هل سمعت من قبل عن جلطة الأمعاء.. إليك ما نعرفه عنها

من حسن حظ الناس، أن الفنانين والمؤثرين وغيرهم من "نجوم الميديا" باتوا محط اهتمام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي الذين تظهر أسماءهم "ترند" سواء بسبب عمل جديد أو مشكلة إجتماعية أو مالية. حتى المشاكل الصحية لهؤلاء النجوم، باتت محط تركيز الإعلام والناس على حد سواء.

ولو لم تعلن الفنانة الشابة المصرية عن إصابتها بجلطة في الأمعاء، وحديث الإعلام عن هذا الموضوع، لما كان الكثير منا قد سمع عن هذه المشكلة من قبل، وإن كانت موجودة بين الناس لكنها لم تلق الإهتمام كما حدث مع هذه الفنانة.

لذا، فإن الأشخاص الذين عانوا مسبقاً من جلطة الإمعاء أو هم مُعرضون للإصابة بها في يوم ما، حالفهم الحظ اليوم لتسابق الناس لمعرفة المزيد عن هذا المرض وكيفية علاجه، ما جعل بعض المواقع ومنها موقع "هي" يُسارع لجمع معلومات كافية عنه وعرضها على القراء للإستفادة منها.

ما هي جلطة الإمعاء

عند سردها للواقعة المرضية التي ألمت بها في أحد البرامج التلفزيونية، صرحت الفنانة المصرية هدى المفتي أنها خضعت لعملية جراحية في المعدة لاستئصال جزء من الأمعاء التي كان قد طالها الغرغرينا بسبب حدوث جلطة في الأمعاء لم يتم الكشف عنها سابقاً.

وكانت المفتي أصيبت في مرحلة سابقة بكورونا، ولم تأخذ أدوية سيولة مما ضاعف من خطر إصابتها بجلطة في الوريد الذي يوصل الدم للأمعاء. وبعدما أُجريت لها فحوصات عدة لتبيان أسباب ألم وانتفاخ بطنها بشكل غريب، تبين للأطباء أنها مصابة بجلطة في الأمعاء.

وعند البحث عن مصطلح "جلطة الأمعاء"، وجدنا العديد من الشروحات والمعلومات حوله. منها ما أورده موقع "كليفلاند كلينك" من أن جلطة الأمعاء تحدث عندما يقل تدفق الدم إلى الأمعاء أو الجهاز الهضمي بسبب حدوث انسداد في الأوعية الدموية.

فيما عرَف موقع "ويب طب" هذه المشكلة بالقول أن جلطة الأمعاء هي مصطلح يُطلق على مجموعة من الحالات التي تتناقص فيها كمية الدم المتدفقة إلى الأمعاء نتيجة حصول انسداد أو تضيق في أحد الأوعية الدموية الهامة التي تمد الجهاز الهضمي بالدماء، لاسيما الشرايين الثلاثة وهي الشريان البطني، الشريان المساريقي العلوي والشريان المساريقي السفلي.

وقد تختلف أسباب جلطة الإمعاء، لكنها في أغلب الحالات تحصل نتيجة الأسباب التالية:

• تصلب الشرايين جراء تراكم الدهون والترسبات في جدران الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تضيقها أو انسدادها.
• تمدد الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي، وهي حالة شائعة بعد سن 60 لكنها قد تحدث في أي عمر خصوصاً في حال توافر بعض عوامل الخطر مثل التدخين، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الجسم.

كما تلعب عوامل الخطر التالية، دوراً في زيادة الإصابة بجلطة الأمعاء:

• انسداد في الشرايين المعوية ناتج عن ورم أو خثرة دموية، أو تضخم نسيج ندوب موجود في منطقة الأمعاء.
• التواء الأمعاء أو تحشر الأمعاء في منطقة معينة من البطن نتيجة الإصابة بفتق.
• انخفاض حاد في ضغط الدم قد يعيق وصول كميات كافية من الدم المحمل بالأكسجين النقي إلى منطقة الأمعاء، وقد تسببه بعض الأمور مثل الخضوع لعملية جراحية ضخمة، التعرض لحادث، وفشل القلب.
• تناول بعض أنواع الأدوية أو الخضوع لأنواع معينة من العلاجات الطبية، مثلالعلاج الكيميائي.
• تناول مدرات البول وأدوية الشقيقة وبعض الأدوية الهرمونية.
• غسيل الكلى.
• الجفاف.
• الحمل.

أنواع جلطات الأمعاء وأعراضها

جلطة الأمعاء هي نوعين، الجلطة المعوية المزمنة والجلطة المعوية البسيطة، ولكل منهما أعراضه الخاصة.

فأعراض الجلطة المعوية البسيطة لكن الحادة، تتمثل في الآتي:

• ألم حاد في البطن، يتركز في منطقة واحدة من البطن.
• الغثيان والقيء.
• تحول البراز للون الدموي.
• ليونة في منطقة البطن.
• حاجة متكررة لإخراج الفضلات مع حركة معوية حادة.
• مشاكل في الإدراك عند كبار السن.
• وجود تاريخ مرضي بمشكلات القلب والأوعية الدموية بشكل مزمن.

في حين أن أعراض الجلطة المعوية المزمنة تكون على الشكل التالي:

• ألم خفيف ومتقطع في البطن، يظهر غالباً بعد تناول الطعام.
• ألم في البطن يزداد شدة مع الوقت.
• إضطرابات همضية مثل الإسهال والغثيان والنفخة.
• فقدان الوزن جراء الخوف من تناول الطعام أو تغيير عادات الأكل بسبب الألم.
• وجود تاريخ مرضي للنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو أمراض الشريان التاجي وغيرها.

طرق علاج جلطة الأمعاء

قبل الخوض في موضوع العلاج، لا بد من التحذير أنه في حال لم يتم الحصول على العناية الطبية اللازمة في الوقت المناسب للجلطة المعوية البسيطة، قد تبدأ أنسجة الأمعاء الدقيقة أو الغليظة بالموت في حالة تُدعىاحتشاء الأمعاء.وبعد موت الأنسجة، قد تبدأ محتويات الأمعاء بالتسرب إلى تجويف البطن، الأمر الذي قد يؤدي لإصابة المريض بالتهاب الصفاق ومضاعفات صحية خطيرة أخرى.

أما الجلطة المعوية المزمنة، فغالباً ما يتم تشخيصها في وقت متأخر بعد أن تكون الحالة قد تحولت إلى جلطة معوية حادة.

إنما بالأجمال، لكل حالة من جلطات الأمعاء طرق علاجها الخاصة بها. ففي حالة جلطة الإمعاء البسيطة، يحتاج المريض للخضوع إلى جراحة طارئة لإزالة الجلطة وإعادة فتح الشرايين المسدودة واستعادة تدفق الدم إلى الأمعاء. وفي بعض الحالات، قد يعمد الجراحلإزالة جزء من الأمعاء بعد موت الأنسجة فيها جراء الغرغرينا كما حصل مع الفنانة هدى المفتي.

كما يمكن أن يحتاج المريض لدواء يصفه الطبيب المختص، للتخلص من الجلطة الموجودة في الشريان حسب كل حالة.

في حين أن علاج جلطة الأمعاء المزمنة قد يتطلب عدة أمور، فإما تناول أدوية السيولة أو إجراء قسطرة لفتح الشريان المسدود أو إجراء جراحة لإزالة الترسبات الموجودة في الشريان والتخلص من الإنسداد، وكلها خيارات يحددها الطبيب حسب حالة المريض.

أما بالنسبة لعلاج جلطة الأمعاء المزمنة، فيتطلب الأمر إما تناول أدوية السيولة مثل الوارفارين أو إجراء قسطرة لفتح الشريان أو إجراء جراحة لإزالة الترسبات الموجودة بالشريان والتخلص من الانسداد، وهذا ما يحدده الطبيب حسب حالة كل مريض.

في النهاية، لا يسعنا سوى النصح دوماً بوجوب عدم إهمال أية أعراض أو مشاكل تحدث فجأة في أي عضو من أعضاء الجسم، ومنها الجهاز الهضمي، ومراجعة الطبيب فوراً إذ قد تكونين مصابة بجلطة الأمعاء وتحتاجين لعلاج فوري لمنع تفاقم الحالة.