هل حليب الشوفان أفضل من أصناف الحليب النباتية الأخرى

اعتاد الناس خلال العقود الماضية، تناول الحليب من مشتقاته الحيوانية فقط مثل البقر والماعز وغيرها. لكن سرعان ما تقلص هذا الإعتماد على الحيوانات فقط للحصول على أحد أهم عناصر الغذاء ألا وهو الحليب، وبات الناس يقبلون على خيارات نباتية وصحية أكثر بحسب احيتاجاتهم الصحية أو لأغراض الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة وغيرها.

فالأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، هم الأكثر توجهاً نحو أصناف الحليب النباتية مثل حليب اللوز وحليب الصويا، وآخرها حليب الشوفان الذي بات يحتل مكانة متقدمة بين أنواع الحليب البديلة.

وسعى باحثون من مراجعة طبية شاملة، لاكتشاف ما اذا كان حليب الشوفان أفضل من أصناف الحليب النباتية الأخرى، وهو ما سوف نستعرضه سوياً في موضوعنا اليوم مع تسليط الضوء على خصائص حليب الشوفان المفيدة.

حليب الشوفان أحد البدائل النباتية الصحية

حليب الشوفان غني بمركبات تخفض الكوليسترول الضار
حليب الشوفان غني بمركبات تخفض الكوليسترول الضار

أفاد موقع "العربية.نت" نقلاً عن موقع Live Science، أن حليب الشوفان هو ثاني أكثر بدائل الألبان النباتية شيوعًا بعد حليب اللوز في الولايات المتحدة. ويتم تصنيع حليب الشوفان من دقيق الشوفان المعروف كواحد من أفضل مكونات الفطور الصحي كونه غني بالعديد من المكونات الخارقة التي تجعل منه قيمة غذائية عالية.

وأشارت مراجعة شاملة نُشرت في دورية Foods،إلى أن استهلاك الشوفان بانتظام يمكن أن يسهم في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين التمثيل الغذائي للسكر بالدم ونظام مناعة أكثر صحة وميكروبيوم أمعاء أكثر توازناً. كما ثبت من خلال المراجعة أن الشوفان فعال في تقليلمخاطر الإصابة بأمراض القلب والتهاب الجلد وبعض أنواع السرطان.

ويعود الفضل في ذلك لمجموعة غذائية مهمة يحتويها الشوفان، مثل الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والألياف الغذائية، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن والمُركبات النشطة بيولوجيًا، مثل البيتا غلوكان والأفينانثراميد.

وعند البحث في خصائص بيتا غلوكان، فقد أثبتت المراجعة أنه من الألياف الغذائية التي تساعد في تحسين مؤشرات صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي. في حين أن الأفينانثراميدهو نوع من المُغذيات النباتية الخاصة بالشوفان، والذي يمنح قائمة طويلة من الفوائد المحتملة.

وكان مقال نشرته دورية "Agricultural and Food Chemistry" مؤخراً، أفاد أنه يمكن أن يساعد عقار أفينانثراميد في تقليل الالتهاب وتخفيف تهيج الجلد ومحاربة الجذور الحرة ومنع تكوين وانتشار عدة أنواع من السرطان.كما يساعد هذا النوع من المُغذيات النباتية على إنقاص الوزن واستعادة العضلات.

إلا أنه لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول فوائد تناول حليب الشوفان مقارنة بالشوفان الصلب، لكن النتائج الأولية واعدة بالرغم من أن بعض المُركبات تكون مخففة بدرجة أكبر وأقل فاعلية في صورة سائلة.

هل حليب الشوفان أفضل من أصناف الحليب النباتية الأخرى

حليب اللوز اقل محتوى بالسعرات الحرارية من حليب الشوفان
حليب اللوز اقل محتوى بالسعرات الحرارية من حليب الشوفان

قامت دراسة نُشرت في دورية "Annals of Nutrition & Metabolism"، بعمل مقارنة بين تأثيرات حليب الشوفان وحليب الصويا وحليب البقر على دهون البلازما والجلوكوز والأنسولين وحالة مضادات الأكسدة، لتحديد ما إذا كان حليب الشوفان أفضل من هذه البدائل النباتية.

وبعد 4 أسابيع من الدراسة، أظهر المشاركون الذين شربوا حليب الشوفان انخفاضًا في مستويات الكوليسترول الكلية بنسبة 4٪ وانخفاضًا بنسبة 9٪ في مستويات الكوليسترول الضار منخفض الكثافة  LDL .

لكن باحثين من Nutrition Today أفادوا أنه وعلى الرغم من هذه الفوائد لحليب الشوفان، فإن إضافته إلى نظام غذائي يحتوي على الشوفان لا يبدو أنه ينتج أية تأثيرات إضافية.

حليب الشوفان مقابل حليب اللوز

هل حليب الشوفان افضل من اصناف الحليب النباتية الاخرى
هل حليب الشوفان افضل من اصناف الحليب النباتية الاخرى

يأتي هذين الصنفين في مقدمة قوائم منتجات الألبان الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة، وعند مقارنتهما من حيث الفوائد الغذائية، سنجد درجة معينة من الإختلاف عبر المنتجات المختلفة، خاصةً إذا كانت محلاة أو ذات نكهة.

إلا أن كلا صنفي الحليب في شكلهما الخام، لا يحتويان على الكثير من الدهون أو السكر أو الألياف الغذائية. والفرق الأكبر هو محتواهما من السعرات الحرارية، حيث أن حليب الشوفان غني بالكربوهيدرات كثيفة الطاقة بنسبة تصل إلى 20 غراما لكل حصة واحدة، في حين أن حليب اللوز يمكن أن يحتوي على أقل من 1 غرام من الكربوهيدرات لكل كوب.

كما يؤمن حليب الشوفان ما يصل إلى 3 أضعاف البروتين، لذا إن كنتم تبحثونعن مشروب مفيد بشكل مناسب، فإن حليب الشوفان قد يكون خيارًا أفضل. ولكن إذا كان تقليل السعرات الحرارية أحد الأولويات، فإن كفة حليب اللوز ستكون الأرجح.

هناك أيضاً اختلاف جوهري من حيث المذاق والملمس، فحليب الشوفان أكثر سمكًا ودسمًا بالمقارنة مع حليب اللوز. ويمكن أن يكون أيضًا أكثر حلاوة وله طعم أكثر ثراءً.

حليب اللوز خالي من الغلوتين والصويا، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يعانون من الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين أو الصويا. ولكن يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص المصابون بحساسية اللوز للابتعاد عنه واختيار حليب الشوفان، الذي يُعتبر أكثر آمانًا في شكله النقي للإضطرابات الهضمية.لكن يرجح الباحثون وجود احتمال كبير للتلوث المتبادل أثناء عملية الإنتاج، لذا يجب التأكد من أن حليب الشوفان الذي تختارون، يجب أن يكون مكتوبًا عليه بوضوح أنه خال من الغلوتين.

هل من مخاطر لتناول حليب الشوفان

بالرغم من مزاياه وفوائده الصحية المتعددة، فإن حليب الشوفان قد لا يخلو من بعض المخاطر، خصوصاً كونه يحتوي على بيتا غلوكان ما قد يتسبب بإصابة بعض الأفراد بعدد من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة.

كما يجب التنبه لمحتوى السكر في حليب الشوفان، إذ أن الشوفان الصلب غني بالكربوهيدرات المُعقدة، ولكن عملية إنتاج الحليب ربما تتسبب في تكسيرها إلى جزيئات أصغر. فإذا تم تحلية الحليب بشكل إضافي، فربما يؤدي ذلك إلى زيادة محتوى السكر فيه.

بعض الناس قد يعانون من حساسية الشوفان وإن كانت حالت نادرة للغاية، لذا من الأفضل لهؤلاء تجنب شرب حليب الشوفان نهائياً.