برود زوجي... يقتلني

"أحر ما عندي أبرد ما عنده" هذا المثل الشعبي يستعمل عندما نتعامل مع شخص تتصف ردود أفعاله بالبطء ويغلب عليه البرود ويصعب التفاهم معه، فكيف إذا كان هذا الشخص هو شريك العمر"الزوج" شخصياً! 
 
ما هو رأي الزوجات في التعامل مع "الزوج البارد" هل يعتبرن ذلك ميزة أم عيب؟
 
هذا السؤال طرحته "هي" على بعض الزوجات السعوديات فكانت ردودهن كما يلي:  
 
بدأنا مع سهى حامد 25 سنة، فقالت: "لا يمكن أن يكون برود الزوج ميزة، فزوجي بارد وبطيء في كل شي، لذا فأنا أفتقر إلى المشاركة والتعاون في حياتي معه، وأثر ذلك على أسلوبي معه ومع من حولي فقد تغيرت نفسيتي كثيرا وأصبحت عصبية لا أطيق شيئا او احدا حتى طفلي".
 
وأكدت مها م.ع. 37 سنة، أن التعامل مع الزوج البارد يشكل ضغطا عصبيا كبيرا على الزوجة، فقالت: "بسبب أسلوب زوجي البارد فإن مسؤوليات البيت كلها عليَ، فهو بارد فى ردوده وتعاملاته ومواجهته لأي مشكلة ومتبلد المشاعر، فأحياناً أبكي من الموقف وهو لا يتحرك فيه شعرة، ودائماً ما يصفني بأني أُكبر المواضيع وأعصب على أتفه الأشياء وأنا عكسه تماماً، فمهما كانت المشكلة من وجهة نظره علينا أن نتمهل وننظر للمشكلة من عدة زوايا، والمصيبة أني لا أجد أي حل لديه في النهاية بل أشعر أحياناً بأنه لم يفكر في أي حل أصلا!"
 
وتجد وجدان عبدالله 33سنة، أن الحياة الزوجية تحتاج إلى الإتزان فبرأيها أن الشخص البارد يتوافق مع الشخص الحار والعكس صحيح، وقالت: "لا أنكر أني أشعر بالضيق أحياناً من أسلوب زوجي البارد، ولكني أحاول أن ألتمس له الأعذار في ذلك بسبب كثرة الضغوط النفسية والمسؤوليات وأقنع نفسي بأن طول البال من الحلم والصبر، ولا علاقة له ببرود الاعصاب". 
 
أما الهنوف عبدالله 30سنة، فقد قالت وهي مبتسمة: "معظم النساء "لا يعجبهن العجب ولا الصيام في رجب" وللأسف فإن معظم الزوجات تعتقدن أن هذا يدل على ضعف في شخصية الزوج، وتنسى أن البارد عندما يثور فإنه سيثور كالبركان عليها، وأنا أميل إلى وصف زوجي بالهادئ وليس البارد، وحتى إن كان باردا فهذا برأيي أفضل من الزوج العصبي الذي يثور على أتفه الأسباب".
 
وعبرت الإخصائية الإجتماعية جيهان توفيق عن رأيها حول هذا الموضوع فقالت: "الزوج الذي يتصف بالبرود يتمتع بمميزات أخرى أهمها أنه يتميز بدرجة عالية من الإصغاء، ولا يرغب في الإعتراض على الأفكار المعروضة بدون سبب، وعلى الزوجة أن تسأل نفسها عن نصيبها من المسؤولية في ذلك، فقد تكون عصبيتها الزائدة هي السبب في انتهاج زوجها منهج البرود في التعامل معها، وحينها عليها أن تبدأ بإصلاح أخطائها وتعديل أسلوبها، بالاعتماد على الحوار الهادئ القائم على الاستماع الجيد الذى يؤدى إلى تفهم وجهة نظر الطرف الآخر ومشاعره، وأن تظهر لزوجها دائماً الإحترام والود".
 
وأضافت: "بشكل عام علينا أن ندرك أن بعض المواقف تستدعي برود الاعصاب وعدم المبالاة، وهنا يكون البرود ميزة أما غير ذلك فسيكون عيبا، وأفضل طريقة تتعامل بها الزوجة مع الزوج البارد أن تحرص على قضاء وقت خاص معه فى الحديث والمرح والتنزه، وأن تعبر له كل يوم عن احتياجها إليه، وتقديرها لما يقوم به من أجلها هي والأبناء، وعن امتنانها لوجوده فى حياتها، فهذا يعزز شعوره برجولته، وبالتالي مسؤولياته تجاهها".