التشجيع على الكشف المبكر والتطعيم للوقاية من سرطان عنق الرحم
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يحتل مرض سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة بين اكثر الامراض التي تصيب وتسبب الوفيات بين النساء في جميع أنحاء العالم. ودولة الامارات ليست استثناء، فبحسب بيانات دائرة الصحة في أبوظبي، يعد سرطان عنق الرحم رابع اكثر انواع امراض السرطان شيوعاً ورابع سبب رئيسي للوفاة بين النساء.
وتشير تقديرات مركز المعلومات الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري التابع للمعهد الكتالوني للاورام والوكالة الدولية لابحاث السرطان، إلى أن 1.9 مليون امرأة في دولة الامارات فوق سن الخامسة عشرة، معرضات لخطر الاصابة بسرطان عنق الرحم.
وقد اثبت لقاح فيروس الورم الحليمي البشري فعالية كبيرة في الوقاية من بعض انواع فيروس الورم الحليمي البشري الأكثر شيوعا. كما تساعد الفحوصات الهادفة للكشف المبكر عن المرض، في تعزيز فرص العلاج والوقاية مع رفع نسبة الشفاء الكامل بمعدل ثلاث مرات ونسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى 96%.
التوعية بسرطان عنق الرحم خلال شهر يناير
يسلط خبراء مبادلة للرعاية الصحية خلال حملة التوعية بسرطان عنق الرحم، التي تستمر طوال شهر يناير، الضوء على اهمية برامج التطعيم والكشف المبكر عن المرض لزيادة فرص الوقاية والشفاء منه.
ويؤكد الخبراء الطبيون في "المختبر المرجعي الوطني" ومستشفى "هيلث بوينت" التخصصي، ان بإمكان السيدات الوقاية من مرض سرطان عنق الرحم. كما يحث الخبراء جميع النساء في دولة الإمارات على اتباع توجيهات وزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة الصحة في أبوظبي الخاصة باهمية اجراء الفحوصات الدورية اللازمة للكشف عن سرطان عنق الرحم.
وتوصي المبادئ التوجيهة المحدثة جميع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 عاماً بضرورة إجراء اختبار (بابانيكولاو)، المعروف أيضاً باسم اختبار "مسحة عنق الرحم" وذلك كل ثلاث سنوات. ويفضل ايضا أن تجري جميع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و65 عاماً اختبار "مسحة عنق الرحم/فيروس الورم الحليمي البشري" الموحد، والذي يتم فيه اجراء اختباري "فيروس الورم الحليمي البشري و"مسحة عنق الرحم" في الوقت ذاته – وذلك كل خمس سنوات.
كما توصي المبادئ التوجيهية بتقديم تطعيم "فيروس الورم الحليمي البشري" لطالبات المدارس اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عاماً ولجميع مواطني دولة الإمارات حتى سن 26 عاماً.
ويعد فيروس الورم الحليمي البشري المسؤول عن مرض سرطان عنق الرحم الذي عادة ما يتطور ببطء شديد، لذا فإن الكشف المبكر يتيح تطبيق برنامج علاج أخف نسبياً ويمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى 96%، خاصةً عندما يكون المرض في مراحله الأولى ولم ينتشر بعد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأكدت الدكتور مي أحمد سلطان الجابر، المدير الطبي وأخصائي طب الصحة العامة في "هيلث بوينت" بأبوظبي أن بإمكان النساء الوقاية من مرض سرطان عنق الرحم بدرجة كبيرة وهو أحد أكثر أنواع أمراض السرطان التي يمكن علاجها والشفاء منها. مضيفة ان الكثير من السيدات لا يبادرن باستشارة أطبائهن إلا حين يشعرن بأعراض حادة لا تظهر إلا في مراحل متقدمة من مرض سرطان عنق الرحم.