، ابدئي ببيع القهوة من منزلكِ لأصدقائكِ، أو شاركّي في سوق محلي. اسألي عن التغذية الراجعة "ما الذي نجح؟ وما الذي يحتاج تحسينًا؟. عدّلي وكّرري، ولا تترددي في تغيير خطتكِ أو حتى الحلم نفسه بناءً على ما تتعلميه.
التكرار (Iterate) .. لا تتوقّفي عند الفشل الأول
بما أن التفكير التصميمي يعتمد على التطوير المستمر، فتأكدي أن الفشل جزء من الرحلة. على سبيل المثال: إذا لم تنجحي في إنشاء مشروعكِ الأول، استخدمي الدروس المُستفادة لإطلاق نسخة مُحسَّنة.
ما هي الأدوات المساعدة لتُحققي أقصى استفادة من التفكير التصيمي؟

أوضح دكتور مصطفى، أن الفلسفة الأساسية للتفكير التصميمي تعتمد على أن "الحلم ليس نقطة وصول، بل رحلة من التجارب والتعديلات". وبما أن النجاح يأتي من "الاستمرارية + المرونة + التعلم من الواقع"؛ لذا يُمكن اعتماد أي امرأة أوفتاة على الأدوات المساعدة التالية:
- لوحة الرؤية (Vision Board) : صوّري أحلامكِ بصور واقتباسات تحفزكِ.
- إطار (SMART) : اجعّلي أهدافكٍ محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، ومرتبطة بزمن.
- تطبيقات التتّبع:مثل Notion أوTrelloلتنظيم الخطوات.
وأخيرًا، تخيّلي هذا السيناريو:
- حلمكِ: "أن تصبحي مُتحدثًة مؤثرًة".
- الواقع: خوفكِ من الجمهور يحبس صوتكِ
الحل بالتفكير التصميمي:
- التعاطف: تكتشفي أن مخاوفكِ نابعة من تجربة مدرسية مُحرجة.
- التحديد: تُركّزي على "كيف أتحدث لمدة دقيقتين أمام 3 أشخاص بحماسة؟".
- النمذجة: تبدئي بتسجيل فيديو قصير لنفسكِ، ثم تعرضيه على أصدقاء مقرّبين.
- التكرار: تحوّليه تدريجيًا من مجموعة صغيرة إلى جمهور أوسع؛ حتى تصعدّي إلى المنصة.