
خاص "هي" - زفاف من أعماق الحلم: ستيفاني عطالله عروس بحر بتوقيع جورج حبيقة
في يوم زفافها، جسّدت الممثلة ستيفاني عطالله قصّة حبها في فستانٍ نحتيّ ساحر، أشبه بلوحة فنية تستحضر صورة حورية بحر خارجة من أعماق المحيط، يلتف حول قوامها بانسيابية وأناقة معاصرة تنتمي لعالم الأساطير.
صُنع الفستان من قماش الكريب الأبيض الناصع، وزُيّن بتطريزات خيطية دقيقة تلتف برفق حول خصرها، فتبدو كأنها طحالب بحرية تراقصها الأمواج. أما الطرحة، فكانت بمثابة قصيدة بصرية تُجسّد شغف العروسين المشترك بالبحر والغوص، وقد ازدانت بتطريز يدويّ من كريستالات زرقاء وبيضاء تأخذ شكل نجمات البحر الصغيرة.
وكما عبّر فستان ستيفاني عن حكاية الحب بأناقة بحرية، استكمل العريس أناقته ببدلة مخصّصة من توقيع GEORGES HOBEIKA باللون الكحلي العميق، زيّنها بربطة عنق مبتكرة مستوحاة من تفاصيل المرافئ البحرية وحبال الإبحار، في تناغمٍ فنيّ يجمع بين الرومانسية والرمزية.

في البداية، كيف تصف تجربة تصميم فستان زفاف ستيفاني عطالله؟ وما الذي جعلها تختلف عن غيرها من التجارب؟
نحن نولي أهمية كبيرة لجمع أدق التفاصيل، لأن لكل عروس رؤيتها الفريدة لفستان أحلامها. ما ميّز تجربة ستيفاني عطالله هو رغبتها في أن يعكس التصميم قصة حبها، ما أضفى على العمل طابعًا شخصيًا واستثنائيًا. كانت التجربة ثمرة تعاون مشترك بيني وبين جاد، حيث دمجنا رؤيتينا وأضاف كل منا لمساته الخاصة، فجاءت النتيجة محمّلة بمشاعر صادقة استطاعت ستيفاني أن تعبّر عنها بكل شفافية في كل ظهور لها.

حدّثنا عن فكرة الطرحة المزيّنة بكريستالات نجمات البحر. كيف وُلد هذا التفصيل الشاعري؟
استُلهمت الفكرة من حديث العروسين عن عشقهما الكبير للماء وارتباطهما العميق بشواطئ البحار، ما دفعنا إلى تجسيد هذا الرابط بطريقة مجازية على الطرحة. فاخترنا أن نزيّنها بتطريزات مستوحاة من نجمات البحر، مستخدمين كريستالات ناعمة تعكس الضوء برقة، ما أضفى على الإطلالة بُعداً شاعرياً ورمزياً يعكس روح العلاقة وجمال تفاصيلها.


يتميّز الفستان بلمسات نحتية وتفاصيل مستوحاة من البحر. كيف جرى اختيار الأقمشة والتطريزات لترجمة هذه الرؤية؟
كان هدفنا أن تظهر ستيفاني وكأنها إلهة خارجة من أعماق البحر، تنبض سحرًا وغموضًا. لذلك، تم اختيار الأقمشة بعناية لتكون انسيابية وراقية، تعكس حركة المياه بانسيابها، بينما أضفنا لمسات نحتية تبرز جمال القوام بأسلوب راقٍ وفني. أما التطريزات، فاستلهمناها من عناصر بحرية كطحالب البحر، والشعاب المرجانية، ونجمات البحر، لتمنح الفستان بعدًا بصريًا غنيًا. حتى الثنيات عند منطقة الأرداف صُمّمت لتُحاكي حركة الأمواج، فجاء التصميم متناغمًا، يحمل في طياته روح ستيفاني الحالمة والواثقة في آنٍ معًا.

كيف تصف العلاقة التي جمعتك بستيفاني خلال مراحل التصميم؟ وهل كانت حاضرة في كل التفاصيل؟
العلاقة كانت دافئة ومليئة بالأجواء العائلية المرحة، تمامًا كما تعكس شخصية ستيفاني عطا الله العفوية والمحببة. ساد التنسيق سلاسة وانسجام بين جميع الأطراف، مما جعل العمل ممتعًا وسهلًا. شاركت ستيفاني في مختلف المراحل، بينما عملت أنا وجاد بتأنٍ على أدق التفاصيل، ما أثمر عن تصميم متكامل يجمع بين رؤيتنا الفنية ويجسّد ذوق ستيفاني بأجمل صورة.
نعلم أن للعريس أيضًا بصمته الخاصة في هذا الزفاف من خلال البدلة المصممة خصيصًا. كيف تم تنسيق إطلالته لتنسجم مع فستان ستيفاني؟
إطلالة زاف كانت ثمرة رؤية مشتركة بينه وبين جاد، حيث تعاونا على ابتكار بدلة تحمل طابعًا شبابيًا وأنيقًا في آنٍ معًا. اللافت كان اختياره لربطة عنق مبتكرة مصنوعة من الحبال، تعكس شغفه بالبحر ورحلات الإبحار، وقد استُلهم هذا التفصيل من زيّ القبطان ليمنح الإطلالة طابعًا رمزيًا. هذا العنصر البحري تماشى بانسجام تام مع روح فستان ستيفاني المستوحى من أعماق البحر، ما أضفى تناغمًا بصريًا وجماليًا بين العروسين.

ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال التحضير لهذا الزفاف؟
عادةً ما يستند تصميم الفستان إلى موضوع واحد يوجّه الرؤية، لكن التحدي الأكبر في هذه التجربة كان دمج عدة مواضيع متباينة في تصميم واحد. أردنا أن نعكس الطابع الفني لستيفاني، المرتبط بشغفها الكبير بالتمثيل والموسيقى، إلى جانب المرح والعفوية اللذين يميزان شخصيتها. كما كان لا بد من إبراز عنصر البحر الذي يجمعها بزاف، دون أن نتنازل عن الأناقة، وهي أساس في هوية تصاميم الدار. جمع هذه العناصر بتناغم داخل فستان واحد كان المهمة الأصعب، لكنها منحتنا فرصة لابتكار تصميم غني بالرمزية والتفاصيل.

هل ترى أن هذا التصميم يفتح الباب أمام فساتين زفاف تتميّز بطابع رمزي وشخصي؟
من دون شك. لقد لاقى الفستان إعجاباً واسعاً بين الشابات، وكانت ردود الفعل إيجابية للغاية، ما يدل على مدى تأثير التصاميم التي تحمل بُعدًا شخصيًا ورمزيًا. حين يعكس الفستان هوية العروس وقصتها الخاصة—even بأسلوب بسيط—يصبح أكثر من مجرد قطعة أزياء؛ يتحوّل إلى تجربة تعبّر عن مشاعر وذكريات، وهذا ما يجعل التصميم مميزًا ولا يُنسى.

كيف تصف دور المصمم في تحويل لحظة شخصية إلى عمل فني خالد؟
يكمن دور المصمم في الاستماع بعمق لرغبات العروس وفهمها جيدًا، ثم توجيه هذه الرغبات بما يتناغم مع رؤيته الفنية الخاصة. النجاح الحقيقي يتحقق عندما يتمكن المصمم من إبراز الجمال الطبيعي للعروس عبر تصميم يعكس شخصيتها وروحها، ليُحوّل لحظة شخصية إلى تحفة فنية تبقى خالدة في الذاكرة.
وأخيراً، ما الرسالة التي تود أن ينقلها هذا الفستان لكل عروس تطمح إلى إطلالة استثنائية؟
الفستان المثالي هو الذي يجعل العروس تشعر وكأنها الأجمل على الإطلاق، يعزز ثقتها بنفسها، ويمنحها إحساسًا عميقًا بأنها تعيش لحظة فريدة لا تُنسى في كل تفاصيلها.

أما الستايلست إبراهيم فخرالدين، الذي يعرف تمامًا ذوق وشخصية ستيفاني نظرًا لعمله معها منذ سنوات، يوضح:
"عندما بدأنا العمل على فكرة فستان الزفاف، واجهنا خيارين: إما التوجه نحو فستان ‘الصيحة’ بلمسات عصرية وجريئة، أو نحو فستان أنيق يحمل جمالًا خالدًا وراقياً، وهو الخيار الذي وقعنا عليه لما يتمتع به من رقي وأسلوب أوروبي فاخر."
ويضيف: "اخترنا دار جورج حبيقة بناءً على علاقتي بالمصمم جاد حبيقة، الابن، الذي تربطني به علاقة عمل وصداقة طويلة. وبدأنا التنسيق على التصميم بدون حضور العروس، نظرًا لانشغالها بعمل خارج لبنان، وقبل أسبوعين فقط من الحفل بدأت ستيفاني في متابعة الفستان داخل الدار، حيث أعجبت كثيرًا بالتفاصيل التي أشرفت عليها خلال غيابها."
أما الطلب الوحيد الذي أصرّت عليه ستيفاني في فستان زفافها، يشرح فخرالدين، فكان "أن يطرز عليه نجمة البحر". من جانب آخر، استوحى العريس زاف أيضًا تفصيلاً صغيرًا من عالم البحار، وهو استخدام حبال البحارة في ربطة عنقه، لتكون بمثابة مفاجأة مميزة لستيفاني.
-خاص "هي": ستيفاني عطالله... عروس تراقص الحب على نغمات صيفية