اعترافات المشاهير بالخيانة الزوجية.. طوق النجاة الوحيد

الاعتراف سيد الأدلة، أمام القضاء، ولكن اعترافات المشاهير بالخيانة الزوجية، ليست وسيلة إدانة بقدر ما هي "طوق النجاة الوحيد"، لإنقاذ اسرهم من الانهيار بسبب نزوة عابرة، والهروب من حملات الابتزاز التي تشنها بعض المدونات التي حققت مجدها على حساب شرف وسمعة نجوم السياسة والفن والاعلام.
 
عندما قالت النجمة أنجلينا جولي إنها اكتشفت خيانة صديقها براد بيت لها قبل عدة أشهر مع فتاة سمراء في العشرين من عمرها، لم تكن الجملة صادقة بالكامل، فهي في الحقيقة لم تكتشف شيئا ولكن الرجل الذى فوجئ بزوجته تمنحه جزيرة على شكل قلب بمناسبة عيد ميلاده الـ50، يوجد عليها منزلان من تصميم المهندس المفضل لبراد بيت، وتبعد 50 ميلًا عن سواحل الولايات المتحدة الأميركية، شمالًا من مدينة نيويورك، وتقدر قيمتها بـ12 مليون جنيه إسترليني، فلم يطاوعه ضميره ان يواصل الخداع، فخر أمامها باكيا ومعترفا بكل ما جرى في أغسطس الماضي، بينما لم تكن قد تعافت بشكل كامل بعد عملية استئصال ثدييها.
 
جولي قدمت قصة الخيانة الكاملة مبللة بدموعها لمجلة Star Magazine الأميركية، قائلة: “فوجئت به يعترف لي أنه ارتكب حماقة وخطأ في ليلة ما، ثم سرد التفاصيل، وفي هذا اليوم وقع بيننا أكبر خلاف ومشاجرة في تاريخ علاقتنا” وأضافت: "لقد أمطرني بالعديد من الهدايا الثمينة ولكنني لن أثق فيه أبدا".
 
القصة نفسها تكررت عشرات المرات سابقا وأغلب حالات الاعتراف بالخيانة الزوجية انتهت باستمرار الزواج ففي عام 2004 اعترف كابتن المنتخب الإنكليزي لكرة القدم السابق ديفيد بيكهام خلال مكالمة هاتفية لزوجته نجمة البوب فيكتوريا انه ارتبط بعلاقة غرامية خارج الزواج، في إشارة منه إلي صدق ادعاءات سكرتيرته السابقة ريبيكا لوس التي أصرت على أنها أقامت علاقة معه. 
 
بيكهام أوضح لزوجته أنه ارتبط بريبيكا وبعث برسائل نصية إليها، إلا أنه رفض الإفصاح عن ذلك علنية ونفي مزاعم سكرتيرته تماما في جميع الصحف، وقد سارعت فكتوريا بيكهام وقتها بإعلان أنها تفكر بجدية في الانفصال عن زوجها بيكهام، ولكن هدية ثمينة قدمها ديفيد لفيكتوريا عبارة عن خاتم من الماس بمليون جنية إسترليني في عيد ميلادها الثلاثين أنقذ هذا الزواج ليستمر حتى الآن. 
 
عام 2010 خرج جيسي جيمس زوج الممثلة الشهيرة ساندرا بولوك عن صمته بشأن تقارير تحدثت عن خيانته لزوجته الحائزة على جائزة الاوسكار وقال لمجلة (بيبول) انه "اساء التقدير" وطلب من اسرته ان تغفر له.
 
وقال جيسي الذي تزوج بولوك عام 2005 انه يتحمل مسؤولية افعاله وقدم اعتذاره لبولوك بعدما نشرت مجلة "ان تاتش" الاميركية ادعاءات لعارضة ازياء بانها أقامت علاقة مع جيمس، لكنه امتنع عن الاعتراف بإقامة علاقة خارج إطار الزواج مع امرأة أخرى، وأصدر بيانا صحفيا قال فيه: "بسبب سوء تقديري. استحق كل شيء سيء قد يعترض طريقي. "سبب هذا ألما واحراجا لزوجتي واطفالي يفوق الادراك وانني حزين جدا لأنني جلبت هذا لهم. انني اسف جدا حقا للأسى الذي سببته لهم. امل يوما ما ان يغفروا لي."، لكن ساندرا بولوك لم تغفر أبدا لزوجها فقد غادرت المنزل وقدمت طلب للطلاق وحصلت عليه بالفعل.
 
اعتراف الخيانة الأكثر صدمة للعالم كان على يد الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية بيل كلينتون، في السابع عشر من أغسطس 1998، عندما خرج ليعترف رسميا بأنه كان على علاقة غير لائقة مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، فيما سمي بفضيحة Monica gate. 
 
البداية كانت عند ليندا تريب صديقة مونيكا المقربة والتي قامت بشكل سري بتسجيل محادثات تليفونية بينها وبين مونيكا يناقشان فيها تفاصيل العلاقة بين مونيكا وكلينتون، وقد اعطت ليندا التسجيلات للمستشار المستقل كينيث ستار وساعدت كذلك على استمرار التحقيقات في فضيحة وايت واتر وقد وسع ستار تحقيقاته لتشمل مونيكا لوينسكي وكلينتون واخرين في محاولة لكشف الحقائق في قضية بولا جونز.
 
بعدها اعترفت مونيكا لوينسكي بممارسة الغرام مع كلينتون في المكتب البيضاوي والحجرات الملحقة بالجناح الغربي بالبيت الأبيض، وهو ما اعتبر سندا قويا لمحاكمة الرئيس السابق كلينتون لاحقا بتهمة عرقلة سير العدالة وشهادة الزور.
 
فضيحة مونيكا كشفت عن التاريخ الأسود لخيانات كلينتون لزوجته هيلاري، فقد تم الكشف عن علاقات متعددة أهمها علاقة مع المغنية والموظفة السابقة لدي ولاية اركانساس واسمها جنيفر فلاورز والحادثة مع الموظفة لدي ولاية اركنساس أيضا بولا جونز في غرفة بفندق ليتل روك والتي ادعت فيها بولا ان كلينتون خلع ملابسه امامها وقد ظهرت هذه الادعاءات بينما كان كلينتون حاكما لأركنساس وظهر موضوع مونيكا حينما حاول محامو بولا جونز الحصول على ادلة جانبية تؤكد صدق ادعاء موكلتهم.
 
نفي كلينتون أثناء المحاكمة سنة 1998 أي علاقة مع مونيكا، ولكن بعد ضغوط من ستار الذي حصل على فستان ازرق يخص مونيكا عليه السائل المنوي لكلينتون وأيضا حصل على اعتراف من مونيكا ان كلينتون قد وضع سيجارا في أماكن حساسة بجسدها، اعترف بيل كلينتون في يوم 17 أغسطس 1998 انه كذب على الشعب الأميركي وانه كان على علاقة غير شرعية مع مونيكا لوينسكي ولكنة أنكر ان يكون قد شهد زورا، وأعلنت هيلاري دعمها لزوجها في أزمته ولا زالا زوجين حتى اليوم.
 
أبرز لاعبي الغولف في العالم تايغر وودز، أول لاعب يفوز بالدورات الكبرى على التوالي، ويتضمن سجله 14 لقبا في بطولات "الغراند سلام"، كان الصدمة الأكبر لعشاق الرياضة عندما اعترف عام 2009 بتفاصيل خيانته لزوجته العارضة السويدية السابقة إلين نورديغرين، وأكد صحة ما تردد عن علاقاته الغرامية مع عدد من النادلات والمضيفات في ملاه ليلية ونجمات أفلام إباحية، بحيث وصل عدد الفتيات اللاتي ادعين بأنهن كن على علاقة به إلى أكثر من 10، من بينهن مذيعة بريطانية لم يفصح عن اسمها أبدا.
 
تايغر اعتذر على «الزلات» التي ارتكبها، وأعلن أنه قرر الابتعاد عن رياضة الغولف إلى أجل غير مسمى، وأنه سيهتم بإنقاذ زواجه، قائلا: «إنني أدرك بعمق ما سببه عدم إخلاصي من خيبة وألم للكثير من الناس، خصوصا زوجتي وولدي».
 
وأضاف وودز: "أريد أن أعتذر للجميع وأطلب منهم المغفرة. قد يكون من الممكن إصلاح الضرر الذي تسببت فيه، ولكنني أريد أن أبذل قصارى جهدي لكي أحاول"، وقد جاء الرد "سريعا وحكيما" من إلين فقد أعلنت أنها سوف تقف بجانب زوجها من أجل طفليهما، لأنها تعرف معنى المعاناة التي يعاني منها الأطفال عندما ينفصل الأبوان، فهي ابنة سياسية سويدية معروفة، وأبوها كاتب ومذيع سويدي معروف، وهما مطلقان، ولطالما عانت روديغرين من انفصالهما الذي حصل وهي في السادسة من عمرها، وهذا ما لا تريده أن يحصل لابنها تشارلي اكسيل، وابنتهما سام اليكسيس.
 
ولكن الفضائح المتتالية أخرجت الزوجة عن صمتها قائلة إن سلسلة خيانات زوجها جعلتها تعيش "في جحيم"، وأوضحت أن «كلمة الخيانة ليست قوية كفاية» لوصف ما قام به زوجها السابق، مضيفة: "شعرت وكأن عالمي ينهار. كنت أحبه، لقد أمضينا أوقاتا ممتعة ومسلية كثيرا معا، وكنت أشعر بالأمان معه"، ثم طلبت الانفصال.
 
ممثل أفلام الحركة والإثارة وحاكم ولاية كاليفورنيا لدورتين أرنولد شوارزينغر اقر هو الآخر بانه خان زوجته ماريا شرايفر مرات عدة خلال زواجهما الذي دام 25 عاماً، واعترف أن خيانته لها مع مديرة المنزل التي أسفرت عن ولادة ابن له كانت “أغبى تصرف قام به”. وأوضح أن زوجته كانت على علم بتلك العلاقات.
 
الاعترافات لم تكن في بيان صحفي ولا ردا على شائعات ولكن في كتابه الأول لسيرته الذاتية الذي صدر رسميا متوافقا مع انفصاله عن زوجته عام 2011، التي سامحته على الخيانة ولكن لم تسامحه على اقراره بأبوة طفل من علاقة غير شرعية.
 
أغرب وقائع الاعتراف بالخيانة الزوجية قدمها المذيع الأميركي اللامع ديفيد ليترمان عام 2008 على الهواء مباشرة عبر برنامجه "ليت نايت شو" الذي يحظى بمشاهدة واسعة، فقد تقدم باعتذار علني لزوجته عن خيانته لها وإقامته علاقات مع بعض الموظفات في فريق عمله. 
 
وقال ديفيد ليترمان إن زوجته ريجينا "أصيبت بجرح شديد" بسبب سلوكه وتصرفاته. وأضاف المذيع: "عندما يحدث مثل هذا الأمر فإن هناك مسئولية تقع على عاتق المرء بمحاولة تسوية المسألة". 
 
وجاء هذا الاعتراف بسبب محاولة أحد المنتجين في المحطة ابتزاز المذيع الشهير والحصول منه على مليوني دولار مقابل التستر على هذه المعلومات، وتقدم ليترمان في أول ظهور له بعد هذا الاعتراف، بالاعتذار لفريق عمله وقال: "هؤلاء الأشخاص دعموني بشكل كبير" وشكرهم على تحملهم "حماقاته". 
 
الاعتراف سيد الأدلة ولكنه في عالم الخيانة الزوجية إما وعدا ببداية جديدة تخلو من النزوات، أو نهاية تليق بحب قتلته الخيانة.