نصائح لمرضى السكري اثناء الصيام في رمضان

يعتبر السكري مرض العصر ومن اكثر الأمراض المزمنة والمنتشرة على نطاق واسع على مستوى المنطقة والعالم. 

وتعزى الإصابة بالسكري إلى حدوث اختلال في مستويات السكر في الجسم، ينجم عنه ارتفاع النسب في الدم بسبب خلل في عملية إفراز الأنسولين من البنكرياس، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين وكلاهما يؤدي الى مضاعفات خطيرة. 

كيف يصاب الانسان بالسكري؟

عندما يتوقف البنكرياس عن إفراز الانسولين، يزداد السكر بالدم ويؤدي للاصابة بالسكري من النوع الأول. أما عندما يتم إفراز الأنسولين بكميات غير كافية لحرق السكر الموجود بالدم وتحويله الى طاقة، ترتفع نسبة السكر في الدم وتحدث الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. 

ويتسبب كلا النوعين بمضاعفات صحية منها اعتلال الأعصاب، وامراض القلب والأوعية، والإصابة بالعمى، واعتلال الكلية، ومرض القدم السكري.

ويترتب على الإصابة بالسكري الحاجة إلى تعويض نقص الأنسولين من مصدر خارجي أو إعطاء المريض الأدوية اللازمة التي تكفي حاجة الجسم من الأنسولين. 

ومع حلول شهر رمضان، وحاجة مريض السكري لاتمام فريضة الصيام كما الحال مع بقية الناس، يحتاج للموازنة بين احتياجاته الصحية والدوائية ووقت تناول الطعام. وعليه ينبغي على المريض اتباع مشورة الطبيب المعالج حول قدرته على الصيام، ولا يجهد نفسه ويعرضها للخطر.

نصائح لمرضى السكري اثناء الصيام في رمضان

تقول الدكتورة ريم الحسن، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفي ميدكير، انه يتوجب على كل مريض سكري مراجعة الطبيب قبل وخلال الشهر الفضيل، لا سيما إذا كان المريض يعاني من مرض السكري غير المنضبط أو يتعرض لنوبات من هبوط أو ارتفاع السكر في الأشهر الثلاث السابقة لموعد شهر رمضان، أو إذا كان يعاني من أمراض بالكلية أو القلب أو اعتلالات شبكية العين. 

وفي هذه الحالة يتوقف صيام المريض على موافقة الطبيب من خلال إجراء بعض التعديلات على جرعات وأوقات الأدوية. 

وشددت الحسن على ضرورة تعديل الجرعات وتوزيعها لمريض السكري من النوع الأول، المعتمد على حقن الأنسولين وفقاً لما يقرره الطبيب ليتناسب مع موعد الإفطار والسحور، مع مراعاة قياس السكر أثناء النهار حتى لا يحدث لديه هبوط في مستوى السكر أو الإصابة بالحماض الكيتوني السكري الذي يظهر عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين. 

كما يتوجب على مريض السكري الذي يسمح له بالصيام، الاستعداد لشهر رمضان بتعويد الجسم على تباعد الوجبات، وضبط السكر قبل قدوم الشهر الفضيل.

وحول مرض السكري من النوع الثاني، توضح الحسن أن هذا المريض يعتمد على أدوية تعطى عن طريق الفم لخفض سكر الدم، ويفضل تغيير مواعيد الدواء لتناسب الإفطار والسحور. 

ويجب ان يكون على دراية بأعراض هبوط السكر او ارتفاعه والأعراض المصاحبة له مثل التعرق، والغثيان، والرجفة، والتعب والعطش، كما ينبغي على مريض السكري الذي يصوم التخفيف من الجهد العضلي المبذول والابتعاد عن ممارسة الرياضة قبل الإفطار لتجنب حدوث نقص السوائل وهبوط السكر.

وأثناء شهر رمضان، يجب أن يعتمد مريض السكري على تناول وجبتين رئيستين (الإفطار والسحور) وبينهما وجبتين صغيرتين. 

وينصح مريض السكري أن يبدأ إفطاره بتناول ثلاث حبات من التمر وكأس من الماء وبعدها وجبة الإفطار المكونة من الشوربات أو الأطعمة الغنية ب البروتين والنشويات والابتعاد تماما عن الدهون والمقالي والعصائر والاستعاضة عنها بالخضار والفواكه. 

أما السحور فيجب أن يشتمل على أطعمة غنية بالبروتين مثل اللبن والبيض والبقوليات، والنشويات (خبز كامل) والموز وتجنب العصائر، والحلويات، والمخللات.

وفي حال التزام مريض السكري بهذه التوجيهات ومراقبة نسب السكر في الدم أثناء الصيام، يمكنه حينها استكمال تأدية فريضته بكل سهولة ويسر ودون أخطار.