أجمل ما غنّت فيروز للعرسان… أنغام خالدة تزين ليالي الزفاف
لم تكن فيروز يوماً مجرد الصوت الشجي الذي يرافق صباحاتنا، بل شكلت على مدى عقود الرفيقة الدائمة للعرسان في أجمل لحظاتهم من الزفة إلى الرقصة الأولى وفقرات سهرة الزفاف. فمنذ أن غنّت " اطلعي يا عروسة" و"يا بي العروس"، ارتبط اسمها بالزفة والفرح، لتصبح أغانيها جزءًا من طقوس الزفاف اللبناني والعربي.
فبين أنغام الحب في "أنا لحبيبي" التي تحاكي الوفاء والحب، وأجواء الفرح الجماعي في "سهر
الليالي" وأغنية العروس والعرس التي تتحدث عن الفرح، صنعت فيروز ذاكرة موسيقية خالدة تزين ليالي الزفاف وتبقى إرثاً صوتيا يرافق العرسان جيلاً بعد جيل.
بمناسبة عيد ميلاد سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز التي تُطفئ شمعتها التسعين اليوم، سنقوم بجولة لنستعيد معًا أبرز ما غنّت للعرسان، أنغامًا لا تزال تزيّن سهرات الأفراح حتى اليوم.
أغاني خاصة قدمتها للزفاف
لم تكتفِ فيروز بأغانيها الرومانسية التي رافقت العشاق والعرسان على حد سواء، بل خصّت العروس بأعمال غنائية تحمل رمزية خاصة. في أغنية "عروستنا الحلوة"، إحتفت فيروز بالعروس ووصايا خاصة لها، لتصبح الأغنية جزءًا من الذاكرة الجماعية للأعراس اللبنانية. وفيها تقول"عَرُوسِتنا الحلوِة .. يا نيسانِة يا حلوِة..يا مشوار .. من دار لَدار..يا حلوِة..تتبارَك حجار البيت .. تتبارَك العتْبِة..والخَوَابي نبيد وزيت .. وتفيض المَحَبِّة..كُوني قَمْحْ وسكَّرْ .. كُوني وَرْدْ وعَنبرْ..وقنديل الزوّارْ .. اللي متَوَّج بالنارْ.. يا حلوة..كبروا زهور البَسَاتين .. ومتل الكذبِة كبرْتِ
.. وحلِيتِ بين الحلوين .. ولعريسك صرْتِ..عالحبّ تْلاقيتو .. وعِمرِتْ قصِّة بيتو..ودار الهَوى دار .. من دار لَدار.. يا حلوة
أما أغنية "يا بي العروس"، فهي عمل يفيض بالحنين والدفء، يصوّر لحظة تقديم العروس إلى بيتها الجديد وسط مشاعر الأهل والأحبة.
وفي اغنية "اطلعي يا عروسة"، تحكي فيروز كيف الهوى رماها في شباك العريس فتقول "اطلعي يا عروسة عالكرم نقي العنب.. وطلعت العروسة من الكرم طار العنب.. وطلعت العروسة تنقي تين.. ضحك لها الناطور وقلبو حزين.. ولوحت بعيونو لفته مليانه عتب ..وضاع بهالبراري وانبح صوت القصب.. وطلعت العروسة تنقي عريس.. رماها الهوي ونقاها العريس.. لبست الأساور والطرحة كلا قصب.. رقصت العروسة وضحك رنين الدهب"
وفي أغنية الميج الميج كان للأعراس نصيبها المميز عندما صدحت فيروز بالقول "الميج بو الميج يا بو الميجانا..أعراسنا غناني و هوا و حب و هنا.. عقبالهن يتجوزوا كل ال أجو.. و بعرسهن يتفرجوا عارقصنا". وتضيف فيها قائلة "ما أجملك بالحب يا ليالي الجبل.. زيني عا زينات الدنيي أعراسنا.. عريسنا بليل الهنا يبقى لنا.. و تبقي لنا يا أرضنا و يا بلادنا".
هذه الأغاني لم تكن مجرد ألحان، بل طقوس موسيقية تُغنى في الزفاف وترافق العروس كأنها دعاء بالفرح والبركة، لتؤكد أن صوت فيروز كان وما زال جزءًا من تفاصيل الزفاف اللبناني والعربي.
أغاني رومانسية من فيروز ترافق الرقصة الأولى
صوت فيروز لم يكن فقط جزءاً من أغاني الزفاف بشكل عام بل أصبح جزءًا من اللحظة الأكثر حميمية في الحفل: الرقصة الأولى للعروسين، ومن أبرز أغانيها لهذه الفقرة أغنية "أنا لحبيبي"، التي تحاكي الوفاء والحب الأبدي، وتُعد من أبرز الخيارات التي يفضلها العرسان لتكون إعلانًا رمزيًا عن بداية حياتهم المشتركة. أما أغنية "معك"، فهي تحمل دفئًا خاصًا، إذ تعكس شعور العروسين بالإتحاد والإنسجام، لترافق خطواتهما الأولى على أنغام رقيقة تفيض بالعاطفة. هذه الأعمال الرومانسية لا تزال حتى اليوم تُختار بعناية لتكون لحظة الذكرى التي تبقى محفورة في ذاكرة العرسان والضيوف.
الأغاني الجماعية لفيروز تلهب حفلات الزفاف
إلى جانب أغانيها الرومانسية والقصائد الموجهة للعروس، تركت فيروز بصمتها في الأغاني الجماعية التي تحولت إلى أيقونات الفرح في الأعراس بينها مثلاً أغنية "سهر الليالي"، بإيقاعها الحيوي وكلماتها التي تدعو إلى السهر والبهجة، أصبحت لازمة في حفلات الزفاف، حيث يرددها الجميع لتشعل أجواء الرقص والاحتفال. أما أغنية "زينة عرس" التي قدّمتها مع نصري شمس الدين، فهي عمل احتفالي بامتياز، يرافق الزفة ويمنح العرس طابعًا تقليديًا أصيلًا. أما أغنية ستي يا ستي فهي مرتبطة بالعرس والاحتفاء بالعروس كزينة البيت، وأغنية "يا دارة العلالي"، رغم أنها ليست موجهة مباشرة للعروس، لكنها كثيرًا ما تُغنى في الأعراس كرمز للبيت والحب.
هذه الأغاني الفيروزية لم تكن مجرد ألحان، بل طقوس موسيقية تُغنى جماعيًا لتوحّد أصوات المدعوين في لحظة فرح، مؤكدة أن صوت فيروز كان وما زال القلب النابض لكل سهرة زفاف.
وبين هذه الأجواء التي تشعلها الأغاني الجماعية التي تجمع بين البساطة والعمق، يظل صوت فيروز حاضرًا ليؤكد أن أغانيها للأعراس ليست لحظات عابرة في تاريخها الفني، بل تحولت إلى طقوس موسيقية تُستعاد في كل زفاف.
إنها أنغام تمنح العرسان شعورًا بالانتماء إلى إرث من الفرح والحنين، ليبقى إرثها حاضرًا في ذاكرة الأجيال المقبلة.