ما العلاقة بين الإصابة بنزلات البرد وفصل الشتاء؟

من المعروف أنَّ هناك صِلةً بين انخفاض درجات الحرارة في فصل الشِّتاء وزِيادة فُرص إصابة الإنسان بنزلات البرد الشائعة؛ ولكن، حاول باحِثون دِراسةَ هذه المسألة من وجهة نظر مُختلِفة.
 
قال الباحِثون إنَّ درجةَ حرارة المنخرين عند البشر تكون أبردَ من مركز البدن بشكلٍ طبيعيّ؛ ومن المعروف أنَّ الفيرُوسةَ الأنفيَّة، التي تُعدُّ السببَ الشائِع لنزلات البرد، تنمو بشكلٍ أفضل في درجات الحرارة المُنخفِضة هذه.
 
تفحَّصَ الباحِثون السَّببَ الذي قد يُؤدِّي إلى هذا النَّشاط لدى الفيروسة الأنفيَّة؛ ووجدوا أنَّ خلايا المسالك الهوائيَّة عند الفئران كانت أقلَّ قُدرةً على رفع مُستوى دِفاع جهاز المناعة ضدَّ فيروس الزكام في درجات الحرارة المُنخفِضة في أنف الإنسان، بالمُقارنة مع درجات الحرارة المُرتفعة في مركز البدن.
 
رُبَّما تُشيرُ هذه الدِّراسة إلى تفسيرٍ مُحتَمل للتأثير المعروف لدرجات الحرارة في فيروسات الزكام، ولكنَّها تبقى في مراحلها المُبكِّرة، ولم تختبِر سوى سُلالة واحِدة من الفيروسات الأنفيَّة في خلايا الفئران. وبمعنى آخر، تحتاج هذه الاختباراتُ إلى إعادتها على سُلالاتٍ مُختلِفة من الفيروسات وعلى خلايا المسالك الهوائيَّة عند البشر.
 
كما يجب التنويهُ أيضاً إلى أنَّ الدِّراسةَ لم تُقيِّم فعلياً ما إذا كان تأثيرُ درجات الحرارة في فيروسات الزكام يُفسِّر الاعتقادَ الشائع حول تأثير درجات الحرارة المُنخفِضة في فصل الشِّتاء في الإصابة بنزلات البرد، والحِفاظ على دفء البدن للوِقاية منها.