عادات يومية خاطئة تؤثر على وظائف الدماغ

الدماغ البشري هو العضو المركزي للجهاز العصبي البشري، ويُشكل مع الحبل الشوكي الجهاز العصبي المركزي. يتكون الدماغ من المخ والمخيخ والجذع الدماغي، ويقوم بالتحكم في معظم أنشطة الجسم، بمعالجة ودمج وتنسيق المعلومات التي يتلقاها من الأجهزة الحسيَة، ويتخذ القرارات فيما يتعلق بالتعليمات المُرسلة إلى باقي أعضاء الجسم. ويتواجد الدماغ داخل الجمجمة ومحميّ بواسطتها.

يُعد الدماغ البشري جهازاً مذهلاً يتألف من مليارات الخلايا التي تقوم بإرسال الإشارات من الدماغ حتى أصابع القدمين، ويتحكم دماغك بكل شئ بدءا من الوظائف الأساسية مثل التنفس وصولاً إلى ردود أفعالنا للحزن والألم والسعادة، حتى تذكر أكثر المعادلات الرياضية المعقدة ووصفات الطعام.

إلا أنه وككل جهاز من أجهزة الجسم، عرضة للتعب والضعف والإصابة بالأمراض، ولعل الزهايمر والخرف هي أكثر المشاكل الصحية التي يواجهها الدماغ خصوصاً مع التقدم بالسن. إضافة للعديد من العادات اليومية الخاطئة التي تفاقم من وضع الدماغ الصحي وتجعله عرضة للمخاطر.

عادات يومية خاطئة تؤثر على وظائف الدماغ

لذا وفي محاولة جدية منا لتشجيع القارئات على اعتماد طرق حياتية صحيحة تضمن الصحة والسلامة للجسم والدماغ، سوف نستعرض لك اليوم عزيزتي القارئة، بعضاً من العادات الحياتية الخاطئة التي تؤثر على وظائف الدماغ بطريقة سلبية، بغية تجنبها.

وهذه العادات كما أوردها موقع "كل يوم معلومة طبية" تأتي في 4 نقاط رئيسية:

الاكل غير الصحي يتسبب بتلف الخلايا في الدماغ والاصابة بالزهايمر
الاكل غير الصحي يتسبب بتلف الخلايا في الدماغ والاصابة بالزهايمر
  1. تناول الطعام غير الصحي: لا يتسبب هذا النمط من الغذاء في زيادة الوزن فحسب، بل له تأثير سلبي على صحة الدماغ أيضاً. إذ أن الطعام غير الصحي يخلو من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الدماغ للقيام بوظائفه بفعالية. ومع التقدم بالسن، يصبح الدماغ أكثر عرضة لخطر التهاب الخلايا والشوارد الحرة وجزيئات الأكسجين مع الالكترونات غير المترابطة التي قد تدمر الخلايا.

كل هذه العوامل قد تتسبب بإصابة الدماغ بأمراض مختلفة مثل الزهايمر. وأكثر الأطعمة الغنية بالشوارد والمسببة للإلتهاب هي الدهون المُشبعة والسكريات؛ فعلى سبيل المثال، إن كنت تتناولين الأطعمة المقلية والسريعة عوضاً عن الخضروات الطازجة والفواكه، سيكون دماغك أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر.

وللتأكد من هذه المسألة، أجرى بعض الباحثين تجربة لمعرفة أهمية وأثر الطعام على صحة العقل على مجموعة من البالغين الأصحاء وآخرين يعانون من أعراض الخرف المبكر. حيث تناول البالغون الذين يتمتعون بالصحة أطعمة تحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة على عكس المصابون بأعراض الخرف المبكر، ليلاحظ الباحثون بعد ذلك زيادة إفراز مادة الأميلويد بيتا لدى المجموعة الثانية وهو بروتين يرتبط بمرض الزهايمر على عكس المجموعة الأخرى من الأصحاء.

لذا يؤكد الخبراء على وجوب تناول الأطعمة التي تحوي مضادات الأكسدة المحاربة للشوارد الحرة والإلتهاب، وكذلك أحماض أوميغا 3 التي تعزز صحة ووظائف الدماغ بشكل كبير.

  1. كثرة الضغط: كلنا بات يعلم الآن الصلة الوثيقة بين الضغط الشديد وتدهور الحالة الصحية والنفسية وحتى العقلية، ويمكن للضغوطات اليومية أن تؤثر سلباً على صحة ووظائف الدماغ. ويشير الباحثون إلى أن التعرض الشديد للكورتيزول وهو هرمون التوتر، وهرمونات الضغط على المدى الطويل سيكون له تأثير سلبي على صحة الدماغ للبالغين وكبار السن وحتى الأطفال.
    كثرة الضغط تؤثر على وظائف الدماغ الحيوية
    كثرة الضغط تؤثر على وظائف الدماغ الحيوية

كما يعاني الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الكورتيزول في الدماغ، من مشاكل في الذاكرة والصحة العقلية، وعلى المدى الطويل يمكن أن يُسبب أيضاً الضغط المتواصل التأثير على الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يسمى "قرن آمون" وهو مركز الذاكرة، مما يفسر زيادة الشعور بالنسيان وفقدان التركيز عند التعرض للضغط.

وفي هذه الحالة ينبغي الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 والموجودة في السلمون وأنواع أخرى من السمك، والتي تعزز من صحة الدماغ وقدرته على التركيز ومكافحة الاضطرابات النفسية. كما تساعد ممارسة الأنشطة التي تُقلل من التوتر وتُحسن المزاج وتساعد على إفراز الإندروفين في تعزيز وظائف الدماغ.

  1. عدم ممارسة الرياضة: معلوم أن الرياضة تساعد في تحسين القدرة على التنقل وحفظ التوازن، فضلاً عن تعزيز اللياقة البدنية، الحماية من الإصابة بالسرطان ومنع زيادة الوزن، بالإضافة إلى الحفاظ على الصحة العقلية خاصة تلك التمارين التي تشمل الأيروبكس، والسباحة، والمشي والتي تحفز صحة القلب والحالة النفسية أيضا. ويمكن لممارسة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، أن يساعد على تأخير الشيخوخة العقلية لمدة قد تصل إلى 5 - 7 سنوات.
  2. اضطراب النوم: بعض الأشخاص يعتبرون النوم الجيد بمثابة رفاهية لا يستطيعون الحصول عليها بسبب الضغوطات والمسؤوليات الملقاة عليهم، ما يزيد من شعورهم بالإرهاق والتعب في اليوم التالي. وينطبق هذا الأمر أيضاً على الأفراد الذين يعانون من مشاكل في النوم والأرق. ويمكن للحرمان من النوم أن يكون له تأثير سلبي على وظائف الدماغ وأدائها بالشكل المطلوب، بل ويُسبب عدم النوم بشكل جيد موت الخلايا وبالتالي عدم القدرة على التذكر أو النسيان.
    اضطراب النوم يمكن ان يؤثر سلبا على وظائف الدماغ
    اضطراب النوم يمكن ان يؤثر سلبا على وظائف الدماغ

كذلك أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، هم عرضة لانخفاض المادة الرمادية في القشرة الدماغية، وهي المسؤولة عن معالجة المعلومات، والتي يمكن أن تكون في النهاية مسؤولة عن فقدان الذاكرة، وانخفاض الوظيفة المعرفية والاضطرابات النفسية.

خلاصة القول، أن تناول الطعام الصحي وتجنب الضغوطات قدر الإمكان وممارسة الرياضة وخاصة المشي بانتظام والحصول على ساعات نوم كافية كفيل بتعزيز وظائف الدماغ وحمايتها من التلف والأمراض.