تسمَم الدم يودي بحياة شخص كل عدة ثواني عالمياً

ما زال إنتان الدم في طليعة أسباب الوفيات الناجمة عن الإلتهابات رغم التقدم الكبير الذي شهده ويشهده الطب الحديث على صعيد اللقاحات والمضادات الحيوية والرعاية الحثيثة، وتتراوح نسبة الوفيات الناجمة عنه في المستشفيات من 30 إلى 60 بالمئة.
 
ما هو إنتان أو تسمَم الدم؟
إنتان الدم، المعروف أكثر بتسمَم الدم، ينجم عن التهاب بسبب عدوى جرثومية سرعان ما تنتشر عبر مجرى الدم إلى كافة أجزاء الجسم. ولا يميَز إنتان الدم بين شخص وآخر، غير أن كبار السن أكثر عرضةً للإصابة به، لا سيما مَن يعانون أمراضاً مزمنة. ويتفاقم خطر الإصابة بإنتان الدم بين أولئك الذين خضعوا لعملية جراحية مؤخراً، ومَن أُجريت لهم عملية قسطرة، مثلما يتفاقم خطر الإصابة به جرّاء ضعف مناعة الجسم.
 
وبهدف تسليط الضوء أكثر على هذه المسألة الصحية الخطيرة، أطلقت مدينة الشيخ خليفة الطبية بإدارة كليفلاند كلينيك حملة توعية بمرض إنتان الدم Sepsis، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض الذي يصادف يوم 13 سبتمبر من كل عام. تضم الحملة مجموعةً من الفعاليات التي سيتم تنظيمها مساءً وتضم محاضرات طبية توعوية تسلط الضوء على مرض إنتان الدم.  
 
وتأتي هذه الحملة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها مدينة الشيخ خليفة الطبية بهدف تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض إنتان الدم، وذلك من خلال حرصها على اتباع أرقى المعايير العالمية وتطبيق أفضل الممارسات الطبية. 
 
وحثَ أخصائيو مدينة الشيخ خليفة الطبية سكان الدولة على التنبّه إلى أعراض هذا المرض  الخطير، وأشار الدكتور هيوبرت هُن، رئيس قسم طب الحالات الحرجة في مدينة الشيخ خليفة أن كثيرين لا يعرفون أعراض مرض إنتان الدم التي تشمل الحُمّى والقشعريرة وتسارع نبضات القلب وصعوبة التنفس والتشوّش وترطّب وبرودة الجلد. وفي حال عدم التنبّه إلى أعراضه والبدء بعلاجه دون إبطاء، قد يتفاقم إنتان الدم ويتسبّب بحالة بالغة الخطورة تُسمى طبياً "الصدمة الإنتانية.
يُذكر أن اليوم العالمي لإنتان الدم جاء بمبادرة أطلقها ما يُعرف باسم «التحالف العالمي للإنتان» (GSA) الذي يضم تحت مظلته العديد من الهيئات والمنظمات غير الربحية والساعية إلى نشر التوعية والمعرفة بمرض إنتان الدم. وعالمياً يُعد إنتان الدم أحد أخطر الأمراض المميتة التي لا تميَز بين البلدان الغنية والمتقدمة والبلدان النامية أو عديمة الموارد.
 
وفي العالم المتقدم إرتفع عدد المصابين به على نحو لافت بنسبة تتراوح بين 8-13 بالمئة سنوياً خلال العقد المنصرم وذلك وفقاً لأرقام «التحالف العالمي للإنتان»، ويتسبّب إنتان الدم بوفيات تتجاوز الوفيات الناجمة عن سرطان الأمعاء وسرطان الثدي معاً.