خبير كليفلاند كلينك يحذر: سرطان الرئة لا يقتصر على المدخنين

بلغت أعداد المدخنين حول العالم في العام الفائت، حوالي مليار شخص بعد انخفاض شهدته من مليار و300 ألف في العام الذي قبله.

وبالرغم من هذا "الإنخفاض المشجع"، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من تراجع الدعم للجهود القوية التي تقوم بها والحكومات المختلفة لتشجيع الناس على الإقلاع عن التدخين والتزام حياة صحية خالية من الأمراض المرتبطة بهذه الآفة، وعلى رأسها سرطان الرئة.

ويُعد سرطان الرئة، وفقًا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان، ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم. ولكن الباحثين يجدون صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لإجراء الأبحاث الكفيلة بإيجاد علاج له، بسبب وصمة العار المرتبطة به.

وقال الدكتور ناثان بينيل، طبيب الأورام في كليفلاند كلينك، أن هناك ما يُعرف ب"وصمة عار كبيرة" مرتبطة بالإصابة بسرطان الرئة، لأن غالبية الأشخاص الذين يموتون بسببه إما مدخنون أو مدخنون سابقون. مؤكداً أن غير المدخنين عُرضة كما المُدخنين، للإصابة بسرطان الرئة. وبينما يُعد تدخين السجائر السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، حذر الخبير من أن التدخين السلبي والتعرض للأسبستوس أو غاز الرادون ووجود تاريخ عائلي مرضي، كلها عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.

الدكتور ناثان بينيل طبيب الاورام في كليفلاند كلينك
الدكتور ناثان بينيل طبيب الاورام في كليفلاند كلينك

نقص التمويل لا يساعد في الوقاية التامة من سرطان الرئة

أضاف الخبير الطبي: "يُعد دخان التبغ من أكثر المواد بعثًا على الإدمان، ومع أن كثيرًا من الناس يصبحون مدمنين في سن المراهقة، فما من أحد يستحق أن يموت بسرطان الرئة سواء أكان مدخنًا أم لا".

كما أشار الخبير في الأورام وقبيل اليوم العالمي للتوعية من سرطان الرئة الذي يصادف الأول من أغسطس من كل عام، أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يموتون بسبب سرطان الرئة يكونون قد أقلعوا عن التدخين قبل مدة طويلة من تشخيصهم بسرطان الرئة. مضيفاً أن تعريض الرئتين للمواد المسرطنة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، داعيًا الجميع إلى اتقاء هذا المرض.

وأوضح الدكتور بينيل أن للتمويل العام علاقة وطيدة بالرأي العام، الذي وللأسف لا يدعم سرطان الرئة مثلما يدعم ما يُسمى "أمراض السرطان غير المثيرة للملامة"، كسرطان الثدي أو سرطان البروستات. لكنه اعتبر أن "هذه الأنواع من السرطان لديها أيضًا عدد أكبر بكثير من الناجين الذين يمكنهم دعم حصولها على التمويل."

وكانت دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، وجدت أن نقص التمويل اللازم لمكافحة أنواع السرطان الشائعة، مثل سرطان الرئة، قد يؤثر سلبًا في الأبحاث وتطوير الأدوية وعدد الموافقات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء، فيما يختص بأمراض السرطان ضعيفة التمويل.

وأضاف الدكتور بينيل: "لا يوجد عدد كاف من الناجين من سرطان الرئة للمطالبة بالتغيير، وحتى القلة من الناجين غالبًا ما يلومون أنفسهم، لذلك هناك نسبة أقل من الناجين المستعدين لسرد قصصهم".

الاقلاع عن التدخين يحمي من سرطان الرئة
الاقلاع عن التدخين يحمي من سرطان الرئة

تقدم في تشخيص سرطان الرئة

وبالرغم من صعوبات التمويل، فقد أحرز الطب تقدمًا في تشخيص سرطان الرئة وعلاجه، ومن ذلك الإختبار الجيني.

وقال طبيب الأورام في كليفلاند كلينك إن ثمة أنواعًا عديدة من سرطان الرئة، مؤكدًا أن الإختبارات الجينية ساعدت الباحثين على تطوير علاجات تستهدف أنواعًا معينة من الخلايا السرطانية. وأضاف: "من شأن العلاجات المعتمدة على نظام المناعة، والتي يصبح فيها الجهاز المناعي مهيأً لمهاجمة الأورام، مساعدة مرضى سرطان الرئة على العيش لفترة أطول. وقد تمت الموافقة على عدد من هذه العلاجات لأنواع أخرى من السرطان. كما أن الكشف عن سرطان الرئة، باستخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعات، والتي تساعد على تحديد الإصابة في مرحلة مبكرة وأكثر قابلية للشفاء، قد قللت أيضًا من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة".

التدخين هو السبب المباشر وراء الاصابة بسرطان الرئة
التدخين هو السبب المباشر وراء الاصابة بسرطان الرئة

كيفية حماية الأفراد لأنفسهم من سرطان الرئة

وبينما لا يمكن الوقاية من جميع أنواع سرطان الرئة، بوسع الأفراد اتخاذ بعض الإجراءات التي قد تُقلل من أخطار الإصابة، كالإقلاع عن التدخين، لأن منافعه تتجاوز التغييرات الخارجية. وإذا توقف المدخن عن التدخين لمدة 10 سنوات، فإن خطر إصابته بسرطان الرئة سيقل لحوالي مستوى نصف خطر الوفاة لدى المُدخن، بحسب الدكتور بينيل الذي أضاف أن بوسع الناس تجنب التعرض للمواد الكيميائية مثل الأسبستوس والرادون، أو تقليله.

وانتهى الدكتور بينيل إلى القول: "أشجع الناجين من سرطان الرئة، ولا سيما الذين لم يدخنوا مطلقًا، على الدعوة لإجراء أبحاث حول هذا المرض، والإعلان عن التقدم المحرَز في شأنه، وهذا مهم للجميع، لا للمُدخنين وحدهم."

سرطان الرئة لا يقتصر على المدخنين
سرطان الرئة لا يقتصر على المدخنين