داء السكري: الحمل الثقيل للقرن الـ21

مرض السكري، الذي غالبا ما يطلق عليه الأطباء إسم داء السكري، هو مجموعةٌ من الأمراض الإستقلابية التي يكون لدى الشخص المصاب بها نسبةٌ مرتفعة من الغلوكوز في الدم (أو السكر في الدم). والسبب في ذلك يكون إما عائداً إلى عدم إنتاج كمية كافية من مادة الأنسولين، أو عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين بشكل صحيح، أو كليهما معاً. يحدث النوع الأول من مرض السكري عندما لا يقوم الجسم بإنتاج الانسولين. وهذا النوع من مرض السكري أقل انتشاراً من نظيره النوع الثاني عندما ينتج الجسم بالفعل مادة الأنسولين ولكن ليس بالكمية الكافية لمساعدة الجسم على أداء وظائفه البيولوجية السليمة. 
 
سيحتاج المرضى المصابون بالنوع الأول من مرض السكري إلى أخذ حقن الأنسولين طيلة حياتهم. ويتعين عليهم كذلك الحفاظ على المستويات المناسبة من الغلوكوز في الدم عن طريق إجراء اختبارات منتظمة للدم واتباع أنظمة غذائية خاصة. أما المرضى المصابون بمرض السكري من النوع الثاني، فبإمكانهم الحدَ من أعراضه ومضاعفاته عن طريق إنقاص وزنهم واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الكثير من التمارين الرياضية ومراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار. إلا أن النوع الثاني من السكري يُعتبر من الأمراض التي من الممكن أن يكون لها مضاعفات وتداعيات لا يمكن التنبؤ بها، ومن الممكن أن تسوء حالتها، لينتهي الأمر بالمريض إلى أخذ حقن الأنسولين بشكل منتظم.
 
تعتبر منظمة الصحة العالمية والإتحاد الدولي للسكري مرض السكري بمثابة التحدي الأبرز لقطاع الرعاية الصحية في القرن الحادي والعشرين. إذ إن مضاعفات مرض السكري وحالات الوفاة الناتجة عنه تخلق نوعاً من التحديات الإجتماعية والإقتصادية التي تلقي بظلالها على الأفراد والأسر والشركات والمجتمع ككل. وفيما لو استمر الأمر على هذا النحو، فإن تكلفة مشاريع الإتحاد الدولي للسكري بحلول عام 2030 وتوفير الرعاية الصحبة للأفراد المصابين بالسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستقفز إلى الضعف لتصل إلى 59.7 ملايين. 
 
في دولة الإمارات العربية المتحدة، واحدٌ من بين كل خمسة أشخاص مصابٌ بالسكري، مما يعني أن نسبة الأفراد الذين يتعايشون مع مرض السكري تصل إلى 18.9 في المائة من التعداد السكاني للدولة، وهو ما يجعل الإمارات في المرتبة رقم 11 عالمياً من حيث انتشار مرض السكري فيها بحسب تقرير " Diabetes Atlas" لعام 2012 الصادر عن الإتحاد الدولي للسكري والذي نُشر في العام الماضي. وعلى النطاق العالمي، يُقدَر عدد المصابين بالسكري بأكثر من 371 مليون شخص، نصفهم لم يتم تشخيص حالتهم وفقاً للإتحاد الدولي للسكري.
 
وأشار الدكتور أتول أونديكار، المدير الطبي الرئيسي وممارس عام في عيادات آي كير بقوله: "عندما يتم تشخيص حالة الإصابة لدى المريض على أنها مرض السكري، فلا بد من الإسراع في اتخاذ الإجراء المناسب من حيث إحداث تغيير فوري وفعال في نمط حياة المريض. هناك أكثر من 300،000 شخص في دولة الإمارات مصابين بمرض السكري ولكن لا يعرفون شيئاً عن حالتهم."
 
وخلص أونديكار إلى القول: "في حال أُهمل مرض السكري وتُرك دون علاج أو دون التشخيص المناسب فقد تحدث مضاعفات تؤدي إلى أمراض القلب والكلى وبتر الساق، وفي بعض الحالات فقدان البصر."
 
وعلى غرار ما ذُكر أعلاه، من الممكن مكافحة النوع الثاني من مرض السكري عن طريق إحداث تغيير جذري في طريقة عيشك، بمعنى آخر إختيار نمط الحياة الصحي والسليم. ومن شأن ممارسة بعض التمارين الرياضية المنتظمة أن تساعد على التخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة في الجسم وبالتالي التخلص من السكر الزائد في الدم، وهو ما يساهم في وضع هذا المرض قيد الرقابة الدائمة.
 
توّجي جدول تمارينك الرياضية باتباع نظام غذائي متوازن مع البعد عن التوتر لأن هذا الأخير يجعل من الصعوبة بمكن التحكم بمستويات السكر في الدم.