لمرضى السكري: صيامكم امن و صحي بهذه الارشادات الطبية

يمثل الامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر و حتى غروب الشمس في شهر رمضان، تحديا بالنسبة لبعض الناس الذين يعانون من بعض الامراض مثل داء السكري، فعندما تنخفض مستويات السكر او ترتفع في الجسم، يشعر مريض السكري بالضعف والوهن و الجفاف بجانب بعض الاعراض الاخرى. 

صيام امن و صحي لمرضى السكري

لكن بامكان مرضى السكري اتمام فريضة الصيام بطريقة امنة و صحية في حال اتبعوا بعض الارشادات و النصائح الاساسية التي من شانها مساعدتهم في المحافظة على صحتهم خلال فترات الصيام الطويل، يقدمها لنا الدكتور عمران غاتي، استشاري الغدد الصماء و السكري و الاضطرابات الاستقلابية، و الدكتورة انيتا غوبتا، اخصائية التغذية السريرية بمستشفى برجيل بابوظبي.

فحص مريض السكري قبل الصيام

ينبغي لمرضى السكري التاكد ما اذا كان الصيام يلائمهم صحيا، لذا يتوجب عليهم مراجعة الطبيب وهو يخبرهم ايضا ما اذا كان عليهم تعديل مواعيد تناول الادوية او تغيير نمط غذائهم للمحافظة على صحتهم. 

ينصح المرضى الذين اصيبوا ببعض الوعكات الصحية المتصلة بمرض السكري قبل ثلاثة اشهر من دخول شهر رمضان بعدم الصيام و كذلك الامر بالنسبة للحوامل. 

و يجب ايضا على مرضى السكري المراقبة الذاتية لمستويات سكر الدم باستخدم الاجهزة الطبية المنزلية، و الحرص على تناول الادوية في موعدها، و تناول الطعام الملائم، حيث يعد كل ذلك ضروريا لتفادي الاصابة بالهايبوجلايسيميا (هبوط سكر الدم المصحوب بالرجفان و التعرق و القلق) والهايبرجلايسيميا (ارتفاع سكر الدم) و الذي قد يؤدي للاصابة بالحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكر) اذا لم يتم التعامل معه كما ينبغي. 

الطعام الخاص بمرضى السكري في رمضان

من المهم مناقشة خطة التغذية الملائمة مع احد خبراء التغذية قبل دخول شهر رمضان. 

و من التوصيات الواجب اتباعها، تناول كميات معقولة من الطعام مع التركيز على الاطعمة المنخفضة الجلوكوز و تناول الحبوب الكاملة و اللحوم الخالية من الدهون و الاسماك و الدجاج و كميات قليلة من الدهون المفيدة للقلب و النشويات المركبة. 

قد يعاني مريض السكري من الجفاف لا سيما عند ارتفاع مستويات السكر لديه، و بالتالي يتوجب عليه تناول السوائل بصورة ملائمة بين فترتي الافطار و السحور وفي الوقت نفسه اتخاذ اجراءات كافية للمحافظة على مستويات السكر لديه. 
مرضى السكري و الانسولين

يشكل هبوط سكر الدم (الهايبوجلايسيميا) خطرا على المرضى الذين يتناولون الإنسولين او اية ادوية اخرى لعلاج السكري. لذا ينصح بالحد من الانشطة البدنية خلال ساعات الصيام و مزاولة ذلك النشاط بعد الافطار. 

و على سبيل الاحتياط، ينصح ايضا بالاحتفاظ بطعام او شراب حلو مثل عصير الفاكهة او التمر لكي يتناوله المريض اذا ما شعر بالاعراض المرتبطة بهبوط مستويات السكر. 

الافطار و السحور

عادة ما يفطر الصائمون على بعض حبات التمر و شرب الماء، و بالنسبة لمرضى السكري يجب عليهم الا يتناولوا اكثر من حبة او اثنتين من التمر خلال فترة الافطار، و الحرص على شرب الكثير من السوائل و المشروبات الخالية من السكر خلال المساء مع تجنب المشروبات الغنية بالكافيين حيث انها قد تسبب التجفاف. 

كما يمكن ارتفاع مستويات السكر بعد الافطار بسبب تناول كميات كبيرة من الطعام، لذا تجنبوا تناول الحلويات، واحرصوا على تناول كميات معتدلة من الطعام تفاديا لارتفاع مستويات السكر. 

بالنسبة لوجبة السحور يجب ان تحتوي على نسبة متوازنة من النشويات المركبة اضافة الى بعض البروتينات و الدهون للمساعدة على ابطاء عملية الهضم و الشعور بالشبع لفترة اطول في النهار. من الخيارات الجيدة، حبوب الافطار الكاملة مع الحليب المنخفض الدسم، او الروب بنكهة التوت البري او القرفة، او الخبز المحمص الكامل مع زبدة اللوز.