4 عادات سيئة في وجبة الفطور ترفع سكر بالدم ما هي

بات مؤكداً للجميع دون استثناء، أن وجبة الفطور هي أهم وجبة على الإطلاق طوال اليوم، ولا يعوض عنها أي من وجبتي الغداء والعشاء وحتى الوجبات الخفيفة التي قد يظن البعض أنها تعوض عن تفويت وجبة الفطور.

والحقيقة أن لجوء البعض لهذه الحيلة، بغرض إنقاص الوزن من خلال تقليل استهلاك السعرات الحرارية، ينعكس سلباً ليس فقط على فشلهم في خسارة الوزن وهنا المفارقة، بل قد يؤثر بشكل سلبي وضار أيضاً على مستوى السكر لديهم.

ليس ذلك فحسب، بل أن بعض الخيارات الغذائية "غير الصحية" قد تتسبب أيضاً في تذبذب السكر بالدم وعدم استقراره طيلة اليوم. ومعلوم أن نسبة السكر في الدم، أو مستوى السكر في الدم، تحدد معدل السكر الطبيعي للشخص طوال اليوم، بما في ذلك قبل وبعد الوجبات. ويتم قياس هذه النسبة من خلال مخططات السكر بالدم، وهي أدوات تساعد في التحكم بمرض السكري.

إذن، يحتاج الإنسان للإحتفاظ بمستوى السكر بالدم ضمن الحد الطبيعي لتجنب الإصابة بمرض السكري بأنواعه المختلفة. وأول الطرق لتحقيق هذا الهدف، هي بتجنب بعض العادات السيئة التي يمارسها عند تناول وجبة الفطور أو عدم تناولها مطلقاً، وهي التي سنستعرضها سوياً اليوم بناء لتقرير نشره موقع "العربية.نت" نقلاً عن موقع Eat This Not That.

وجبة الفطور الصحية يجب ان تحوي البروتين والاللياف بجانب الكربوهيدرات والدهون الصحية
وجبة الفطور الصحية يجب ان تحوي البروتين والاللياف بجانب الكربوهيدرات والدهون الصحية

4 عادات سيئة في وجبة الفطور ترفع السكر بالدم

عوامل عدة تندرج ضمن قياس نسبة السكر بالدم والحفاظ عليها ضمن المستوى المقبول، منها وأهمها ما يأكله الإنسان أو لا يأكله. وفي حين يجب أن يهتم مرضى السكري بشكل خاص بإدارة نسبة السكر في الدم، فإن مصلحة الجميع تقتضي تجنب العادات التي تجعل من الصعب على الجسم الحفاظ على مستويات صحية للسكر في الدم.

وهذه العادات الأربع كما وردت في التقرير أعلاه تأتي على الشكل التالي:

  1. عدم تناول ألياف كافية: والألياف من العناصر الغذائية الهامة التي تساعد على تحسين وتفعيل الهضم، تنظيم مستوى كوليسترول الدم، زيادة الشعور بالشبع، وإبطاء إطلاق الكربوهيدرات في مجرى الدم. وفي حال تناولت عزيزتي وجبة فطور فقيرة أو منخفضة بالألياف وغنية بالكربوهيدرات البسيطة، فإن هذه الكربوهيدرات تصل مجرى الدم بشكل أسرع مما لو كنت تتناولين نفس الكربوهيدرات مع محتوى أعلى من الألياف.

هذه السرعة قد تؤدي إلى ارتفاع وهبوط في نسبة السكر لالدم بعد الوجبة، ما يؤثر على مستويات الطاقة والشهية. ويُعد جسم الإنسان غير المصاب بالسكري أكثر قدرة على المساعدة في هذه العملية بسبب جهوزيته العالية من الأنسولين. لكن مع الوقت، قد تضعف قدرة الجسم على الاستجابة لهذه الزيادة بالسكر، ما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري.

  1. تفويت وجبة الفطور: ما زالت كافة الآراء حول أهمية تناول وجبة الفطور تتفاوت بين الناس والخبراء، إلا أن بعض الإستجابات الفيسيولوجية قد تحدث جراء تخطي هذه الوجبة الرئيسية. وهو ما لاحظته إحدى الدراسات التي شملت أفراداً مصابين بداء السكري من النوع الأول، حيث وجد الباحثون أن تفويت وجبة الفطور كان مرتبطًا بارتفاع متوسط تركيزات السكر في الدم واحتمالات أقل للسيطرة الجيدة على نسبة السكر بالدم.

وهذه الملاحظات هي أمر مقلق بشكل خاص، لأن ضعف التحكم بنسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأعصاب وتلف الكلى، بالإضافة إلى ضعف الأعضاء والأنسجة الأخرى.

تفويت وجبة الفطور قد يتسبب بتذبذب السكر بالدم
تفويت وجبة الفطور قد يتسبب بتذبذب السكر بالدم

أما الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، فإن تأثير تفويت وجبة الفطور لديهم يختلف عن تأثير مرضى السكري. إذ أن الصيام لفترات طويلة منها تفويت وجبة الفطور، قد يؤدي لانخفاض مستويات السكر بالدم. قد يكون هذا التغيير غير ملحوظ لدى البعض، لكن آخرين قد يعانون من تداعيات خطيرة جراء انخفاض نسبة السكر بالدم تشبه أعراض نقص السكر، مثل تسارع ضربات القلب، الرجفة، التعرق، التهيج والدوخة.

  1. التقليل من كمية البروتين: إن افتقار وجبة الفطور لأي من العناصر الأساسية وهي الكربوهيدرات، البروتين، الألياف الغذائية والدهون، يعني انخفاض مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم وهو ما يؤدي لارتفاع نسبة السكر بالدم. ويقوم الجسم عادة ببذل مجهود إضافي لتكسير البروتين وهضمه، وعندما يستهلك الإنسان هذه المُغذيات بجانب الكربوهيدرات، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي لإبطاء إطلاق الكربوهيدرات في مجرى الدم وبالتالي منع ارتفاع نسبة السكر بالدم.
  2. نقص الدهون الصحية: كما البروتينات مهمة، فإن الدهون الصحية تُعد جزء أساسياً من وجبة الفطور الصحية. وتعمل هذه الدهون بشكل أساسي على إبطاء هضم الكربوهيدرات، مما يُقلل من احتمال ارتفاع السكر بالدم. كذلك فإن الدهون الصحية من العناصر الغذائية المُشبعة، ما يعني أن المرء سيشعر بالشبع لفترة أطول بعد وجبة الفطور الغنية بهذه الدهون. وهو ما ينعكس إيجاباً على صحة الإنسان طوال النهار، لجهة الحد من تناول الوجبات الخفيفة وأحجام الوجبات للمساعدة بشكل أكبر في إدارة نسبة السكر بالدم.

ويمكن للدهون الصحية، مثل الدهون غير المُشبعة الموجودة في الأفوكادو والمكسرات وزبدة الجوز، تقليل الإلتهاب في الجسم، وهي لا تتطلب عادة الكثير من التحضير قبل دمجها في الوجبة.

ما هي مكونات وجبة الفطور الصحية

بعد الإطلاع على العادات السيئة لوجبة الفطور والتي تزيد من خطر ارتفاع نسبة السكر بالدم، لا بد من التعرف بشكل أكبر على مكونات وجبة الفطور الصحية للإلتزام بها والتمتع بصحة سليمة على الدوام.

4 عادات سيئة ترفع السكر بالدم-
ما هي مكونات وجبة الفطور الصحية

وبحسب الخبراء، فإن وجبة الفطور الصحية هي الوجبة المتوازنة التي تحتوي على كميات مدروسة من الكربوهيدرات والبروتين والألياف والدهون. ومن القواعد الأساسية الجيدة لوجبة الفطور الصحية، أن يكون هناك ما لا يقل عن 1 جرام من الألياف لكل 5 جرام من الكربوهيدرات. وإن كنت لا تستطعين القيام بهذه العملية الحسابية البسيطة من خلال النظر للوائح التغذية، يمكن اتباع المثال التالي:

  • استبدال الخبز الأبيض بخبز الحبوب الكاملة.
  • إضافة بعض أنواع الفاكهة إلى وجبة الفطور.
  • إضافة بعض الأطعمة الغنية بالألياف، مثل دقيق الشوفان والحنطة السوداء والخضروات.

ويساعد تضمين الألياف في وجبة الفطور على تخفيف الاستجابة المطلوبة من البنكرياس، وبالتالي منع ارتفاع نسبة السكر بالدم.

أما بالنسبة للدهون الصحية، فيمكنك عزيزتي على سبيل المثال، إضافة نصف حبة أفوكادو إلى الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة عوضاً عن المربى، أو إضافة زبدة الجوز إلى التفاح لزيادة البروتين والدهون، ووضع زبدة الفول السوداني على خبز الحبوب الكاملة.

في النهاية، لا يسعنا سوى التأكيد من جديد على وجوب إيلاء وجبة الفطور عناية مشددة للحفاظ على الصحة بشكل عام ومنع ارتفاع نسبة السكر بالدم بشكل خاص. وأن تكون وجبة الفطور صحية ومتوازنة بحيث تؤدي الغرض الأساسي منها، ألا وهو تغذية الجسم على مدار اليوم.