أسباب اضطراب الدورة الشهرية

إعداد: ولاء حداد
 
تقول الدكتورة ميسون محمد بن عبيد، إستشارية أمراض النساء والولادة أن اضطراب الدورة الشهرية مشكلة تواجه الكثير من السيدات في فترة الخصوبة. وهذه الإضطرابات عارضٌ قد يخفي وراءه مشاكل أكبر من أهمها علاقة هذه الإضطرابات بوظائف المبيض وقدرته على إنتاج البويضات أو كفاءتها ومن ثم حدوث الحمل والإنجاب. 
 
وتتباين اضطرابات الدورة الشهرية حسب سن السيدة أو حسب السبب الذي يكمن وراء هذا الإضطراب، فمن حيث السن يوجد هذا الإضطراب عادة لدى الفتيات أثناء السنوات الأولى من الدورة، ويكون ذلك لعدم نضج المحور الهرموني الممتد من الغدد النخامية ومراكز المخ وبين المبايض، ولذلك يكثر أن تجد هذه الشكوى.
 
ويحدث ذلك الإضطراب مرة أخرى بعد سن الأربعين وقبل أن تبدأ السيدة مرحلة انقطاع الطمث، وهو ما يسمى بسن النضج، ويبدأ هذا الإضطراب بعام أو عامين قبل سن النضج. وهذه شكوى شائعة في هذه المرحلة العمرية، ويؤدي ذلك إلى غزارة الطمث وطول فترة النزف أو إلى تباعد الفترات من دورة لأخرى. 
 
ومن الأسباب الرئيسية لحدوث اضطرابات الدورة الشهرية:
-وجود الأورام الليفية، وهي أورام حميدة تتكوّن في الرحم وتستغرق وقتاً طويلاً حتى تصل إلى حجم كبير ويختلف مكانها، فأحياناً تكون داخل تجويف الرحم وأحياناً أخرى خارج عضلة الرحم، وهي شائعة الحدوث لدى السيدات اللاتي لم ينجبن أو أنجبن عدد مرات قليلة. وهذه الأورام يسهل تشخيصها عن طريق الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو عن طريق المنظار الرحمي. 
 
-أثبتت الدراسات أن زيادة الوزن عند النساء تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي والعديد من الأمراض الأخرى. 
 
-وجود حويصلات على المبيض وهي بدورها تفرز كمية كبيرة من هرمون الأندروجين بجانب كمية بسيطة من هرمون الإستروجين أكثر من المعدل الطبيعي وهذا يؤدي الى نقص في إفرازات هرمونات الغدة النخامية المؤدية إلى عملية التبويض الطبيعية.
 
بالنسبة لتشخيص إضطرابات الدورة الشهرية يتطلّب من الطبيب المعالج مراجعة التاريخ المرضي بكل دقة، من حيث السن والوزن والأمراض العضوية، وعدد مرات الحمل والولادة ونوعها، حتى يتسنى له تقييم الحالة، وبعد ذلك يبدأ الطبيب في الفحص الإكلينيكي لمحاولة تشخيص السبب الرئيسي. ومن أهم أدوات التشخيص الدقيق إستخدام الموجات فوق الصوتية وذلك لاكتشاف وجود أي أورام ليفية وقياس سمك بطانة الرحم أو وجود زوائد لحمية في الرحم، وكذلك تشخيص تكيس المبايض أو وجود أي أورام بالمبيض والرحم. أو عن طريق المنظار الرحمي وهي عملية يتم بها إستكشاف تجويف الرحم من الداخل وتتم تحت مخدر كلي أو جزئي، كما يتم أخذ خزعة من بطانة الرحم وإرسالها إلى مختبر الأنسجة لفحصها، ويمكن قياس نسب بعض الهرمونات التي يحددها الطبيب المختص مثل نسب هرمونات الغدّة النخامية وهرمون الأنوثة وهرمون البروجستيرون وهرمونات الحليب والغدة الدرقية، وعوامل سيولة الدم وعدد الصفائح الدموية خاصة لدى الفتيات عند البلوغ.