سفينة الطلاق تُبحر في أعماق فُقدان النفسّ...كيف نوجّه مسارها للطريق الصحيح؟

سفينة الطلاق تُبحر في أعماق فُقدان النفسّ...كيف نوجّه مسارها للطريق الصحيح؟

رحاب عباس

ربما يتبادر للنفسّ عند قراءة التعريف أن الطلاق دائمًا أمرٌ سيئ، لكن الواقع ليسكذلك؛ فإنهاء الزواج السيئ يُعد مفتاحًا لحياة أفضل للرجل والمرأة والأطفال أيَضًا، وعادةً ما يعيش كل فرد تجربة الطلاق بطريقة مُختلفةٍ عن الآخر.

تتأثر غالبية النساء عاطفيًا أكثر من الرجال؛  وذلك بسبب العاطفة الكبيرة لديهن وتعلقهن بالعلاقة العاطفية الزوجية، كما أن جودة الزواج قبل الطلاق تؤثرعلى كيفية تلقي خبر الطلاق، فالنساء اللواتي كن يُعانين من زواجٍ سيئ للغاية يَكُنّ أكثر تقبلًا لفكرة الطلاق من اللواتي عايشن زواجًا جيدًا.

إلا أنهن انفصلن لسببٍ ما، ما يجعلهن غير راضياتٍ عن الحياة بعد الطلاق؛ وعلى الرغم من أن الطلاق أصبح شائعًا في جميع أنحاء العالم، إلا أن الألم العاطفي الذي يرافقه لا يزال حقيقيًا للغاية.

وبما أن سفينة الطلاق مُحملة بالكثير من مشاعر الألم، والمُعاناة، التي قد تجعل المرأة المًطلقة  تغرق في أعماق فًقدان النفسّ؛ فقد حان وقت الإنفاذ وتصحيح مسارالسفينة للطريق الصحيح، كي تتعلم كل مُطلقة  كيفية التعامل مع هذا الألم والمضي قدمًا بعد ذلك لجعله مفتاحًا لحياة سعيدة.

من هذا المُنطلق، سنُطلعك عبر موقع " هي " على أهم الإرشادات  والخطوات؛ التي قد تُساهم في تصحيح مسار سفينة مشاعر الطلاق، والتغلب على الصعوبات التي قد تواجهها المرأة المُطلقة خلال هذه الرحلة؛ وذلك من لايف كوتش واستشاري علاقات وأخصائية تعديل سلوك وتربية إيجابية الأستاذة منال بكري أحمد من القاهرة.

لايف كوتش منال بكري أحمد
لايف كوتش منال بكري أحمد

علامات نفسية نختصّ بها المرأة المُطلقة

وبحسب أخصائية تعديل السلوك منال؛ يُعد الطلاق أو الإنفصال أحد أصعب تحديات الحياة التي قد تواجه المرأة وقد يؤدي لتعرضها لأعراض نفسية مؤلمة قد تصل إلى التفكير بالانتحار، ومن أبرز العلامات النفسية السيئة للمُطلقة التالي:

العًزلة

تميل المرأة المُطلقة للعزّلة، والوحدة، والابتعاد عن كافة الأنشطة.

التفكير السلبي

إذ تُحاصرها الأفكار السلبية عن نفسها وعن العالم وربما عن فكرة الزواج كاملة.

كثرة اللوم

تلوم المرأة المُطلقة نفسها وتُحملها مسؤولية فشل استمرار الزواج وتلوم الآخرين أيضًا.

مشاكل مختلفة

قد تُعاني المرأة المُطلقة من صعوبة في النوم والتركيز، وقد تصبح شخصيتها عدوانية وغير متفهمة.

العزلة والتفكير السلبي أحد العلامات النفسيةالسيئة للمرأة المُطلقة
العزلة والتفكير السلبي أحد العلامات النفسيةالسيئة للمرأة المُطلقة

المرأة المُطلقة تتخطى آلامها بهذه الإرشادت

يبدأ تطوير الذات عند المطلقة ،من لحظة تحسين نظرتها لنفسها،وذلك من خلال الإقتناع الشديد ٱن الطلاق  ليس نهاية الحياة ،وٱن الحياة لن تقف على تجارب أو ٱشخاص؛ ويجب عليها أن تُركز على شيء واحد فقط وهو الإهتمام والتقدير لنفسها، ورغبتها الحقيقية في استعادة الثقة لذاتها. ولن يخلو الأمر من تشجيع نفسها على رسم خريطة جديدة لحياتها؛ بإستخدام أدوات متنوعة، على سبيل المثال" البدء الفعلي بالتنفيذ، الرغبة في تعلم مهارات جديدة، والشغف للإطلاع على كلما هو مفيد لتطوير ذاتها؛ كذلك الإنشغال بتكوين صداقات محملة بالطاقات الإيجابية"؛ والأهم البعد عنالآراء الهدامة في المجمل العام.

المرأة المُطلقة تتجاوز آلام الإنفصال بهذه الخطوات

وبحسب أخصائية تعديل السلوك منال، فعلًا أي امرأة مُطلقة يُمكنها أن تبدأ من جديد؛ ولكن يجب عليها أن تسعى وراء ما يُحفزها ويُمكّنها من استعادة ثقتها بنفسها في المقام الأول، من ثم  تجاوز ألم الإنفصال، وذلك من خلال أبزر 10 خطوات التالية:

  1. تفريق الطاقة السلبية

من الضروري جدًا للمرأة المُطلقة ٱختيار شخص ذو طاقة إيجابية للتحدث معه؛ ولترتيب أفكار المرحلة القادمة من حياتها؛ عمومًا، قد يكون شخص من العائلة أ أحد الأصدقاء. ولكن إذا كانت لا ترغب في الحديث نهائيًا، وتشعر بالضعف، ومحتاجة لقوة تُدعمها، وتُساندها للنهوض والبدء من الجديد، فلا مانع من اللجوء إلى أحد الأطباء النفسيين المختصين للتحدث معه.

  1. الحاجة إلي بعض الوقت

لا شك أن المرأة المُطلقة بحاجة إلى بعض الوقت لتتجاوز محنّة الإنفصال؛ علمًا أن أي ألم حتى ولو كان صغيرًا، قد يحتاج لبعض الوقت لتخطيه. وبالتالي ننصحها بأن لا تستعجل في التعافي وتأخذ وقتها حتى تتعافى نهائيًا.

  1. كتابة اليوميات

تُعتبر كتابة اليوميات خطوة مهمة جدًا؛ لأن كتابة ما تشعرين به كل يوم، وسيلة فعالة لتجاوز ألم الإنفصال بطريقة غير مباشرة؛ كون المُطلقة قادرة على سرد كل ما تشعر به  سواءً عبر النوت بوك أو الجوال، ما يجعلها ذلك تشعر بالراحة.

فضلًا عن ذلك، الخطوة بمثابة علاج فعال لمساعدة العقل على استيعاب حجم المشكلة، وتفريغ الطاقة السلبية.  الجدير بالذكر، أن هذه الخطوة يُفضل تنفيذها قبل النوم، وذلك كي يتم تفريغ العقل من أي شئ مُتعلق به.

كتابة اليوميات احد الخطوة المهمة لتجازو آلام الإنفصال وتصحيح مسار سفينة مشاعرها للاتجاه الصحيح
كتابة اليوميات احد الخطوة المهمة لتجازو آلام الإنفصال وتصحيح مسار سفينة مشاعرها للاتجاه الصحيح
  1. الفراغ عدو قاتل

إن الاستسلام للفراغ والزهق،وعدم وجود هدف حقيقي بحياة المرأة المُطلقة؛ قد يخلق حتمًا بيئة خصبة للٱفكار السلبية، بالتالي تضخيم المشاكل، أو اتباع بعض السلوكيات الخاطئة، ٱوالوقوع في علاقة ٱرتباط جديدة قد تكون أسوأ بناءً علي التسرع في الٱختيار؛ لذا يجب خلق هدف، وتعلم مهارات جديدة ، والبحث عن كل ما يشغل أوقات فراغ المرأة المُطلقة، وذلك بما يتناسب مع قدراتها العلمية والنفسية والبدنية من دون الضغط على نفسها، بمعنى استخدام إمكانيات الواقع والمُتاح، وترويضه لتحقيق الذات، من دون الأحلام المُبالغ فيها.

  1. الإنفصال بداية تحقيق الأهداف وليس العكس

أحيانا الإنفصال قد يكون بداية جديدة لتحريرالمرأة  المُطلقة من قيود علاقة مُحبطة فاشلة؛ وأيضًا بداية لمعرفة أهدافها الحقيقة، والعمل علي الوصول إليها ،والسعي لتحقيقها؛ وهنا نؤكد أن النظر إلي النماذج الناجحة التي تعطي طاقة إيجابية؛ قد يبث للروح الأمل والقدرة على تجاوز الصعوبات بجدارة.

  1. الإستماع لنصائح المقربين

الحديث مع الشخص المقرب ذو الخبرة والحكمة والقدرة على احتواء المرأة المُطلقة؛ خطوة رائعة لتوضيح حجم المشكلة، واستيعاب المشاعر التي تمر بداخلها، ما يجعلها قادرة على إعادة ترتيب ٱفكارك،والتخلص من الأفكار السلبية ،والتخلي تدريجيًا عن ألم الإنفصال.

الاستماع لنصائح المقربين ذوي الخبرة والحكمة أحد الخطوات المهمة لتخطي آلام الإنفصال
الاستماع لنصائح المقربين ذوي الخبرة والحكمة أحد الخطوات المهمة لتخطي آلام الإنفصال
  1. اكتشاف شغفك

من المفاتيح السرية لتخطي ٱي تجربة قاسية، هو الوصول للشغف أو الأمور التي تُشعر المرأة المُطلقة بالسعادة والارتياح؛ وذلك من خلال ممارستها نشاط جديد، أو هواية تستمتع بها، وذلك من أجل تخطي الأوقات الصعبة التي تمر بها بعد قرار الإنفصال.

اكتشاف شغفك وممارسة هواية جديدة أحد الخطوات المهمة لتعزيز ثقتك بنفسك وتطوير ذاتك بعد الإنفصال
اكتشاف شغفك وممارسة هواية جديدة أحد الخطوات المهمة لتعزيز ثقتك بنفسك وتطوير ذاتك بعد الإنفصال
  1. إعادة ترتيب الٱفكار

من أهم خطوات التعافي، قدرة المرأة المُطلقةعلى إعادة ترتيب أفكارها؛ فقد يُساعدها ذلك إعطاء نفسها هدنّة بعيدًا عن كل المحبطين من حولها؛ وبعيدًا عن كل الآراء السلبية،بعيدًا عن كل من لهم تجربة فاشلة في أي مجال. لأن في هذه الخطوة يتم من خلالها، عمل خطط وٱهداف للمستقبل، وتحديد مسار جديد للحياة القادمة؛ وبالتالي قد تحتاج إلى الإصرار، والعزيمة، والثقة في النجاح وإثبات الذات،وهذا كله محتاج إعادة ترتيب للٱفكار.

  1. ممارسة الرياضة

تُعتبر ممارسة الرياضة حتي لو المشي من ٱفضل الوسائل الفعالة للتغلب علي الأفكار المحبطة والتجارب القاسية لدى المرأة المُطلقة. عمومًا ممارسة أي نوع من الرياضة كفيل بمنحها النشاط، والكثير من الطاقة للمضي نحو الأمام، والقدرة على تخطي آلام الإنفصال والتغلب على صعوبات، والقدرة على اتخاذ القرارات الجديدة بهدوء وحكمة.

ممارسة أي نوع من الرياضة يتناسب مع حالتك الصحية والبدنية أحد الخطوات المهمة لتخطي آلام الإنفصال مدى الحياة
ممارسة أي نوع من الرياضة يتناسب مع حالتك الصحية والبدنية أحد الخطوات المهمة لتخطي آلام الإنفصال مدى الحياة
  1. التفاؤل والأمل في مستقبل

التفاؤل، والأمل والإستبشار بالخير، وتوقع الخير؛ بمثابة خطوة هامة لتعزيز الثقة بالنفس بعد الإنفصال؛ لذا على المرأة المُطلقة أن تتذكر أن تجربتها القاسية ماهي إلا تمهيدًا للبدء في رسم طريق جديد يحمل الفرح والسعادة؛ سواءً بالإلتقاء مع الشخص المناسب الذي ستحقق معه سعادتها، أو اكتساب مهارات جديدة وتطوير ذاتها، من أجل توجيه سفينة حياتها الجديدة إلى الطريق الصحيح الذي قد يُشعرها بالطمأنينة والهدوء والٱرتياح، والقدرة على النجاح في جميع أمور حياتها.