مغلف بمضاد حيوي للحد من التهابات الاجهزة القلبية

وجد فريق بحثي بقيادة مستشفى "كليفلاند كلينك" أن استخدام مغلف قابل للامتصاص يحتوي على مضاد حيوي، يمكن أن يخفض معدل الاصابات الخطرة ب الالتهابات التي قد تصيب المرضى عند زرع أجهزة قلبية في أجسامهم، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب وجهاز ازالة الرجفان القلبي، وذلك بنسبة تصل إلى 40%.
 
وجرى تقديم نتائج الدراسة البحثية في الدورة العلمية السنوية الثامنة والستين التي تنظمها الكلية الأمريكية لأمراض القلب، كما عرضت هذه النتائج أمام مؤتمر "الجمعية الاوروبية لإيقاع ضربات القلب" 2019، ونشرت في الوقت نفسه في مجلة "نيو إنغلند" الطبية.

اجهزة قلبية

ويتم سنوياً زرع اجهزة إلكترونية قلبية لنحو 1.7 مليون مريض في جميع أنحاء العالم. وتستخدم هذه الأجهزة لتصحيح الاضطراب في ايقاع ضربات القلب، وتشمل أجهزة تنظيم ضربات القلب وأجهزة الصدمة الكهربائية. ومع أن الأجهزة نفسها آمنة، الا ان المريض يبقى عرضة لخطر الاصابة ب العدوى، لا سيما بعد استبدال الجهاز أو خضوعه لعمليات جراحية ثانوية.
 
وأوضح الدكتور خلدون طرقجي، الرئيس المساعد لقسم فيسيولوجيا القلب الكهربائية بمستشفى كليفلاند كلينك، والمعد الرئيس للدراسة، أن احتمالات اصابة المريض بالتهابات خطرة  ضئيلة، لكنها قد تأتي بعواقب وخيمة إذا حدثت. مضيفا ان الأمر قد يتطلب اتخاذ إجراءات جراحية وازالة الجهاز القلبي والاقامة الطويلة في المستشفى، علاوة على احتمالات الوفاة. 

وقال: "يمثل استخدام المضادات الحيوية قبل عملية زرع الجهاز القلبي مباشرة، التدخل الأول الذي أثبت في تجربة سريرية عشوائية واسعة النطاق أنه يقلل كثيراً من خطر الإصابة بالالتهابات".

مغلف بمضاد حيوي

يتكون المغلف من نسيج مصنوع من شبكة قابلة للامتصاص تغطي الجهاز القلبي، وتكون مصممة لتحقيق الاستقرار في الجهاز عند زرعه في الجسم. كما أنها مطلية بنوعين من المضادات الحيوية هما المينوسيكلين والريفامبين، اللذين يتحرران باستمرار في جيب الجهاز لمدة لا تقل عن سبعة أيام، في حين يتم امتصاص المغلف بالكامل في غضون تسعة أسابيع.

وقد شارك في التجربة العالمية 6,983 مريضاً توزعوا على 181 مركزاً طبياً في 25 بلداً، ممن سوف تزرع لديهم اجهزة جديدة مزيلة للرجفان القلبي للعلاج بالمزامنة القلبية، أو يخضعون لإجراءات محددة على أجهزتهم القلبية الإلكترونية المزروعة، تشمل احداث تغييرات في الجيوب واستبدال المولدات وإجراء تحديثات على الأجهزة. واختير عدد من المرضى عشوائياً لتلقي المغلف، وجرت متابعتهم لمدة 12 شهراً على الأقل. 

وقد تلقى جميع المرضى المضادات الحيوية الوقائية قبل خضوعهم للعملية الجراحية لتقليل مخاطر العدوى. ووجدت الدراسة أن 1.2% من المرضى في المجموعة الضابطة (42 مريضاً) اصيبوا بعدوى كبيرة مقارنة بما نسبته 0.7% (25 مريضاً) في مجموعة المغلف، أي بفارق قدره 40%. 

وشملت الاصابات الكبيرة بالعدوى 17 اصابة بالتهاب الشغاف القلبي (بطانة القلب الداخلية)، و50 اصابة بالتهابات في جيوب الأجهزة، مع عدد أقل من التهابات الجيوب في مجموعة المغلف.

من جانبه، قال الدكتور بروس ويلكوف مدير إدارة أجهزة تنظيم ضربات القلب واضطراب النظم التسرعي في "كليفلاند كلينك" وأحد كبار معدي الدراسة، ان معدلات الإصابة في هذه الدراسة "منخفضة للغاية عموماً مقارنةً بدراسات أجريت على تجارب أخرى"، مؤكداً مع ذلك أن المغلف "ظل قادراً على افادة المرضى بدرجة كبيرة عبر الحد من إصابتهم بالعدوى". وأضاف: "بالنظر إلى خطورة الالتهابات المرتبطة بالأجهزة القلبية والتي تصيب المرضى، فإننا نسعى جاهدين لخفض معدلات الإصابة لاقرب ما يمكن من الصفر".