تسلط الأم يحول دون تكوين شخصية قوية للطفل ويضر بمستقبله

التسلط التربوي أحد الأخطاء القاتلة في تربية الأطفال.. إليكِ تأثيراته السلبية ونصائح لتربية ناجحة بدون تسلط

ريهام كامل

تتعدد أساليب التربية ومعها تتعدد الأخطاء أيضًا، وتكمن المشكلة في  الأخطاء لأن تدراكها يكون بعد فوات الأوان، وبعد وقوع الضرر على الأطفال، وتدمير صحتهم النفسية. ويأتي كل من التسلط والعصبية ضمن أخطر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات أثناء تربية أطفالهن. لأنهما يؤديان إلى الإضرار بسلامنهم النفسية ويحولان دون استقرارهم النفسي ويسببان شعورهم بالرهبة والخوف ما يحول بينهم وبين الشعور بالأمان أحد أهم المقومات الأساسية لتحقيق سلامتهم ولتعزيز نشأتهم نشأة سليمة صحيًا ونفسيًا.

مخاطر تسلط الأم في تربية أطفالها

تسلط الأم في التربية يصيب الطفل بنوبات نفسية سيئة

تسلط الأم في التربية ينفي عنها ما يجب أن تكون عليه بالنسبة لأطفالها، لأنها يجب أن تكون مصدر الحنان والأمان لأطفالها، وتسلطها في تربية أطفالها يجعلها مصدر قلق ويلحق بهم الأذى النفسي، ومن أبرز تأثيرات تسلط الأم في التربية ما يلي:

التعرض لضغوط نفسية شديدة

قد يتعرض الأطفال لضغوط نفسية تؤثر على تطورهم النفسي والعاطفي بسبب تسلط الأم في التربية وذلك بسبب خوفهم منها والشعور بالقلق المستمر.

فقدان الاستقلالية

يؤثر تسلط الأم في التربية على شخصية الطفل ويفقده كثير من السمات المهمة اللازمة لتكون شخصيته قوية مثل عدم استقلاليته وتابعيته لها وعدم قدرته على اتخاذ قرارات بنفسه، والنهاية مأساوية نشأة شخص اتكالي دائمًا بحاجة إلى الآخرين لأنه يعجز عن الاعتماد على نفسه.

العزلة والتأخر الاجتماعي

يؤدي تسلط الأم إلى عزلة الطفل وعزوفه عن التفاعل مع الآخرين ما يحول دون تطوره واكتسابه مهارات اجتماعية هو بحاجة إليها لتعزيز التواصل مع أقرانه وكل من هم في دائرة علاقاته.

نقص التحفيز الذاتي

تسلط الأم في التربية يقتل حافز الطفل على الاستقلالية، ويحول دون تعلمه مهارات ذاتية مهمة تساعده على الاعتماد على نفسه، وتؤهله لمواجهة الحياة في كل مرحلة عمرية يمر بها.

ضعف الثقة بالنفس

تسلط الأم في تربية الأطفال يتسبب في ضعف الشخصية لديهم
تسلط الأم في تربية الأطفال يتسبب في ضعف الشخصية لديهم

يؤدي تسلط الأم في التربية إلى ضعف ثقة الطفل في نفسه ومن ثم ضعف شخصيته وهنا تكمن الخطورة.

خلق مشاعر سلبية لدى الطفل

يؤدي تسلط الأم في التربية إلى حدوث فجوة كبيرة بين الطفل وأمه ما يؤدي إلى جمود العلاقة، ووجود حاجز نفسي بين الأم وطفلها ومن ثم انعدام التواصل الفعال بينهما، وعدم قدرة كل منهما على فهم الآخر.

تربية بدون تسلط أو عصبية

يجب على كل أم أن تكون مصدر الحب والأمان لأطفالها وأن تحرص على تربية أطفالها بعيدًا عن التسلط والعصبية. وذلك من خلال الحرص على تحقيق التوازن في التربية بمعنى أنه يجب أن تكون الأم قوية وداعمة دون أن تكون متسلطة أوعصببية حتى تم تنشأة الأطفال نشأة سليمة بعيدة عن أي توترات لها أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للطفل. من أجل ذلك نقدم في ما يلي أهم النصائح التي تجدي نفعًا كبيرًا في تربية الأطفال بدون تسلط أو عصبية، وهذه النصائح هي:

الانصات للطفل

يعد الانصات للطفل المدخل الأول لفهم احتياجاته من أجل اشباعها بالطريقة السليمة التي تعود عليه بنفع كبير. كما أن الانصات للطفل يشعره بالحب والاهتمام ويحقق له أمانه وراحته لأن شعوره باهتمام أمه للانصات له والتقرب منه أكثر من خلال محاولة فهم يذهب عنه أي مخاوف أو توترات تعتريه. ولذلك ومن أجل تربية الأطفال تربية سليمة بعيدة عن التسلط والعصبية يجب أن تنصت الأم لأطفالها جيدًا.

الاحتضان

الاحتضان يختصر كل أساليب التربية، وهو ليس سببًا في فشلها كما تعتقد بعض الأمهات اللاتي يتخذن القسوة منهاجًا يعتمدن عليه في تربية الأطفال لأنه يساهم في نشأن أطفال أسوياء نفسيًا، أطفال لا يعانون من فقدان الأمان الأساس الأول لنفسيتهم السليمة.

التوجيه بلطف

ما دخل اللطف على شيء إلا زانه لذا على الأم أن تتعامل بمرونة مع أطفالها، وأن توجههم بلطف ودون عصبية أو تسلط لكي لا يأتي الأمر بطريقة عكسية. فالأصل في التربية التعامل بلطف وتحفيز الأطفال على إطاعة الأوامر بأساليب تجعلهم أقرب للطاعة، لأن أسلوب التسلط لا يحقق أي منفعة في التربية بل وعلى العكس من ذلك سيخلق أطفال غير مؤهلين للتفاعل مع الحياة بكل ما فيها من معطيات.

الهدوء والاسترخاء

إذا كانت الأم قلقة أو تعاني من أي ضغوطات عصبية معينة عليها مبدأيًا أن تحصل على وقت للاسترخاء والهدوء حتى تمام التخلص من عصبيتها وانفعالاتها، بعدها يمكنها أن تستأنف رحلة التربية لتتفادى نقل معاناتها لأطفالها حفاظًا على سلامتهم النفسية.

العقاب بدون ضرب

يجب على الأم الحذر من العقاب المادي المقرون بضرب الأطفال. لأنه دائمًا ما يوجد مخرج للتعامل مع الأطفال عند الخطأ بطرق أخرى بعيدة عن الضرب كأحد أشكال العنف المرفوضة في تربية الأطفال.

السماح لهم بالتعبير عن الرأي

التسلط يحرم الأطفال من الاعتماد على النفس ويحول بينهم وبين الاستقلالية كما أنه يضعف من شخصيتهم ويضعف ثقتهم بأنفسهم. ولذلك يجب على الأم أن تعلم أطفالها الاستقلالية من خلال السماح لهم بالتعبير عن آرائهم كبداية لتعويده الاستقلالية.

أخطاء يجب على الأم تجنبها في تربية الأطفال

تقع على الأم مسوؤلية تنشأة طفل سوي نفسيًا، وقادر على التفاعل بنجاح مع الأحداث المحيطة، طفل لديه مهارات اجتماعية متنوعة تمكنه من التواصل مع الآخرين، وتعوده على الاحتكاك بالآخر ومحادثته والتعاون معه لينشأ اجتماعيًا، وليكون مؤهلًا لتفاعلات عديدة في انتظاره في المستقبل.

ولكي تتم تنشأة الطفل تنشأة سليمة وناجحة يجب على الأم تجنب الأخطاء التالية في تربية الأطفال وهي:

  • التسلط والهيمنة وفرض النفوذ.
  • العصبية والانفعال.
  • التدليل الزائد.
  • التساهل مع الأطفال.
  • اتباع أسلوب الترهيب.
  • العنف بشتى أنواعه.
  • النقد والسخرية.
  • الضرب والصراخ.
  • ترهيب الأطفال.
  • الشكوى الدائمة منهم.
  • اجبار الطفل على فعل ما لا يريد.
  • كبح رغبة الطفل.

وختامًا، وبحسب خبراء التربية لا تحتاج الأم إلى معلم يعلمها كيف تربي أطفالها لأنها تملك أساسيات التربية الناجحة بذكائها العاطفي وبقلبها الرقيق وعقلها الرزين، كل ما عليها أن تعمد إلى تحقيق التوازن في كل بنود التربية، وأن تبتعد عن التسلط والعصبية في تربية أطفالها، وأن تنتظر الحصاد بعد ذلك.

مع تمنياتي لكل أم برحلة أمومة سعيدة،،،