من بينها التركيز على الأولويات وخطوات أخرى...كيف تصنعّين مستقبلكِ من خلال قراراتك؟
اتخاذ القرارات هو عملية الاختيار الناجح بين أمرين، وهو المقدرة على الاختيار بين حلّين أو أكثر لمشكلة معيّنة؛ ويعتمد على أحد العاملين التاليين أو كلاهما: الحدس وهو الرجوع إلى المشاعر الغريزية عند اتخاذ قرار معيّن؛ إذ يصفه البعض بالحاسة السادسة، وربما يتخيّلونه كقدرة خارقة، إلا أن الحدس يأتي في واقع الأمر من مزيج من خبرات سابقة وقيم شخصية يمتلكها الفرد.
والعامل الثاني هو المنطق الذي يعتمد على استخدام الأرقام والحقائق المتوافرة حول مشكلة أو قضية معيّنة لاتخاذ القرار المناسب لحلّها.
وبما أن اتخاذ القرارات يتطلب الموازنة بين الحدس والمنطلق في معظم الأحيان للوصول إلى قرارات سليمة وصائبة؛ لذا يجب عليكِ إتقان خطوات اكتساب مهارة اتخاذ القرات، لتعزيز ثقتك بنفسك ووصولك إلى ما تطمحين إليه بثبات وعزيمة ونجاحات لا مثيل لها.
لذا تعرفي معنا عبر موقع " هي " على خطوات بسيطة وعملية ستجعلك قادرة على اتخاذ قرارات تصنع مستقبل باهر بين يديكِ؛ وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
خطوات تقودك إلى اتخاذ القرارات الصائبة
وبحسب دكتور مصطفى، تتضمّن عملية اتخاذ القرار الخطوات التالية؛ إذ يُمكنك اتباعها كلّها أو بعضها بحسب القضية أو المشكلة المطروحة أمامك، وذلك على النحو التالي:
- حددي المشكلة، أو التحدي أو الفرصة المتاحة.
- ضعي قائمة بجميع الحلول الممكنة.
- قييّمي تكاليف وإيجابيات وسلبيات كلّ خيار من الخيارات المطروحة.
- اختاري حلّ واحد أو إجابة مناسبة من بين الحلول المقترحة.
- قييّمي أثر القرار المتخذ وإجراء أي تعديلات أو تغييرات ضرورية.
مهارة اتخاذ القرارات بين يديكِ بإتباع خطوات أخرى
وأضاف دكتور مصطفى، على الرغم ممّا يعتقده البعض من أن اتخاذ القرار هو مهارة فطرية يولد بها الفرد، إلا أنّه في الواقع مهارة مكتسبة تتطوّر وتنمو مع التدريب والتمرين. إن كنتِ ممّن لا يُحسّن اتخاذ القرارات، ويُشعرنّ بالحيرة عند الاختيار بين أمرين أو أكثر؛ فلا تقلقي، الخطوات العملية والبسيطة التالية، ستساعدك على تطوير مهارتك في اتخاذ القرارات، وذلك على النحو التالي:
الخطوة الأولى: اجمعي معلومات كافية عن الموضوع
قبل أن تبدأي في التفكير باتخاذ قرار معيّن، احرصي أولًا على فهم كل العوامل والجوانب المتعلّقة بهذه القضية أو المشكلة. تحدثي مع الأطراف ذات العلاقة، واجمعي المعلومات الكافية التي تحتاجين إليها. لكن لا تتخذي أبدًا قرارًا دون أن تكوني على دراية بكامل جوانب القضية.
الخطوة الثانية: تجنبي اتخاذ القرارات المبنية على العاطفة
إن كنتِ تُستثمرين عاطفيًا في الموقف أو المشكلة التي أمامك، فقد يصبح تفكيرك مشوّشًا، ويقودك ذلك إلى اتخاذ قرارات خاطئة؛ لذا تجنّبي التفكير المتسرّع، واستعيني بدلًا من ذلك بالتفكير العقلاني، وفكّري بالوقائع والحقائق بدلًا من التفكير في مشاعرك ورغباتك الخاصة.
الخطوة الثالثة: خذّي وقتًا كافيًا لاتخاذ القرار
قد تشعرين أحيانًا أنكِ مستعجلة لاتخاذ قرار معيّن، غير أن بعض هذه القرارات تكون كبيرة ومهمّة، بل أيضًا مصيرية. لذا لا تتعجّلي في مثل هذه الموقف، وخذي وقتًا كافيًا للتفكير في الأمر، وتذكّري أنكِ لستِ مجبرة على اتخاذ قرار ما قبل أن تكوني مستعدّة له بما فيه الكفاية. لكن لا تؤجليه أيضًا بحجة أنكِ لستِ مستعدة بعد. الفكرة عي أن توازني بين الحالتين لتتخذي القرار المناسب في الوقت المناسب.
الخطوة الرابعة: فكّري في الموقف على المدى البعيد والقصير
تُركّز أغلبية النساء على النتائج القريبة لاتخاذ القرارات؛ من دون التفكير فيما قد يحصل على المدى البعيد، الأمر الذي يجعلهن يندمن على قراراتهن فيما بعد. لنفترض مثلًا أن لديكِ مهمّة في وظيفتك يتعيّن عليكِ إتمامها قبل نهاية الأسبوع، وطلب منكِ أصدقاؤك مرافقتهم في نزهة ما. أنتِ ترغب في الذهاب حقًا، ولكن إن فعلتِ فستتأخري في تسليم مهمّتك.هنا لابد أن تنظري لنتائج قرارك على المدى القصير والبعيد على حدّ السواء، وليس غير ذلك.
الخطوة الخامسة: قارنّي بين إيجابيات وسلبيات قراراتك
قبل أن تتخذي أي قرار؛ أحضري ورقة وقلمًا، واكتبي سلبيات وإيجابيات قرارك، ثمّ قارنّي بينها لتتوصلي إلى القرار السليم.؛ لنفترض مثلًا أنكِ ترغبين في الحصول على وظيفة إضافية بعد انتهاء دوامك الرسمي في عملك الحالي. لكنك لم تتخذي قرارًا حاسمًا بعد؛ وهنا عليكِ ن تختاري الحل الأنسب الذي يعود عليكِ بأكبر نفع ممكن
الخطوة السادسة: ركزي على الألويات
عندما تتخذي قرارًا ما، احرصي على ترتيب أولوياتك ذات العلاقة بهذا القرار من الأهمّ إلى الأقل أهمية. حينما تعي تمامًا ما هو الأكثر أهمية لكِ في هذا الموقف، ستُصبح عملية اتخاذ القرار أسهل عليكِ.
الخطوة السابعة: فكّري في البدائل
ابتعدي عن انتهاج أسلوب الأبيض أو الأسود في التفكير، فالحياة مليئة بالمناطق الرمادية. قد تعتقدين أن تملكي خيارين فقط لحل مشكلة معيّنة أو اتخاذ قرار بشأن موقف ما؛ لكن ذلك غير صحيح. هنالك آلاف الحلول لكلّ مشكلة، وعدّة طرق للتعامل مع أيّ موقف مهما كان. فكّري دومًا بحلول وخيارات بديلة، بما في ذلك الخيارات التي تتضمن تسوية أو تنازلات معيّنة.
الخطوة الثامنة: ضعي خطة طوارئ
احرصي دومًا على وضع خطّة للطوارئ، حتى لا تتفاجأين، وتكوني مستعدة للمشكلات التي قد تواجههكِ. عمومًا ستخفّ حدّة توترك، وتصبحين أكثر قدرة على اتخاذ أي قرار دون خوف من العواقب، لأنكِ وضعتي لها احتمالات مُسبقّة.
الخطوة التاسعة: لا تترددي في طلب العون من الآخرين
تجنّبي الشعور بأنكِ المسؤولة الوحيدة عن اتخاذ القرارات في عملك أو منزلك أو عائلتك. اطلبي العون من الآخرين، سواءً كانوا أصدقاءك أو خبراء في المجال الذي تريدين اتخاذ قرار بشأنه. ولا تخجلي من اتخاذ قرارات جماعية، حيث أن هذا النوع من القرارات يُسهم في تخفيف التوتر والضغط عليكِ ويوزع المسؤولية على الجماعة بدلًا من فرد واحد. ليس هذا وحسب، بل إن القرارات الجماعية تكون في أغلب الأحيان أفضل من القرارات الفردية وأكثر فعالية.
واستكمالًا لخطوات صنّع قراراتك، أكد دكتور مصطفى على إتباعك التالي:
- ابعدي نفسك عن المشكلة إن تطلب الأمر؛ إذ لا يمكنك اتخاذ قرار سليم إن كان عقلك لا يفكّر بشكل سليم.
- احصلي على قسط كافِ من الراحة؛ على سبيل المثال"خذي إجازة من عملك أو جامعتك أو ابتعدي عن عائلتك في حال كان القرار الذي تريدين اتخاذه عائليًا.
- اعثري لنفسك على مكان هادئ لتريحي ذهنكِ وتُعيدي ترتيب أفكارك.
- قومي ببعض النشاطات التي تلهيكِ عن المشكلة أو القضية التي تواجهينها؛ على سبيل المثال" شاهدي فيلمًا أو اذهبي في رحلة، أو يمكنكِ أن تقرأي كتابًا أو تخرجي في نزهة مع أصدقائك؛ عمومًا افعلي أيّ شيء ينسيكِ أمر القرار الذي تريدين اتخاذه.
- عودي من جديد إلى القضية أو المشكلة التي تواجهينها بعد أن أخذتي استراحة قصيرة؛ وستجدين أن ذهنكي أصبح أكثر تفتّحًا وقدرة على مواجهة التحديات الصعبة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
- تأكدي أن أفضل السبل لتطوير مهاراتك في اتخاذ القرارات تكمن في اتخاذ قرارات أكثر! لذا ابدأي بالأمور البسيطة، وخذي قرارات بشأنها، كأن تتخذي قرارًا بالنوم باكرًا من الآن فصاعدًا، أو تلتزمي بتناول طعام صحّي، أو أن تقلّلي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها.
وأخيرًا، خذي قرارات تجاه قضايا بسيطة لا تسبب لكِ الأذى إن أخفقتي في اتخاذ قرار سليم، وطبّقي الخطوات السابقة بانتظام؛ وستجدين أنكِ وبعد بعض الوقت قد أصبحتِ أكثر شجاعة في اتخاذ القرارات، بل وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات أفضل في مختلف شؤون حياتك؛ وتذكّري دومًا، ليس هناك ما لا يمكن إصلاحه، أيًّا كان القرار الذي اتخذتيه، يُمكنكِ دومًا اتخاذ قرار جديد يصلح ما أفسده سابقه أو يلغيه أو يحسّنه. فلا تستلمي، وابدأي في الحال بصنع مستقبلك بيديك من خلال قراراتك، لتعزيز ثقتك بنفسك، وتطوير ذاتك على مدار مراحل عمرك المتطورة بهدوء وحكمة مما كانت الصعوبات التي توجهك.
