علاجات مرض السكري.. بين القديم والمتجدد

مرض السكري من أشهر الأمراض المنتشرة بشكل كبير، ويشمل عدداً من الإضطرابات في عمليات الهدم والبناء في عملية الأيض، ويمكن تعريفه على أنه مجموعة من الأمراض المؤثرة على طريقة استعمال الجسم لسكر الدم أو الجلوكوز، وهو العنصر الحيوي لجسم الإنسان لأنه يمد الجسم بالطاقة.

في حالة الإصابة بمرض السكري يحدث خلل في تلك العملية، بحيث يتجمع الجلوكوز في مجرى الدم، وفي النهاية يخرج من الجسم عن طريق البول. وتحدث تلك العملية في العادة إما لأن جسم المصاب لا يُفرز كمية كافية من الإنسولين، أو لأن خلايا الجسم لا تستجيب للإنسولين بالشكل الصحيح.

حقن الانسولين من طرق علاج السكري
حقن الانسولين من طرق علاج السكري

هناك نوعان من مرض السكري؛ وهما: النوع الأول، والنوع الثاني، وهو الأوسع انتشاراً بين المرضى. ويتم علاج النوعين بطرق طبية، والعلاج الأولي لمرضى السكري يكمن في عقار الميتفورمين  (Metformin)خاصة لمن يعانون من السُمنة المفرطة، حيث يمنع العلاج إنتاج الجلوكوز في الكبد، وبالتالي يقلل نسبة الجلوكوز في الدم. كما أنه يخفف الوزن، ويخلص الجسم من بعض المشاكل في الجهاز الهضمي. إضافة إلى العلاج بحقن الأنسولين، والعلاجات الحياتية مثل إنقاص الوزن، تقليل استهلاك السكريات والكربوهيدرات، ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الخمول والجلوس لفترات طويلة.

هذه العلاجات التقليدية يقابلها بعض العلاجات المتجددة والمبتكرة، التي توصل إليها العلماء حول العالم، في محاولة لتخفيف حدة داء السكري على المصابين به. وسوف نستعرض لك عزيزتي القارئة لنوعين من العلاجات الجديدة لهذا المرض.

دواء للسكري يزيد من سرعة امتصاص الأنسولين

الدواء الأول ابتكره علماء جامعة كولومبيا البريطانية ويُعد أحدث طريقة لعلاج مرض السكري المعتمد على حساسية الأنسولين.

وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم ويساعد في زيادة سرعة امتصاص الأنسولين من الأقراص التي يجب وضعها بين اللثة والغشاء المخاطي للشدق في تجويف الفم، حسبما أفاد العلماء لمجلة "ساينس ريبورتس".

وجاء هذا الدواء كخيار لا بد من في موازاة أقراص الأنسولين التي تؤخذ أيضاً عن طريق الفم لكنها أقل فعالية، كون الهرمون يتراكم في المعدة ولا يصل إلى الكبد. ويتم حالياً إطلاق الأنسولين خلال 30-120 دقيقة بدلاً من 2-4 ساعات من خلال الدواء الجديد كما أفاد موقع "سكاي نيوز عربية".

يتألف الدواء الجديد من دقائق نانوية مقاسها 318 نانومتر، تحتوي على الأنسولين والشيتوزان وتريبوليفوسفات الصوديوم، وقد خضعت للتجفيف باستخدام الغاز الساخن، ثم تنفصل الجزيئات الصلبة عن المذيب. ويُشكل الأنسولين 25% من المادة الناتجة، وتتراوح كفاءة امتصاص الهرمون منها 98-99%.

ووفقا للباحثين، فإن هذا الدواء سيُحسن حياة ملايين المصابين بداء السكري في العالم، ولا يعودوا مضرطين لحقن الأنسولين في أجسامهم عدة مرات خلال اليوم.

ادوية حديثة تزيد من سرعة امتصاص الانسولين وعدم وصوله للكبد
ادوية حديثة تزيد من سرعة امتصاص الانسولين وعدم وصوله للكبد

خلايا قادرة على إنتاج هرمون الأنسولين

هو العلاج الثوري الجديد لمرض السكري من النوع الأول، ويعمل العلماء في هذا الصدد على تصنيع خلايا قادرة على إنتاج هرمون الإنسولين، ويتم ذلك من خلال تحديد الإشارات التي تأمر الخلايا الأم الموجودة في البنكرياس بالتحول، والنموِ لخلايا ناضجة مختلفة الوظائف.

البنكرياس الإصطناعي

طريقة علاج أخرى لمرض السكر من النوع الأول تمصلت في اختراع ما يُسمى بالبنكرياس الاصطناعي، والذي يتشابه في عمله مع عمل خلايا بيتا لجهة استشعار مستوى الجلوكوز الموجود في الدم، وإفراز هرمون الإنسولين عبر تقنية الجزيئات متناهية الصغر، أو تقنية النانو.

في النهاية، لا يسعنا سوى النصح من جديد بضرورة اتباع نمط حياة صحي يشمل الغذاء والنشاط البدني، لتجنب الإصابة بداء السكري بأنواعه المختلفة. وذلك تفادياً للمضاعفات الصحية التي تنجم عن هذا المرض وأخطرها أمراض القلب والفشل الكلوي.