خبيرة تشرح فوائد التأمل في الحفاظ على توازن الجسم

لا شك في أن رفاهية الحياة التي يبحث عنها الكثيرون منا، خصوصاً في الزمن الحالي حيث تكثر الضغوطات الحياتية والمهنية وتتزايد مع تزايد صورة الحياة المثالية التي تحاول وسائل التواصل الإجتماعي تصويرها لنا من خلال مشاركات رواد هذه المواقع.

والرفاهية التي نتحدث عنها هنا، ليس لها علاقة بمفهوم البذخ والترف اللذين كانا يحددان معنى الرفاهية في الأزمنة الغابرة، وإنما الرفاهية في البدن والعقل والحالة النفسية والمزاجية التي يسعى إليها الإنسان حالياً، في مواجهة تحديات العصر الحالي الذي بات يُعرف بعصر السرعة والحداثة.

إذن، فالرفاهية اليوم هي البحث عن طرق ووسائل تساعد على إراحة الجسد والفكر، وتبعث فينا الأمل والتفاؤل وشحن الطاقة لنتمكن من مواجهة كافة التحديات بصلابة وقوة. وأحد هذه الطرق هي التأمل التي باتت مقصد الكثيرين من مختلف الأعمار والأجناس.

ويساعد التأمل في توفير العديد من الفوائد الصحية والفكرية للإنسان، منها وأهمها الحفاظ على توازن الجسد والعقل، وسوياً تُعرفنا إيدا جونغر، مؤسسة Seva Experience على أفضل الطرق لاعتماد التأمل في حياتنا.

التأمل يحافظ على توازن الجسم في الحياة اليومية

يمكنك ممارسة التأمل حتى عند قيادة الدراجة أو المشي
يمكنك ممارسة التأمل حتى عند قيادة الدراجة أو المشي

إذا كنت تقرأين هذا المقال، فمن المحتمل أنك قد أدرجت بالفعل التأمل في حياتكِ اليومية، أو أنك تكافحين من أجل الحفاظ على وتيرة منتظمة، أو ربما لديكِ اهتمام كبير به ولكن لا تعرفين كيف ومن أين تبدأين. أهنئكِ! لقد قطعت نصف المسافة بعقدكِ النية على البدء.

البيئة مُهمة

اليوغا أحد وسائل التأمل التي تعيد التوازن للجسم
اليوغا أحد وسائل التأمل التي تعيد التوازن للجسم

اسمحي لي أن أكون صريحة معكِ: لا أعتقد أنه يمكننا ممارسة التأمل الصامت كرهبان التبت وسط صخب وضوضاء اسطنبول أو دبي أو نيويورك. لا أعتقد أن حياة المدينة تمنحنا الظروف المناسبة للجلوس فجأة والتفكير في أي شيء، ولا أعتقد أنه من العدل أن نتوقع منها ذلك.

لكن من ناحية أخرى، أؤمن بفوائد التأمل يوميًا، وأؤمن بشدة باليقظة. أعتقد أيضًا أن هذه هي القضية الرئيسية: انتشرت فوائد التأمل في جميع أنحاء العالم كالنار في الهشيم، لكن النوع الوحيد من التأمل الذي يُعتبر "صحيحاً" هو النوع الصامت من التأمل "الجلوس القرفصاء والعينين مغمضتين".

"الإنخراط في التأمل أو التفكير، أو الانخراط في تمرين عقلي بغرض الوصول إلى مستوى عالٍ من الوعي الروحي." هذا ما ستجدينه من تعريف التأمل في قاموس Merriam-Webster على الانترنت،وعلى الرغم من ذلك لم يُذكر هنا "التفكير في لا شيء" أو "الجلوس القرفصاء".

تعددت الطُرق.. والنتيجة واحدة

التأمل وفوائده في حفظ توازن الجسم
التأمل وفوائده في حفظ توازن الجسم

دعينا نتعمق الآن في الطرق المختلفة للتأمل. يمكنكِ بسهولة الدخول في حالة تأمل أثناء ممارسة الرياضة البدنية أو المشي. المفتاح هنا يكمن في التركيز،فيما يُسمى باليقظة، ويمكنكِممارستها أثناء الحركة أو السكون. فبنهاية المطاف، ستجنين نفس فوائد التأمل الصامت.

إذا شعرت بالحاجة إلى الحركة، جربي المشي أو القيام بسلسلة من التمارين المتكررة. أيا كان ما تمارسينه (يوغاAsanas، حركات الرقص، تمارين Qigong، أو حتى ركوب دراجتكِ) المهم هو أن تركزي على ما تفعلين، وعلى أنفاسك، ولا تدعي هاتفكِ يشتت انتباهكِ.

على الصعيد الشخصي، فإن ترديد المانترا هو طريقتي المفضلة للتأمل. إنها ليست طريقة جميلة للتأمل والامتنان فحسب، بل إن الهتاف أيضًا يرفع من اهتزازات جسدكِ بعد 10 دقائق فقط من الممارسة اليومية. إنها حقًا طريقة رائعة لبدء اليوم.