الدكتور فيتو أنيس لـ"هي": هذه أعراض قرحة المعدة ومضاعفاتها وطرق تجنبها

تحدث قرحة المعدة عندما تتشكل تقرحات على بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة التي يصل إليها الطعام أولاً. وتُعرف هذه التقرحات التي تظهر في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة والمعدة أيضاً، بتقرحات الجهاز الهضمي.

وتتشكل هذه التقرحات عندما يحدث تآكل في البطانة المخاطية الواقية للمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، مما يتيح لأحماض المعدة والإنزيمات الهضمية الوصول إلى جدار المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وإلحاق ضرر بها. وتزداد التقرحات المفتوحة سوءا عند ارتفاع نسبة الأحماض في الأطعمة التي نتناولها.

في هذا السياق، يلقي الدكتور فيتو أنيس، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والطب الباطني واستشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى فقيه الجامعي، الضوء في موضوعنا اليوم على أعراض قرحة المعدة ومضاعفاتها وطرق تجنبها.

قرحة المعدة يمكن ان تتسبب بنزيف داخلي وسرطان المعدة
قرحة المعدة يمكن ان تتسبب بنزيف داخلي وسرطان المعدة

ما هي أعراض قرحة المعدة وأسباب ظهورها

تظهر قرحة المعدة في معظم الأوقات بفعل أحد العوامل التالية:

  • العدوى الناتجة عن جرثومة الملوية البوابية (هيليكوباكتر بايلوراي) الموجودة في البطانة المخاطية الواقية للمعدة، وذلك بعد تناول أدوية مضادة للإلتهابات غير الستيرويدية مثل الأسبرين، الإيبوبروفين أو النابروكسين. وفي حالات نادرة، قد يؤثر ارتفاع نسبة إنتاج الأحماض في الجسم بفعل الإصابة بمتلازمة "زولينجر إليسون" إلى زيادة التقرحات في المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، علماً أن 1% فقط من حالات القرحة في الجهاز الهضمي تُعزى في الواقع إلى هذه المتلازمة.
  • قد يختبر المرضى مجموعة متنوعة من الأعراض الناجمة عن قرحة المعدة، وترتبط شدة تلك الأعراض بحجم التقرحات وعددها. وتُعد الحرقة أو الألم في وسط البطن بين الصدر والسرة من الأعراض الأكثر شيوعاً. وعادة ما يزداد الألم حدة عندما تكون المعدة فارغة وقد يستمر لبضع دقائق أو عدة ساعات.

ونذكر في ما يلي بعض علامات وأعراض القرحة الأكثر شيوعاً:

  • الارتجاع المعدي المريئي أو التجشؤ.
  • فقدان الوزن.
  • شعور بعدم الراحة يعيق القدرة على تناول الطعام.
  • القيء أو الغثيان.
  • ألم في المعدة.
  • شعور بالإنتفاخ.
  • عسر الهضم (الشعور بالامتلاء في الصدر والبطن).
  • الشعور بالشبع بسرعة.

ما هي مضاعفات الإصابة بقرحة المعدة

نادراً ما تؤدي قرحة المعدة إلى مضاعفات حادة، لكنّنا نذكر فيما يلي بعض تلك المضاعفات في حال ظهورها:

  • نزيف داخلي

النزيف الداخلي هو من المضاعفات الأكثر انتشاراً لقرحة المعدة، وقد يحدث عندما تتشكل التقرحات بالقرب من الأوعية الدموية. وقد يكون النزيف بطيئاً وطويل الأجل مما يتسبب بفقر الدم لدى المريض، أو مفاجئاً وشديد الحدة.

  • ثقب في المعدة

يُعد ظهور ثقب في بطانة المعدة من المضاعفات النادرة لقرحة المعدة. وهذه الحالة خطيرة لأنها تؤدي إلى تسرب الطعام من المعدة إلى البطن، الأمر الذي يؤدي إلى التهاب الغشاء الصفاقي، وهو التهاب يصيب جدار البطن الداخلي ويغطي الأعضاء المعوية. ويُعد الألم الحاد في البطن والحمى من الأعراض الأكثر انتشاراً لالتهاب الغشاء الصفاقي.

  • انسداد مخرج المعدة

يمكن أن تؤدي قرحة المعدة في بعض الحالات - عندما تتفاقم حدتها أو تزداد التهاباً (ما يؤدي إلى تورمها) - إلى إعاقة مرور الطعام بشكل طبيعي عبر الجهاز الهضمي. وتُعرف هذه الحالة بانسداد منفذ الأمعاء، وقد ترتبط بأعراض مثل فقدان الوزن غير المقصود والتقيؤ باستمرار والشعور دوماً بالإنتفاخ أو الإمتلاء، إضافة إلى الشعور بالإفراط في تناول الطعام بالرغم من تناول كميات أقل من الكميات المعتادة.

  • سرطان المعدة

بالرغم من أن معظم حالات القرحة التي تظهر في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة هي حالات حميدة، قد تتطور بعض التقرحات لتصبح نوعاً من أنواع السرطان أو قد تكون سرطانية منذ البداية. لذلك، يجب متابعة هذه التقرحات باستمرار عبر التنظير الداخلي وفحص الخزعات.

الاطعمة المضادة للاكسدة تقي من قرحة المعدة
الاطعمة المضادة للاكسدة تقي من قرحة المعدة

ما هي طرق الوقاية من قرحة المعدة

يسهم نمط الحياة وبعض العادات والخيارات الغذائية في الحد من خطر الإصابة بتقرحات في المعدة أو الجهاز الهضمي. وبعض طرق الوقاية تتمثل في الخطوات الآتية:

  • الإلتزام بنظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضار والحبوب الكاملة.
  • اتباع نمط حياة صحي عبر الإقلاع عن التدخين والإمتناع عن التبغ بأشكاله الأخرى.
  • تجنب تناول الكحول.
  • غسل اليدين باستمرار لتجنب انتقال العدوى.
  • تناول كميات قليلة من أدوية الإيبوبروفين والأسبرين والنابروكسين.

هل يؤثر التوتر على قرحة المعدة

لا تشير الأبحاث إلى ارتباط نسبة التوتر بظهور التقرحات في الجهاز الهضمي، لكن ما يستطيع العلماء تأكيده هو أن قدرة الجسم على التعافي بالسرعة المطلوبة تتأثر بالطبع بنسبة التوتر التي يتعرض لها الفرد.

وبالرغم من أن التوتر ليس السبب الرئيسي لظهور القرحة، فمحاولة السيطرة عليه ضرورية جداً لما قد يعود به من آثار سلبية متعددة على صحة الفرد ورفاهيته بشكل عام.

هل تسهم أنواع معينة من الأطعمة في معالجة أعراض قرحة المعدة أو التخفيف من حدتها

يوجد الكثير من الأطعمة التي قد تزيد من حدة الأعراض، بفعل إسهامها في رفع نسبة الأحماض في المعدة، مثل القهوة والكافيين والكحول والشوكولاتة والأطعمة الحارة وعالية الحموضة.

وفي المقابل، يوجد الكثير من الأطعمة الأخرى الغنية بمواد مضادة للأكسدة والتي يُعد تناولها مفيداً في حال العدوى الناتجة عن جرثومة الملوية البوابية، مثل الخضار كالقرنبيط والملفوف والفجل والفلفل الحلو والجزر والبروكلي والثوم والكرنب الأجعد (الكايل) والسبانخ.

  • الفاكهة مثل التفاح والتوت الأزرق والتوت والعليق (التوت الأسود) والفراولة والكرز.
  • الأطعمة الغنية بالمكملات الغذائية البكتيرية مثل الزبادي ومشروبات الكفير والكمبوتشا وتابل الميسو ومخلل الملفوف.
  • العسل.
  • الشاي الأخضر منزوع الكافيين.
  • زيت الزيتون والزيوت النباتية الأخرى.

وتسهم الأطعمة الغنية بمواد مضادة للأكسدة في حماية وتنشيط جهاز المناعة، فضلاً عن مكافحة العدوى والإسهام في الوقاية من سرطان المعدة.

في النهاية، ننصحك عزيزتي بإيلاء صحة الجهاز الهضمي عناية قصوى كما الحال مع باقي أجهزة الجسم وعدم التغاضي عن أية أعراض قد تكون لها علاقة بقرحة المعدة. إذ أن علاج هذه المشكلة في مرحلة مبكرة يسهم في تجنيبك الكثير من المخاطر الصحية ومنها سرطان المعدة