الصفات الحسنة لدى الأم تنعكس على طفلها بإيجابية

صفاتك الحسنة تشكل شخصية طفلك.. اعرفي كيف؟

ريهام كامل

تربية الأطفال مسؤولية عظيمة تقع على الأم كليًا، صحيح أن وجود الأب في حياة الطفل لا غنى عنه، كما أن دوره في التربية لا يمكن إهماله، ولكن إحقاقًا للحق، فالتربية تبدأ من حضن الأم، ومن قلبها، وكل الصفات الحسنة التي تتمتع بها، والتي تنعكس على طفلها بكل خير. إن الأم هي البوصلة الأولى التي يتعرف الطفل من خلالها على العالم الخارجي. إن تأثير الصفات الحسنة لدى الأم لا يقف عند حد تشكيل شخصيته ووضع اللبنة الأساسية لها، وبناء أخلاقه، وتعزيز صحته النفسية، بل يمتد لما هو أكثر من ذلك.

لمعرفة هذا التأثير، تابعوا معي مقالي هذا بكل الدقة لمعرفة كيف تؤثر صفات الأم الجيدة على الطفل من جميع النواحي.

ما هي العلاقة بين الصفات الحسنة للأم وبين نشأة الطفل؟

تكمن العلاقة بين الصفات الحسنة للأم وبين مصير الطفل تربويًا ونفسيًا في الصلة الوطيدة التي تربط الأم بالطفل، وفي طول مدة الوقت الذي يقضيه معها. كما أن طبيعة الطفل أنه يقلد كل ما يراه وما يسمعه، وبما أن الأم هي الأقرب له، سيبدأ الطفل بتقليد كل ما يراه من أمه، سواء قولًا أو فعلًا. من هنا تظهر أهمية تأثير الصفات الحسنة لدى الأم على الطفل.

الأم الحنون التي تشعر بالآخرين، يتعلم منها طفلها الحنان وكيفية الشعور بالآخر واللطف به، الأم الملتزمة يتعلم منها الطفل الالتزام.

ما هي الصفات الحسنة للأم وما هو تأثيرها على الطفل؟

توجد العديد من الصفات الحسنة التي تتمتع بها الأم الجيدة، في ما يلي ذكر لها مع معرفة تأثير كل منها على الطفل أخلاقيًا ونفسيًا.

  • الحنان والعطف

إن الحنان من أجمل وأقوى الصفات الحسنة لدى الأم، والتي لها تأثير كبير عليه، فالطفل الذي يتشبع بحنان أمه وعطفها عليه، ينشأ مطمئنًا، واثقًا من نفسه، وهذا يحقق شعوره بالأمان، ما يعزز من صحته النفسية، ويجعله مقبولًا في جميع العلاقات الاجتماعية، فلا يوجد ما يجعله يخشى الاختلاط مع الآخرين. كما أن احتضان الأم الحنون لطفلها يساهم في تنشئته تنشئة سليمة، يكفي القول بأنه يختصر كل أساليب التربية.

  • الصبر

الصبر من أنبل الصفات الحسنة التي يجب أن تتحلى بها الأم، وبخاصة في التعامل مع سلوكيات الأطفال المتكررة أو تحديات التربية التي تواجهها في كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل، ومن أهم تأثيرات الصبر كإحدى الصفات الحسنة لدى الأم والتي لها تأثيرات إيجابية عظيمة عليه، مثل تعلم الطفل الهدوء، وضبط النفس، وعدم الانفعال، وذلك لإتقانه الصبر من أمه.

  • الصدق

الطفل الذي تربى على يد أم صادقة لا يعرف الكذب طريقًا له، ينشأ طفلها صادقًا، فعندما تتحلى الأم بالصدق، سواء في وعودها أو في حديثها مع الآخرين، فإن الطفل يكتسب هذه الصفة تلقائيًا، ويتربى على النزاهة والشفافية في التعامل مع الحياة.

  • العدل

عندما توازن الأم بين حبها لأطفالها، وعندما يسود العدل في كل المشاعر، كأحد أبرز الصفات الحسنة لدى الأم، كالعدل في توزيع الحب، والانتباه، حتى العدل في العقاب، ينشأ الطفل مؤمنًا بالعدل ومطبقًا له، لأنه تذوق مذاقه من أم عادلة، ونشأ نشأة سوية، وبقلب سليم خالٍ من الحقد والغل والكره الذي قد يسيطر على طفل غيره بسبب خطأ الأم في تطبيق العدل بين أطفالها، وانعدام المساواة.

  • الاحترام

الاحترام المتبادل بين الأم وأفراد أسرتها، سواء مع الزوج أو الأطفال أو حتى الآخرين، يجعل الطفل محترمًا لذاته، وللآخرين، وهذه من أهم تأثيرات الصفات الحسنة لدى الأم على مستقبل الطفل.

  • الاحتواء

الأم التي تستطيع احتواء أطفالها، هي أم واعية وقادرة على الإنصات لأطفالها جيدًا، والاستماع إليهم بقلبها، واحتوائهم بكل حواسها. الإنصات والاحتواء مهارات جيدة، وصفات حسنة لدى الأم، والطفل الذي يولد لهكذا أم، ينشأ نشأة سوية، بعيدة عن أي اضطراب نفسي ناتج عن حرمانه من الاهتمام والاحتواء، كما أنه لن يعاني من ضعف الثقة بالنفس.

كيف تساعد الصفات الحسنة لدى الأم في بناء شخصية سوية ومتزنة؟

تقول "أميرة داوود" دكتورة علاج شعوري وعلاج بالطاقة الحيوية، دكتوراه صحة نفسية - جامعة سيلينس، إنجلترا، إن الصفات الحسنة التي تتمتع بها الأم لها تأثير كبير على الصحة النفسية للطفل، وعلى بناء شخصيته، كما يلي:

  • نشأة سوية نفسيًا: الصفات الحسنة لدى الأم تساهم بقوة في تعزيز الصحة النفسية للطفل، وتساعده في بناء شخصية سوية.
  • تعزيز الثقة بالنفس: عندما تنقل الأم صفاتها الجيدة بسلوكيات جيدة محفزة له على السلوك الإيجابي، ينشأ الطفل واثقًا بقدراته، وبتصرفاته الإيجابية.
  • تنمية الحس الأخلاقي: الأم الصادقة والعادلة التي تتمتع بالصدق والأمانة والعدل كصفات حسنة، تزرع في طفلها حب الصراحة، وقول الحق، والالتزام بالواجب.
  • إن تعليم الطفل التعاطف، الحنان، والعطف، يجعلان الطفل أكثر تفهمًا لمشاعر الآخرين، وأكثر رأفة بهم، وهذه الصفات الحسنة لدى الأم تجعله يتسلح بأنبل الصفات.
  • التعامل الإيجابي الذي تتعامل به الأم مع طفلها، يحسن من الذكاء العاطفي لدى الطفل، ويجعله مقبولًا من الآخرين، لقدرته على استخدام الذكاء العاطفي في تعاملاته معهم.
  • تساعد الصفات الحسنة لدى الأم في القيام بسلوكيات متزنة داخل وخارج المنزل، وفي عمله في المستقبل.
  • تعامله مع أقرانه معاملة سوية وحسنة، بعيدة عن أي نفسية مشوهة.
  • صفات الأم الجيدة تعزز من قدرة الطفل على تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة، والنتيجة شخصية قوية ومستقلة، وصحة نفسية جيدة.
  • الصفات الحسنة لدى الأم تعزز من القدرة على اتخاذ قرارات سليمة في المواقف الحياتية اليومية المختلفة.

خلاصة القول:

لا تحتاج الأم إلى الكمال أو المثالية لتنشئة طفل سوي، بل يكفي أن تكون حنونة وعطوفة، صادقة وعادلة، ذكية ومتزنة، مثقفة وواعية، لأن كل هذه الصفات الحسنة لدى الأم تترك أثرًا كبيرًا في نفس الطفل، وتعود بإيجابية على شخصيته، وصحته النفسية، فينشأ بشخصية قوية ومستقلة ومتزنة.

رسالة إلى كل أم.. كوني لطفلك قدوة حسنة ينشأ كما تحبين أن يكون، فالكلمة الجميلة، والتصرف الطيب، والحضن الدافئ، وكل سلوك حسن تقومين به نصب أعينه، يجعل منه إنسانًا نبيلًا ونافعًا لنفسه ولمجتمعه.