سحر الطبيعة يطّغى على شخصيتك ويُعزز هذه المهارات...تعرفي عليها

علاقتنا بالطبيعية حقيقة وواقع لا يُمكن تجاهله مهما تطورنا في جميع المجالات المتنوعة؛ فهي جزءًا من بُنّيانا، ومن المؤكد أن تجاهلنا لتأثيرها على شخصيتنا، سيدفعنا إلى الشعور بالإكتئاب، والبحث عن سبل أخرى لتعويض هذه العلاقة.

تُعتبرالطبيعة إمتدادًا لوجودنا واستقرارنا على الصعيد البيولوجي والروحي؛ كما أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشعورنا بالسعادة، والتأمل، واحترامنا لذاتنا، وتطوير خبراتنا، و في نفس الوقت تعزيز نظرتنا لمجريات الأمور من حولنا.

ولكن ماذا عن تأثيراتها النفسية على شخصيتنا لتطوير ذاتنا؟ ربما تواصلنا يوميًا مع الطبيعة أمرًا لابد منه، إلا أن علماء النفس كشفوا لنا عن مدى قدرتها على تعزيز مهارات متنوعة لدينا، ما قد يُساهم ذلك في تحسين التواصل الهادف والبناءً بين شخصينا وبين تحقيق أهدافنا.

من هذا المنطلق، دعينا نُطلعك على أبرز المهارات التي يُمكنك تطويرها من خلال استمتاعك بالطبيعة، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

علاقتك بالطبيعة علاقة مُتبادلة

بحسب دكتور مصطفى، لاشك أن علاقتنا بالطبيعة علاقة مُتبادلة؛ فمثلما ثبت أن التفاعل مع الطبيعة له أهمية واضحة لصحتنا الجسدية والعقلية والنفسية، من المؤكد أن ذلك التفاعل مهم كذلك لحماية الطبيعية والبيئة. فكلما زاد عدد من يهتمون " من حيث الجوهر" بالطبيعة المحيطة بهم، وبقيمتها وتأثيرها الإيجابي على حياتهم؛ زادت رغبة هؤلاء في حمايتها من الدمار.

 

الطبيعة تُخلصك من الضغوط النفسية

أضاف دكتور مصطفى، قضاءُ بعض الوقت في الطبيعة قد يُساعد عقولَنا وأجسادَنا على الاسترخاء. إذ يؤدي التعرُض للطبيعة ببساطة إلى تحوّل الجسم من حالة الاستثارة البالغة إلى حالةٍ من الراحة والاسترخاء؛ من ثمّ فإن قضائك بعض الوقت في الطبيعة استراتيجيةٌ مُمتازة للحدِّ من الضغوط النفسية التي تتعرضينلها،  والآثار الضارة للاستثارة الفسيولوجية المستمرة على جسمك.

بالإضافة إلى ذلك، يُساعد التعرُض للطبيعة لمدةٍ قصيرة على التقليل من الضرر الفسيولوجي للضغط النفسي.؛ ومن الأمثلة على ذلك، أن أبحاثًا أُجريت في اليابان عن  شينرين يوكو " الاستحمام في الغابة "، أي قضاء بعض الوقت في منطقة غابات؛ والتي أشارت إلى أن مجرد السير في الغابة لمدة ٢٠ دقيقة أو نحو ذلك يُؤدي إلى مستويات أدنى من ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وهرمون الضغط النفسي الكورتيزول مقارنةً بالسير في منطقة حضرية.

الطبيعة مفيدة لصحتك

وبحسب دكتور مصطفى، بالنظر إلى الدور الذي تلعبُه الطبيعة في الحد من الضغط النفسي والاستثارة، لا عجب أن الذين يقضون بعض الوقت في الطبيعة يتمتعون برفاهٍ جسدي عام أفضل؛ ولديهم عدد أقل من الشكاوى المتعلقة بالصحة. فإنك على سبيل المثال، ستجدي  لدى سكان الأحياء التي تحوي مساحات خضراء أكثر، من أشجار ومُتنزهات، معدلات أدنى من الأمراض المزمنة، مثل " مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الدهون".

كذلك تنخفض مستويات ضغط الدم المرتفع بين الناس الذين يقضون وقتهم في الطبيعة؛ بل وتفيد بعض الأدلة في الواقع بأن التردُّد على المساحات الخارجية الخضراء لمدة ٣٠ دقيقة أو نحو ذلك كل أسبوع يُحدّ من انتشار ضغط الدم المرتفع، الذي يُسهم إسهامًا رئيسيًا في اضطرابات مزمنة أخرى.

 

التأثيرات الإيجابية للطبيعة على مهاراتك

أوضح دكتور مصطفى، أن للطبيعة تأثيرات إيجابية لا تُحصى على صحتنا النفسية؛ ولكن سحر الطبيعة على شخصيتنا وخصوصًا المرأة، سيُعزز احترامها لذاتها، ويُحسن مهاراتها، وأبرزها:

تقوية مهارة الانتباه

إنّ قضاء المرأة المزيد من الوقت في الطبيعة أو النظر إلى المشاهِد الطبيعية يُعزّز قدرتها على الانتباه؛ إذ تُثير الطبيعة اهتمامها عادًة، وبالتالي يُصبح بإمكانها التركيز عليها وبشكلٍ طبيعيّ عند التعرّض لها. إضافًة إلى أن التعرّض للطبيعة يمنح عقل المرأة مُفرطة التفكير والنشاط فترة راحة؛ مما يجعلها أكثر حيويًة واستعدادًا لتأدية مهامها الجديدةٍ.

تحسين مهارة التركيز

تُحسّن الطبيعة وظائف الذاكرة؛ وفقًا لما أشارت إليه دراسة حول الفوائد المعرفية للطبيعة نشرت في مجلة  Psychological Scienceأن النساء اللاتي تجولن في الطبيعة حصلن على نتائجٍ أفضل في اختبار الذاكرة من الآخريات اللاتي تجولن في شوارع المدن.

تعزيز مهارة التأمل والشعور بالامتنان

يُشير علماء النفس البيئي، إلى أن المرأة التي تعيش بالقرب من الطبيعة بإمكانها الشعور بالمزيد من الامتنان، والتقدير لنعم الحياة؛ وكذلك رؤيتها للمعجزات التي تحويها الطبيعة في الخارج تُعزز وبشكلٍ تلقائي رغبتها الداخلية في حمايتها، كما أن ممارة التأمل والتنفس في الطبيعة يُعزز وعيها الحسّي؛ فقضائها الوقت في الهواء الطلق يجعلها واعية ومُدركة أكثر لما تراه وتسمعه وتشمّه وتشعر به.

دعم مهارة التواصل مع  النفس
يرتبط اتصال المرأة  بالطبيعة بزيادة شعورها بالسعادة ورفاهيتها الذاتية؛ كذلك تؤثر الطبيعة إيجابًا على تفاعلاتها الاجتماعية وشعورها بالآخرين بصفة عامة.

تطوير مهارة التفكير النقدي

إن التفكير النقدي من مهارات تطوير الذات التي يُعززها الاستمتاع بالطبيعة؛ إذ تستطيع المرأة من خلال تواصلها مع الطبيعة فهم المُشكلة، أو الموضوع بطريقة صحيحة، ومن ثم التفكير بالحلول الإيجابية؛ وكذلكتوليد أفكار جديدة والتحليل بعمق، وغير ذلك.

 

وأخيرًا، تواصل المرأة مع الطبيعة وتخصيصها أوقاتًا مُحددة على مدار الأسبوع للاستمتاع بها؛ حتمًا سيُكسبها مهارات أخرى على سبيل المثال " تمتعّها بقدر كافِ من المرونة، التأقلم السريع مع المُتعيرات المختلفة، قدرتها على التفاوض والإقناع".

وبما أن ثقة المرأة بنفسها تعتمد بشكل أساسي على المهارات السالفة الذكر؛ لذا لا تترددي في خلق روح جديدة وعلاقة مثمرة مع الطبيعة لتحسين صحتك ومهاراتك، وتدبير أمورك وفقًا لأولوياتك.