كلي كل شيء وانحفي بشكل طبيعي

دبي: معالي الغمري Maaly Elghamry "بيثيني فرانكل" شيف المشاهير الأمريكية تقول لك: (تخلصي من عبودية الحميات الغذائية وكلي كل شيء وانحفي بشكل طبيعي) لا توجد امرأة على وجه الأرض لا تحلم بأن تكون نحيفة، والكثيرات يضعن أنفسهن تحت أقسى أنواع الحرمان من الطعام لكي يحافظن على رشاقتهن، ولكن الأكثر عددا هن من يحلمن بنحافة طبيعية من دون عذاب الحمية المستمرة، ويكرهن تماما التقيد بقواعد نظام غذائي، ولو ليوم واحد، ولا يطقن الحرمان مما لذ وطاب طوال العمر. وإذا كنت مثلي ومثلهن تكرهين الخضوع لقواعد النظم الغذائية الصارمة والإحساس المستمر بالذنب كلما أكلت طعاما لذيذا، وينغص حياتك التفكير المستمر في عدد السعرات الحرارية، فأبشري لأن الفرج قد جاءك على شكل حمية جديدة ستتحقق حلمك وتحولك إلى أمرأة نحيفة بشكل طبيعي، وتحررك إلى الأبد من قسوة الحميات الغذائية القاسية. فهي تسمح لك بتناول كل أنواع الطعام ومع ذلك تضمن لك رشاقة دائمة. الحمية أو الأسلوب الجديد للتغذية والحياة الذي وضعته في كتاب اكتسح الأسواق الأمريكية، وصعد إلى أعلى قائمة جريدة الـ"نيويورك تايمز" لأفضل الكتب مبيعا، الشيف بيثيني فرانكل المتخصصة في الأغذية الطبيعية التي تظهر على شاشة التلفزيون الأمريكي في الكثير من البرامج حول التغذية الصحية، كما أن لها العديد من التسجيلات على اليوتيوب، إضافة إلى تدويناتها على الإنترنت وعمودها الدائم الذي تكتبه في مجلة الصحة. وهي أيضا صاحبة منتجات مخبوزة تباع في المحلات تحت اسم "مخبوزات بيثيني"، وذلك بالمشاركة مع إيف أدامسون. ولكن أهم معلومة قد تهمك معرفتها عنها هو سبب حفاظ الشيف الأمريكية الشهيرة على جسم نحيف وسبب النحافة الطبيعية لكل المشاهير الذين تعد لهم طعامهم. وأول ما تؤكده "بيثيني" في مقدمة كتابها هو أن الحصول على جسم نحيف بشكل طبيعي لا يحمل وراءه سرا حربيا ولا هو شيء بعيد المنال. ولكنه شيء غاب عن بال الكثير من النساء، وخصوصا الأمريكيات اللائي انتشرت لديهن البدانة المفرطة رغم الهوس بالحميات الذي ساد المجتمع كله كالإعصار، ورغم أن الملايين من البشر قد أصبحوا عبيدا مكبلين بقيود الحميات الغذائية التي لا نهاية لعددها وأنواعها. فالنحافة ليس معناها في رأيها الحرمان من الاستمتاع بالأكل. فالطعام الخالي من المذاق اللذيذ لا قيمة له. ولا ضرورة أبدا لأن نعذب أنفسنا بصفة مستمرة كلما اشتهينا أكل قطعة كيك أو بسكويت أو بعض البطاطا المقلية أو الحلوى، أو فشلت الواحدة منا في ارتداء بنطلون جينز ضيق. لا بد، كما تقول الخبيرة الأمريكية، أن نتوقف عن كراهية أنفسنا لمجرد أن مظهرنا مختلف عما نتوقع له أن يكون. وننفق الملايين على برامج الحميات المختلفة والشركات التي توصل الطعام الصحي المنحف إلى البيوت أو على شراء كتب ومجلات النظم الغذائية الموصلة للرشاقة. الشيف الأمريكية الشهيرة تصف نفسها بأنها مهووسة طعام صحي، لأنها تحب الطعام الطبيعي ذا الخواص الجيدة الذي يجعلها تشعر بأنها أقوى وأفضل وأكثر حيوية. ومع ذلك فهي عندما تطبخ فإن اهتمامها ينصب أولا على المذاق اللذيذ. فالطعم شيء لا تقل أهميته عن المكونات المغذية في الطعام. وكل هذا كلام جميل، ولكن السؤال الصعب هو "كيف ننفذه ونحوله إلى واقع؟". الإجابة بسيطة، فقد وضعت "بيثيني" عشر قواعد تعطيك النحافة الطبيعية. 1- فكري في حميتك كحساب بنكي: وهي القاعدة الأهم، ويجب الاحتفاظ بها في فكرك كل يوم، وكلما أكلت أي شيء. ويجب تذكرها دائما حتى تصبح طبيعة ثانية بالنسبة إليك. فكما تعملين في حسابك البنكي على الموازنة بين المصروفات والمدخرات، وازني أيضا بين خياراتك لأنواع الطعام في كل وجبة. ولا تأكلي كثيرا من كل نوع، ولا تأكلي مرتين من نفس النوع. وازني بين تناول النشويات والبروتين والخضراوات والفاكهة والحلويات. واحتفظي دائما بمساحة للمدخرات. أي توقفي عن الأكل قبل أن تمتلئ معدتك تماما. وأسلوب التوازن هذا مهم جدا وناجح على الأغلب، ونتيجته أفضل من عد السعرات الحرارية وهوس قياس ووزن الجسم. فمثلا لو أكلت بان كيك في الصباح، وهي معجنات حلوة، فماذا تختارين للغداء؟ معكرونة؟ بالطبع لا، لأنها أيضا نشويات اختاري خضراوات ونوعا من البروتين كاللحم أو الدجاج أو السمك. والتوازن لا يكون في اختيار نوع الطعام فقط، ولكن كميته أيضا. وازني حجم شهيتك أيضا، فلو تناولت إفطارا خفيفا يمكنك أكل كمية أكبر من الطعام في الغداء. تعلمي أن توازني أيضا خياراتك بين النوع نفسه، فأنت مثلا تريدين تناول طبق من المعكرونة، ولكن هناك أنواع كثيرة، فمنها الغني المليء بالدهون والزيوت، والبسيط المطهو مع الخضراوات أو الدجاج بكمية صغيرة من الزيت، والتوازن هو أن تختاري النوع الثاني بدلا من الأول. ومن وسائل تطبيق مبدأ التوازن قاعدة القضمة، فالطعام مهما كان لذيذا يقل إحساسك بلذته مع كل قضمة. فلم لا تكتفين بواحدة أو اثنتين فقط، وبهذا تتذوقين كل أنواع الطعام بدون إسراف في الأكل. ومع الوقت ستجدين نفسك تنفذين هذا التوازن من دون وعي منك وبطريقة طبيعية. 2- يمكنك أكل كل شيء ولكن ليس معا: فالحياة عبارة عن اختيارات، أي أنه يمكنك أكل كل ما ترغبين فيه، ويجب فعلا تناول أنواع متعددة من الغذاء، ليصبح الطعام مشوقا ومغذيا بقدر الإمكان، ولكن اجعلي الأمر بسيطا بأن تملئي طبقك بطعام صحي مثل السلطة والحساء، ثم اختاري نوعا أو اثنين من أي نوع تحبين تناوله. وتذكري أن هناك دائما فرصة لتناول أنواع أخرى في وجبات أخرى، ولا داعي لتناول كل الأنواع في وجبة واحدة. 3- تذوقي كل شيء ولا تأكلي شيئا: لمَ تملئين معدتك بنوع واحد من الطعام، بينما يمكنك أخذ قضمات صغيرة من كل نوع من الأنواع اللذيذة، ثم تتوقفين قبل أن تفقدي الإحساس بلذة الطعام، لأن القضمات الأولى هي دائما الألذ، وكلما زادت كمية ما تأكلينه منه، قل استمتاعك بطعمه. عندما تكون الأنواع المعروضة أمامك كثيرة مثل حالة البوفيه المفتوح اختاري من بينها ما تفضلينه. وإذا عجزت عن الاختيار فخذي كمية صغيرة من كل شيء، وبذلك تتذوقين الجميع من دون تناول كمية أكثر من حاجتك. 4- انتبهي إلى طعامك: لا تأكلي إلا وأنت على استعداد للانتباه إلى ما تتناولينه. فلا تأكلي مثلا وأنت واقفة أو خلال انشغالك بالعمل، أو قيادة السيارة، أو مشاهدة التلفزيون. اجلسي واختبري طعامك، واستمتعي بتناوله حتى يحس جسمك بالوجبة. 5- قللي الأحجام: اجعلي من اختيار الحجم الصغير أسلوبا لحياتك، فكلي مثلا في أطباق أصغر حجما، واشربي في أكواب صغيرة لكي تعودي نفسك على تناول كميات أصغر من كل نوع من الطعام. 6- توقفي عن عادة تناول كل ما في الطبق. إذا شعرت بالشبع، فتوقفي عن الأكل، وانسي ما علموه لك في صغرك من ضرورة أكل كل ما في الطبق. وبدلا من تنظيف الطبق من كل ما عليه أعطي الزائد والمتبقي من طعامك لشخص آخر، أو احتفظي به لتأكليه خلال الوجبة التالية، أو اتركيه إذا كان مذاقه ليس جيدا جدا. المهم ألا تأكلي الزائد من الطعام لمجرد تفريغ الطبق مما عليه. 7- تفحصي نفسك قبل أن تهدميها: والمقصود بهذه القاعدة هو أن تتوقفي عن عادة تناول الطعام للتسلية. وإدراك حقيقة أنه يمكنك تناول أي نوع من الطعام، وأنه ليس هناك أي ممنوعات سيساعدك على كسر هذه العادة والتحكم في قراراتك بتناول أي الأطعمة، والامتناع عن أي منها، أو متى تتوقفين إذا قررت تناول بعضها. 8- اعرفي حقيقتك: بعض الناس يمكنهم الاستغناء عن وجبة أو أكثر، وبعضهم لا يستطيع، والبعض لديه ضعف أمام السكريات، بينما البعض الآخر يمكنهم رفض تناولها إذا قدمت لهم، وبعض الناس يمكنهم تناول القليل من المعكرونة، والبعض الآخر لا يستطيع، والبعض يحتاجون إلى تناول الطعام الخفيف بين الوجبات والبعض الآخر لا يحتاج. ولهذا لا بد أن تعرفي أي الأنواع أنت. وما إذا كنت نباتية أو تعانين من حساسية ضد الغلوتين مثلا، أو ما إذا كنت من المهووسين بممارسة الرياضة، أو ما هي عاداتك على وجه التحديد. المهم أن تعرفي نفسك، وأن تحددي الطريقة التي تأكلين بها لتناسب حقيقتك. 9- اختاري الطعام الحقيقي: كلما أتيحت أمامك الفرصة للاختيار اختاري الطعام العضوي الذي ينمو في موسمه، وتناوليه في صورته الحقيقية. ولكن لا داعي لأن تلتزمي بذلك بدقة إلى درجة الهوس، فأحيانا لا يكون أمام الفرد إلا خيارات كلها مكونة من أغذية مصنعة، ولا بأس من تناولها مرة عابرة. ولكن إذا تنوعت الخيارات، فاختاري تناول الفاكهة الطازجة أو البروتين العضوي. الفاكهة مفيدة جدا لتنظيف الجسم ومده بالمياه والفيتامينات، ولكن تذكري أنها مليئة بالسكر، فلا تكثري منها، واكتفي باثنين في اليوم. أما الخضراوات فمغذية جدا ومهمة، خصوصا إذا تناولتها نيئة من دون طهي، وهي تملأ معدتك وتشعرك بالشبع بعكس الفاكهة التي تشعرين بالجوع بعد تناولها بدقائق. فجسمك سيشكرك على حسن اختيارك. 10- اجعلي مقياسك اختيار ما هو جيد بالنسبة إليك: كل عادة تقررين تغييرها يجب أن تخرج من حقيقة واحدة هي حبك لنفسك واهتمامك بذاتك. فمهما كان ما تقررين فعله أو اختياره من طعام أو من أسلوب لحياتك، فابني اختيارك على ما هو جيد بالنسبة إليك قبل أي شيء آخر.